الأب في المجتمع الإماراتي .. قامة وقيمة تحتفي بهما صنوف الإبداع

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

من قلبه يصنع وطناً، يحتضن فيه الأبناء كبيرهم وصغيرهم، إنه الأب الذي يمثل عمود البيت وأساسه، حيث تقوم العائلة برمتها على كتفيه، يتعب لأجلها لتظل نضرة وقوية وقادرة على المواجهة.

وها هو العالم أجمع، يمد يده ليصافح الأب في يومه العالمي، يذكره بعذب الكلام، ويثني على جهوده، بوصفه الشمعة التي تنير الطريق أمام الجميع، حيث يأتي هذا اليوم، ليكون بمثابة تكريم للأب واحتفاءً به، وبتضحياته من أجل الأبناء والمجتمع.

وفي الإمارات لم يتم غض الطرف عن هذه المناسبة، حيث يوجد للأب مكانة عالية في نفوس أبناء المجتمع المحلي كما بقية المجتمعات الخليجية والعربية، حيث يحظى الأب فيها بالاحترام والتقدير والمنزلة الرفيعة.

المشهد الثقافي والفني الإماراتي لم يغض طرفه يوماً عن الأب، فقد أجلّه كثيراً، ومنحه المكانة التي يجب أن يكون فيها، وبين ثناياه حمل رسائل كثيرة تبرز هذه المكانة، وأهمية الأب في المجتمع، وازدحمت كتب «السنع» الإماراتي، بقواعد التعامل مع الآباء والأجداد، باعتبارهم منبع الخبرة ومصدر القيم الأصيلة في المجتمع المحلي، والأمر كذلك انسحب على ساحات التواصل الاجتماعي، التي ضجت أروقتها بتغريدات تحتفي بالأب ومكانته، لتكون أجملها متمثلة في تغريدة «أعطيتني الحب، وأعطيتني رابطة، وأعطيتني الحياة، عام جديد سعيد يا أعظم أب في العالم»، التي تم تداولها على نطاق واسع.

«عالي المقام»

وعلى خطى الأدب الإماراتي، سارت الدراما المحلية والعربية أيضاً في احتفائها بالأب وقيمته العالية، حيث أفردت له مساحة جيدة، أكدت من خلالها على مكانته في المجتمع، وفي هذا السياق، يقول الفنان مرعي الحليان: «قد تكون الأعمال التي تناولت الأب كشخصية محورية قليلة بسبب تركيز المحطات الفضائية على الأعمال الكوميدية بشكل عام، ولكن الدراما برغم ذلك لم يغب عنها هذه الشخصية بكل تفاصيلها، واذكر في هذا السياق مسلسل «المال والبنون» الذي أطلت به الدراما المصرية في مطلع التسعينيات، ووزعت أحداثه على جزأين، وهو يعد واحداً من أهم الأعمال التي أطلت في تلك الفترة»، وأشار الحليان إلى أن الدراما الإماراتية جادت أخيراً بعمل «عالي المقام».

وقال: «مسلسل «عالي المقام» للكاتب محمد حسن أحمد، تناول شخصية الأب في صور مختلفة، وهو ما يعد علامة بارزة في الدراما المحلية، وبرغم ذلك لم يوجد حتى الآن السيناريو الذي يقدم شخصية الأب في صورتها العميقة».

مكانة عالية

في المقابل، عاد المخرج والفنان عبد الله الجنيبي، بذاكرته إلى الوراء قليلاً، ليستذكر جملة من الأعمال التي قدمها وتناولت دور الأب، كما مسلسلي «عام الجمر» و«الشهد المر» وأفلام «بحر» و«الطريق» و«بنت الحبل»، وهي من تأليفه وإخراجه.

وقال: «اهتمت الدراما وكذلك السينما الإماراتية عبر أعمالها وتاريخها بالأب، وحرصت طوال الوقت على تكريمه والاهتمام بتقديمه على الشاشة وفقاً للمكانة العالية التي يحظى بها في المجتمع الإماراتي، كما سعت أيضاً إلى تبيان مدى الاحترام الذي يحظى به، وهذا الأمر انطبق أيضاً على كبار المواطنين الذين نعتز بهم جميعاً». وأشار الجنيبي إلى أن للأب مكانة عالية في المجتمع المحلي.

وقال: «نعتز بالصورة التي قدمتها الدراما والسينما الإماراتية عن الأب، كما نعتز نحن كفنانين بالأدوار التي لعبناها في عديد الأعمال الدرامية، والمستلهمة من مكانة الأب، والنظرة التي يحظى بها مجتمعياً، حيث مثل ذلك انعكاساً للواقع».

Email