«السلم الخماسي بين الكلمة والنغم» في النادي الثقافي العربي بالشارقة

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة، أول من أمس، محاضرة ثقافية بعنوان «السلم الخماسي بين الكلمة والنغم» ألقاها الناقد الموسيقي الدكتور نزار غانم وأدارها خبير المسرح محمد سيد أحمد، الذي عرف د. نزار غانم بأنه مثقف وشاعر وموسيقي يمني، وهو جسر من جسور التلاقي والأخوة بين اليمن والسودان رمز من رموز المحبة بينهما، من خلال كتاباته التي يحتفي فيها بالروابط الثقافية بين الشعبين، وأوجه التشابه والتأثر والتأثير بينهما.

وأضاف سيد أحمد، أن الموسيقى أحد أكثر المجالات التي تلاقى فيها اليمن والسودان، ولذلك فالحديث عن السلم الخماسي عنده لا بدّ أن يمر بهذه العلاقة، ويمر بالروافد الأفريقية للموسيقى العربية، باعتبار السلم الخماسي هو النمط الموسيقي السائد في السودان ومجاله الجغرافي الثقافي.

طرق التواصل

واستهل د. نزار غانم محاضرته بالقول إنه في عصر التخصص العلمي الدقيق الذي يقطع الصلة بين الأفراد والمجتمعات لا بدّ للبشرية من قدر التثاقف الذي يحفظ لها التواصل الطبيعي بينها، حتى تظل الإنسانية بخير، وهذا هو سر اهتمامي بالموسيقى وبالتواصل السوداني اليمني.

ومن هذه الزاوية فإن السلم الخماسي في الموسيقى هو فاتحة لمعرفة الأفق الثقافي وطرق التواصل والتأثير بين عدة مجتمعات بشرية، لأنه يحتل جغرافيا النصف الجنوبي من الكرة الأرضية تقريباً.

وأكد د. غانم أن السلم الموسيقي الذي ساد العالم الحديث هو السلم الموسيقي الغربي الذي يتألف من سبع نغمات، لكن السلم الخماسي يختلف عنه في أن نغماته خمس فقط.

وأشار د. غانم إلى أن أول إشارة إلى السلم الخماسي جاءت على لسان إسماعيل بن جامع مغني الرشيد وهو أحد الثلاثة الذين جمعوا المئة صوت التي دونها أبو الفرج الأصفهاني في كتابه الأغاني، وهو رجل من قريش أمه يمنية، ويشير ذلك إلى قدم وجود هذا السلم في المجال العربي، واعتمادها في بعض مجالاتها الجغرافية عليه.

عراقة

وعن المجال الجغرافي الثقافي للسلم الخماسي قال المحاضر، إنه ينتشر في السودان وشرق أفريقيا ووسطها والمغرب العربي واليمن، وله تجليات عديدة في مصر والخليج والمنطقة العربية بشكل عام.

كما أن له وجوداً في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى والصين وآسيا الشرقية، وفي إسبانيا وبعض الجيوب الأوروبية الأخرى، مما يؤكد سعة انتشاره، وعراقة وجوده في المجتمعات، وأنه انتشر في هذه المجالات بفعل الهجرات البشرية، والتبادل الثقافي بين الأمم منذ آماد طويلة.

وختم د. نزار غانم حديثه، بأن الدراسات حول السلم الخماسي ومجاله الجغرافي والثقافي وتنقلاته وتجلياته وأشكال التلوين الثقافي التي يأخذها في مناطقه المختلفة، لا تزال في بداياتها، وفيما يخص الحزام السوداني والمنطقة العربية فإن هناك ضرورة ملحة لدراسات معمقة حول هذا السلم، يمكن أن تكشف عن قوة تأثير الثقافة والفنون العربية ومدى انتشارها وتأثيرها في العالم.

Email