استقطبت نحو 30 مبدعاً في الموسيقى والفنون

«مواهب الزوار» في مكتبة محمد بن راشد تعكس جمالية تجانس ثقافات العالم في دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«مواهب الزوار» في مكتبة محمد بن راشد تعكس جمالية تجانس ثقافات العالم في دبي

ما أن تلج بوابات أي مكتبة، حتى تغرق في هدوء كامل، حيث سيادة الصمت بين رفوف الكتب بات يعد واحداً من أبرز تقاليد مكتبات الدنيا بغض النظر عن حجمها، لكن في قاعات مكتبة محمد بن راشد بدا الأمر مختلفاً، حيث تمردت فيه على هذه القاعدة، بعد أن شرعت أبوابها، أول من أمس، أمام «مواهب الزوار» لتحلق عالياً في فضاء المكتبة، خالقة أجواءً مختلفة، قادرة على تحفيز الإبداع الفني والموسيقي لدى زوار الصرح المعرفي الذي يحتضن بين جنباته أكثر من مليون كتاب في شتى العلوم والمعارف. فعالية «مواهب الزوار» التي تعد الأولى من نوعها التي تنظمها مكتبة محمد بن راشد، نجحت في استقطاب نحو 30 موهبة إبداعية في الفنون والموسيقى، بعضها له لسان عربي وأخرى تنطق بلغات أجنبية عدة، لتجسد الفعالية، جمالية التجانس بين عديد الثقافات التي تعيش تحت ظلال دبي. 

فرصة 
مدين حمزة ومؤمن حسن، رفيقان في الحياة والموسيقى أيضاً، كلاهما يعزفان على أوتار الغيتار، حيث وجدا شغفهما بين اهتزازات الأوتار، التي على وقع إيقاعها أطلق مدين حمزة صوته ليحلق في فضاء المكتبة، لافتاً إليه كل أولئك الذين تواجدوا في قاعة المكتبة الرئيسية بالطابق الأرضي، وحتى أولئك الذين كانوا ينشغلون في الاستعداد لتقديم مواهبهم. مدين حمزة بيّن أن مشاركته وزميله مؤمن في الفعالية، جاءت للتعبير عن شغفهما بالموسيقى التي أحباها وتعلقا بها منذ سنوات. وقال: «أعتقد أن المشاركة في «مواهب الزوار» فرصة للتواجد في مكتبة محمد بن راشد، أتيحت لنا خلالها محاورة أوتار الغيتار في فضاء مكان يمثل واجهة دبي الثقافية، بكل ما يقدمه من معرفة وثقافة وعلوم»، مشيراً إلى أن العزف في أحضان مكتبة محمد بن راشد كان مختلفاً، وقال: «العزف والغناء في أحضان المكتبة له وقع خاص، ونحن الذين تعودنا على سيادة الهدوء في المكتبات، ولذلك شعرت أن للعزف هنا فيه صدى خاصاً، ومساحة تعبيرية أكثر رحابة». 

قبالة المقاعد التي جلس عليها مدين ومؤمن، اتخذ البيانو مقراً له، فيما رفع غطاءه استعداداً للترحيب بالمواهب التي تتقن العزف على مفاتيحه البيضاء والسوداء، والتي تناوبت عليها عديد المواهب التي جدفت في بحور الموسيقى الكلاسيكية، التي أعادت الحياة إلى مقطوعات بيتهوفن وزملائه الذين أبدعوا في صياغة «نوتة» الموسيقى الكلاسيكية، في وقت توسد فيه محمد قبلاوي آلة الكمان ليعزف على أوتارها بعضاً من إبداعاته الموسيقية. 

فنون تشكيلية

وفي الوقت الذي فرضت فيه الموسيقى كلمتها في الطابق الأرضي من المكتبة، كان المشهد مختلفاً في مكتبة الإعلام والفنون، التي تزينت بألوان الفنون التشكيلية، تلك التي سكبتها مجموعة من الفنانات، اللواتي آثرن التعبير عن رؤاهن الفنية على لوحات الكانفس. بين جنبات هذه المكتبة أطلقت الفنانة ياسمين طحان العنان لموهبتها في الرسم التشكيلي والذي مزجته مع تقنيات الخط العربي، لتقدم من خلالها بورتريه لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والتي استلهمتها من رؤية سموه للمكتبة التي وجدت لأجل خير الشعوب. ياسمين في حديثها، لم تخفي شغفها بالمكتبات، حيث قالت: «بجانب شغفي في الفنون التشكيلية والخط العربي، لدي شغف خاص تجاه المكتبات التي لا أتوقف أبداً عن زيارتها، ومكتبة محمد بن راشد كانت واحدة من الوجهات التي أطمح لزيارتها في دبي، للتعرف عليها وإمكانياتها». 

إبداع وجمال 

وأشارت إلى أن هذه الفعالية لم تتح لها فقط زيارة المكتبة وإنما ممارسة هوايتها في أجواء مشحونة بالفنون والإبداع. وقالت: «استلهمت لوحتي لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، من خلال ما عرفته عن المكتبة التي أبهرتني بجمالها ورفعتها وأناقتها أيضاً، وقد لفت نظري تخصيصها مكتبة متكاملة للفنون، وهو ما زاد من شغفي تجاهها». ياسمين قالت إن اختيارها تجسيد صورة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، بالحروف العربية، جاء مستنداً إلى أن «اللغة العربية هي هويتنا الأساسية وثقافتنا ولساننا، وهي لغتنا الأولى التي ننطق بها، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يعد من عشاق هذه اللغة التي نحبها جميعاً». 

ياسمين لم تكن وحيدة في «مرسم الفنون» وإنما جاورتها زميلتها الفنانة السورية ميسم عزيزة، التي استلهمت لوحتها من بناء المكتبة، وكذلك الفنانة إسراء رمضان التي أرادت أن تقدم لوحة تجريبية خاصة، وأيضاً الفنانة منة غزالة والتي مضت في مسارات المدرسة التجريبية، في حين تواجد أيضاً في المرسم مجموعة من الفنانين الذين ينحدرون من جنسيات أجنبية عدة.

Email