فرسان الموسيقى الكلاسيكية يتألقون في دبي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

توصف الموسيقى بأنها سفر الروح إلى خارج رحم الزمن، لها ألق خاص، حيث ترتبط ذبذباتها بعلاقة خاصة مع الإنسان، كفيلة بأن تجعله عاشقاً لها، يردد نغماتها في حله وترحاله.

ولكن الموسيقى تزداد ألقاً عندما تنتمي إلى الكلاسيكية، حيث تكون أكثر هدوءاً وأصالة، لتشبه في ذلك دبي التي تعودت العزف على «نوتة الموسيقى الكلاسيكية» من خلال احتضانها لثلة من مهرجانات الموسيقى الكلاسيكية، التي فتحت أمامها أبواب مسارحها، وتقدمها أمام الملأ، الذين يتوقون للعودة نحو الوراء عقوداً طويلة، ليشعروا بزمن عظماء الموسيقى، كما لودفيج فان بيتهوفن، ولويجي بوكهيريني، وباخ وفيفالدي وقائمتهم تطول.

تحت سقف دبي أوبرا، يتصاعد النغم، حيث تشتد الأوتار التي تعزف عليها الأنامل برفق، في المكان ذاته، أطل أخيراً ثلة من فرسان الموسيقى الذين مثلوا مجموعة من أشهر الموسيقيين حول العالم، يرافقهم 11 من قادة الأوركسترا الأكثر تميزاً على الساحة الدولية، كل أولئك اجتمعوا معاً لتقديم أمسيات النسخة الـ 11 من مهرجان «ان كلاسيكا».

والذي استضاف مجموعة من أفضل الفرق الموسيقية، كما أوركسترا برلين السيمفونية، والأوركسترا الفيلهارمونية السلوفاكية، وغيرها الكثير، بينما رافقهم في رحلة المهرجان التي امتدت على مدار 4 أسابيع، ثلة من قادة الموسيقي المعروفين عالمياً، وعلى رأسهم ديمتري يابلونسكي، كونراد فان ألفين، وجيانلوكا مارسيانو، ماريوس سترافينسكي، جيرجيلي ماداراس، وماسيميليانو كالدي وغيرهم.

حيث قدموا جميعاً مجموعة متنوعة من الروائع المعاصرة وألواناً مختلفة من الموسيقى الكلاسيكية وأعمال فيردي وبيتهوفن وديبوسي، ومينديلسون، وستراوس، ودفوك.

«ان كلاسيكا» ليس مهرجاناً يتيماً في دبي، حيث زوايا المدينة برمتها تضج بألق الموسيقى الكلاسيكية، التي سعت دبي إلى حفظ إرثها، باحتضانها لعديد المواهب العارفة بتفاصيل الموسيقى الكلاسيكية، وقد حملت على كاهلها مهمة إلقاء محبتها في نفوس الناس، ممن تذوقوا «حلاوة» النغم في لحظات صعوده وهبوطه على السلم الموسيقي.

قبيل انطلاق مهرجان «ان كلاسيكا»، كانت الرابطة الفرنسية في دبي، قد احتضنت ثلة من عشاق الموسيقى الكلاسيكية، ولأجلهم أقامت «صالوناً خاصاً للموسيقى الكلاسيكية»، يتيح الفرصة أمام المواهب الموسيقية لأن تضيء المشهد الموسيقي في دبي، وأن تقدم إبداعاتها أمام الملأ.

«دبي كانت ولا تزال موطئاً للموسيقيين المحترفين ونجوم الحفلات الموسيقية الموهوبين»، بهذا التعبير آثرت ميلاني مارتيني، مديرة الرابطة الفرنسية في دبي، أن تصف لـ «البيان» مكانة دبي في عوالم الموسيقى، وتقول:

«على مدار الوقت، شهدنا إطلاق العديد من المبادرات، مثل لجنة حفلات دبي التي بدأها الراحل السير موريس فلاناغان، حيث ساهمت هذه المبادرات في تكوين جمهور متحمس للموسيقى، حيث لا نزال نتلمس صدى حفلات الموسيقى الكلاسيكية التي تقام بين أرجاء المدينة».

ميلاني أكدت أن «طبيعة دبي وبيئتها، وانفتاحها على الثقافات الأخرى، كان كفيلاً بتوسيع سمعتها كمدينة جاذبة للمبدعين من حول العالم»، مضيفة: «المبادرات والمهرجانات الموسيقية، خصوصاً تلك التي تتخذ من الموسيقى الكلاسيكية عموداً فقرياً لها، لم تتوقف أبداً طوال الفترة الماضية، رغم أنها شهدت انخفاضاً بسبب جائحة «كوفيد 19»، إلا إنها لم تتوقف في دبي.

وقد سبق للموسيقار ستيفان فيراولت، التعاون مع الرابطة الفرنسية، في تنظيم حفلات المواهب الإماراتية الكلاسيكية، والتي كانت تقام على مدار شهر كامل، بمشاركة مجموعة من الفنانين المحليين الذين يتمتعون بمكانة عالية وموهبة مذهلة»، وفي هذا السياق، أكدت ميلاني إنها بصدد إعادة تنظيم الموسم الثالث من هذه الحفلات، قائلة إنها ستكون في سبتمبر المقبل.

Email