يهتم بترميم الأشياء القديمة ويتيح الفرص للمواهب

«كهف».. مشروع شبابي ينتصر للطبيعة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يشبه في تكوينه دبي، فكل زواياه ملهمة وبين ثناياها تحمل تعابير خاصة تبدو مستلهمة من تعدد الثقافات وتقاطعاتها، ساحته الرئيسية تبدو واسعة، فهي تشكل حضناً للمواهب الموسيقية والفنية إلى جانب كل من يجد في نفسه موهبة ما، إنه مشروع «كهف» (Kave) الذي رأى النور قبل 3 سنوات، في منطقة السركال أفنيو بدبي، على يد زينة وشقيقتها رانيا كنعان، فقد آمنتا بالإبداع وبضرورة الاهتمام به عبر إيجاد مساحات خاصة به، ففي «كهف» فتحت زينة ورانيا عيونهما على الترميم، لاعتقادهما بأن كل شيء حولنا يمكن ترميمه وإكسابه حلة جديدة، تكون أكثر إبداعاً وجمالاً، فما أن تلج بوابة الكهف، لا تستغرب من تواجد الدراجات الهوائية القديمة، بالقرب من كاميرات اختلفت في أحجامها كما تصاميمها، ومعها آلات الطباعة القديمة، والتي تحتل مكاناً بالقرب من زاوية الفنون التشكيلية ورفيقتها الخاصة بالأزياء والاكسسوارات المعاد تطويرها بطريقة لافتة. 

 ترميم 

في «كهف» لا حدود للشغف والإبداع، فهو وبحسب تعبير زينة كنعان الدارسة للتسويق والمالية، قائم بالأساس على ترميم الأشياء، وتقول في حديثها لـ «البيان»: «قمت وشقيقتي رانيا بتأسيس هذا المكان قبل 3 سنوات، وهدفنا منه هو رفع مستوى الوعي لدى الناس أجمعين بالبيئة وبأهمية حماية الطبيعة، عن طريق تعديل عن طرق استهلاك الأشياء، والذي بات له مردود سلبي على مجتمعاتنا والأجيال القادمة».

وتضيف: «الفكرة بنيت على ترميم الأشياء القديمة والخردوات، كما الدراجات الهوائية والكاميرات وآلات الطباعة وغيرها، حيث نقوم بإعادة تصميمها وإلباسها ثوب الحداثة والإبداع، ومن ثم تقديمها للمجتمع مرة أخرى». مؤكدة أن «المشروع يعمل مع الطبيعة ويحاول مساندتها بطرق مختلفة». 

«قصص الأشياء»

«قصص الأشياء» شعار يرفعه «كهف» الذي يفيض بتفاصيل كثيرة، يمثل الإبداع قاسمها المشترك، فتحت سقفه تلتقي الحرف اليدوية مع الفنون التشكيلية والتصميم والموسيقى والقراءة أيضاً، وبحسب زينه فإن المشروع يعد مساحة جاذبة للمواهب ومحفزة للإبداع.

وتقول: «تحت سقف هذا المكان نحاول منح كل مبدع ما يستحقه من تقدير، حيث الجميع هنا يمكنه أن يقدم موهبته وهوايته بطرق مختلفة لا تخلو من البساطة، وأعتقد أن هذه الطريقة مستدامة، كونها تفتح مجالاً أمام المواهب المختلفة للتعبير عن نفسها وتقديمها إلى المجتمع». في المقابل، تصف زينة مشروعها بأن له «ضمير وقلب»، لتبين من خلال هذا التعبير ما يتمتع به المكان من شغف.

وتقول: «في حدود هذا المكان الفرص مفتوحة أمام الجميع، من خلال إعطائهم المجال للتعبير عن ما يدور في رؤوسهم من أفكار مختلفة، وما يمتلكونه من إبداع فني، وأعتقد أن الفن هو الطريق الوحيد الذي يمكنه تحفيز الناس والمجتمع على سلوك طريق الإبداع، وهو الطريق الذي يدعوها إلى تجديد خياراتها، وتقديمها بصورة مختلفة للمجتمع». 

روح متفردة ومبدعة

ما أن تجتاز عتبة «الكهف»، حتى تقع في «شباك هواه» سريعاً، فهو يشبه دبي في تفرده ومقتنياته المختلفة، ومن خلاله تسعى زينه وشقيقتها إلى تقديم «وجه دبي للعالم ولزوارها». وتقول: «نحاول من خلال مجموعة الملتقيات التي تجمع المواهب والناس وتقام فيها ورش عمل يدوية وأمسيات فنية وموسيقية وحلقات نقاش مختلفة، أن نبين لزوار المدينة بأنها تمتلك أماكن مختلفة ذات روح متفردة ومبدعة، ولعل ذلك ما يجعلني أعتقد بأهمية هذا المكان لدبي، كونه يبرز روحها الخاصة، ما يجعله متكاملاً مع ما تمتلكه دبي من جماليات وأيقونات معمارية، وقد لمسنا ذلك من خلال زوارنا، الذين كثيراً ما عبروا عن إحساسهم بأنهم يتواجدون في بيوتهم».

فكرة المشروع تتقاطع مع طبيعة رؤية دبي الثقافية ومساعيها لأن تكون عاصمة للاقتصاد الإبداعي في 2025، ما يؤكد على صحة اختيار زينه وشقيقتها للسركال أفنيو ليكون مقراً للمشروع، حيث تقول: «اختيارنا للسركال أفنيو، جاء من خلال بحثنا عن مكان له هوية خاصة، ويكون مصدراً للإلهام والإبداع، وبلا شك أن ذلك متوفر في حدود هذه المنطقة المليئة بالغاليريهات وأصناف الفنون المختلفة، حيث يجمع السركال أفنيو كل المهتمين بالفنون».

نظرة زينة ورانيا للمشروع لا تبدو محصورة في حدود السركال أفنيو، حيث يطمحن لنقلها إلى الخارج. وفي هذا السياق تقول زينة: «بتقديري أن مجالات مشروعنا واسعة، وفرص نموه في الخارج كبيرة، ولذلك نطمح بنقله إلى خارج حدود دبي أيضاً، بحيث يكون تعبيراً عن فكرة عربية ولدت أساساً في دبي ومنها انطلقت نحو العالم».

Email