فوتوغرافيا

عبقري التصوير الياباني (الجزء الأول)

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعتبر النقّاد أن أمثالهُ مُهدّدون بالانقراض، وأنه ضمن سلالة ذهبية على وشك الاحتضار، وأنه يغوص بكل جوارحه في أعماله حتى استحق لقب «عبقري التصوير الفوتوغرافي». إنه العملاق الفوتوغرافيّ اليابانيّ ورائد مدرسة الواقعية «كين دومون»، كما تناولهُ بعمقٍ وتفوّق الكاتب والناقد «ايزاوارو كوتارو»، منشوراً في «اليابان بالعربي».

بدأ هوسهُ بالرسم والنحت صغيراً، ومن خلال اقتراح والدته، أصبح مُتدرباً مُقيماً في استوديو «مياؤتشي كوتارو»، حيث وجد هدفه في الحياة، وهو أن يصبح مصوراً. لكن روتين العمل المُمل لم يرضِ طموحه، خاصةً مع انجذابه للتجديد في عالم التصوير، الذي بدأ في الظهور من ألمانيا. وفي عام 1935، انضم إلى «نيبون كوبو»، بقيادة الفنان «ناتوري يونوسوكي» (1910-1962)، والذي كان يهدف لتقديم نهجٍ جديدٍ في التصوير الصحافيّ بأسلوبٍ ألماني، وبالفعل، أحرز «دومون» تقدّماً سريعاً، كمصورٍ صحافيّ، مدفوعاً بطموحه لرؤية أعماله منشورةً في مجلة Life، المجلة الإخبارية الفوتوغرافية الأمريكية المرموقة. لكنه تعرَّض لخيبة أمل، عند نشر صوره في مجلة Life باسم «ناتوري يونوسوكي». وفي عام 1939، استغل «دومون» غياب ناتوري في رحلة عمل، وقام بتقديم صورة لوزير الخارجية الياباني «أوغاكي كازوشيغي»، إلى مجلة Life، التي نشرتها بالفعل منسوبةً إليه شخصياً «الصورة: بواسطة دومون». بعد هذا الموقف، تدهورت علاقته مع «ناتوري»، ورَحَلَ عنه، وبدء رحلته المستقلة.

استمر «دومون» في إنتاج أعمالٍ ناجحةٍ، وذاع صيتهُ تدريجياً، من خلال ظهور أعماله في مجلة Shashin Bunka، كما فاز بأولى جوائزه، وهي Ars Photo، في عام 1943. وفي مقالٍ بمناسبة الجائزة، كَتَبَ الشاعر والنحّات «تاكامورا كوتاري»: هناك شيءٌ عجيبٌ حول «دومون»، يبدو أن عدسته لديها القدرة على استكشاف أعماق الأشخاص والأشياء.

فلاش

تقليد الإبداع ليس إبداعاً.. التاريخ يتذكّر من صنعوا أمجاداً لا شبيه لها!

 

Email