ميساء الزغير: الألوان تعكس جمال الحياة والإنسانية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

خطوط الجمال تعرفها العين جيداً، تكتشفها من بين ثنايا ضربات الفرشاة التي استقرت بسكينة خالصة على سطح الكانفس، تلك الخطوط تدركها العين، كلما أمعنت في تفاصيل انحناءات الحروفيات، وقد استراحت على ظهر جدار، لتبرز روائع الخط والحرف العربي.

وخطوط الجمال تكتشفها كلما توغلت بالحديث مع الفنانة السورية ميساء الزغير، حيث لا تنحرف فيه ناحية طريق الملل، بفضل تسلحها بالمعرفة الفنية، التي جعلت منها فراشة تعودت القفز في حدائق الجمال والفنون.

ميساء الزغير تعشق الألوان، تماماً كعشقها للحروفيات، وقد تعودت ألا تنفض أناملها من رائحة الألوان الزكية، هي لا تنتمي إلى مدرسة محددة، فكل المدارس الفنية بالنسبة لها مشرعة الأبواب، تختار منها ما يتناسب مع ظلال الصورة وتفاصيلها، لتذهب ميساء في عشقها للفنون نحو فضاءات أخرى، وقد اختارت الدراما ومواقع تصويرها، لتكون جزءاً من مشهدها العام، عبر توليها مهمة تصاميم السينوغرافيا في المواقع.

ميساء خريجة الفنون الجميلة من جامعة دمشق، والتي دخلتها عن قناعة تامة، لتحقق من خلالها حلمها الجميل، الذي تقول عنه لـ«البيان»: «دراسة الفنون الجميلة كان بالنسبة لي حلماً يستحق العمل، والأمر كذلك بالنسبة للفنون التطبيقية التي لم أسقطها من دراستي»، وها هي تحترف الأعمال اليدوية والرسم وفن الحروفيات، وتعشق تفاصيلها، وترى فيها وسيلة فائقة الجمال للتعبير عن النفس، حيث تقول: «للفن مكانة خاصة في قلبي، أرى فيه درباً واسعاً محفوفاً بالألوان التي تعبر عن مكنونات النفس، وانعكاسات جمال الحياة والإنسانية والمجتمع أيضاً، وأعتبره عيناً مفتوحة على قضايا المجتمع والإنسانية عموماً».

وبرغم عدم شعورها بالشبع من الفن التشكيلي الذي درسته وعلمته للآخرين، ومن أساليبه وألوانه المختلفة، إلا أنها آثرت أن تبرز إبداعاتها في قطاعات أخرى من الفن، حيث اختارت أن تكون مصممة سينوغرافيا في مواقع الدراما والسينما، لترفع من رصيد خبرتها في هذا المجال، الذي مكنها من ترك بصمة لافتة في المشهد الدرامي.

«كسر عضم» للمخرجة رشا شربتجي، عمل درامي لا يزال صداه يدق في ذاكرة كل من تابعوه على الشاشة الصغيرة في رمضان الماضي، في دروب هذا العمل، سارت ميساء، حيث وضعت بصمتها على ديكوراته، ومن قبله مسلسل «وحدن» للمخرج نجدة إسماعيل أنزور، بالإضافة إلى أعمال أخرى، بدت فيها السينوغرافيا تتربع على عرش البطولة، وتقول: ««كسر عضم»، مثّل بالنسبة لي تجربة جديدة، سعيت من خلالها إلى ترجمة إحساسي الداخلي، تجاه الحبكة الدرامية، والمشاهد المكتوبة على الورق، والأمر كذلك كان بالنسبة لمسلسل «وحدن»، الذي تعاين فيه قسوة الحياة»، وتضيف: «جميعنا يدرك مدى الأهمية التي تستحوذ عليها السينوغرافيا في الدراما والمسرح والسينما، حيث لكل واحدة منها طريقتها وأدواتها الخاصة، رغم أنها تلتقي أحياناً تحت سقف واحد»، وتبين ميساء: «أهمية السينوغرافيا تكمن في كونها تتحول في لحظة ما، إلى جزء من المشهد الدرامي، وأحياناً تتحول إلى بطل للعمل، وبالنسبة لي، أعتبر أن تصميم السينوغرافيا، عملية خلاقة، تحمل بين ثناياها الكثير من الحرفية، كونها تترجم جانباً من الرؤية الإخراجية للعمل، وجوانب أخرى من المشهد الدرامي، ولذلك فتصميم السينوغرافيا يحتاج إلى تأنٍ وصبر». ميساء أكدت في حديثها أن تصميم السينوغرافيا عملية ليست بالهينة، كما يظن البعض.

وتقول: «بالنسبة لي، أحياناً كثيرة أضطر إلى إعادة قراءة المشهد مرات عديدة، حتى أستطيع أن أسكنه في مخيلتي، وبناء ما يظهر جماليته من سينوغرافيا متكاملة، وفي بعض الأحيان، أذهب ناحية البحث والتنقيب العميق، لا سيما في ما يتعلق باختيار الملابس والأكسسوارات، التي يجب أن تتسق تماماً مع طبيعة الحبكة الدرامية والأحداث وتطورها».

Email