كُتاب وأدباء: معارض الكتاب مشهد إبداعي متجدد

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستقطب معارض الكتاب، التي تنظمها الدولة على مدار العام عدداً كبيراً من الكتاب والأدباء والناشرين والباحثين عن المعلومة، لترسم مشهداً ثقافياً، يؤكد أن الثقافة ركن أساسي من مكونات النهضة.

وتمثل معارض أبوظبي للكتاب والشارقة للكتاب ومعرض الكتاب الإماراتي ومعارض الطفل إلى جانب المهرجانات الثقافية المتنوعة والمسابقات وشهر القراءة، مشهداً إبداعياً ومنصة لاستثمار الفرص المتاحة لتسويق الكتاب، والإسهام في نشر ثقافة القراءة.

وأكد مثقفون وزائرون لهذه المعارض أن الرهان الثقافي في الإمارات رهان مستقبلي، الهدف منه ترسيخ الصورة الذهنية في وجدان العالم، وهذه المعارض الناجحة تأكيد على هذه الصورة، التي يزداد بريقها عاماً تلو آخر.

دور حيوي 

وأوضح جمال بن حويرب، الرئيس التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، أن معارض الكتاب في دولة الإمارات عامة، ومعرضي أبوظبي والشارقة خاصة محافل ثقافية عالمية.

وتكتسب أهمية كبيرة ودوراً حيوياً في دعم الناشر والمؤلف الوطني والعربي والعالمي، لافتاً إلى اهتمام الناشرين والمؤلفين والمؤسسات الثقافية المختلفة على المشاركة فيها، بعد أن صارت المعارض في الدولة وجهة مهمة في منطقة الشرق الأوسط، لتنوع مصادرها المختلفة ورقي المستوى من حيث التنظيم والفعاليات ودعم الدولة، بما يسهم في النهوض بصناعة الكتاب.

وأضاف: إن الإمارات حققت تميزاً فريداً في رقم النشر وأصبحت من أهم الدول في نشر التجارب الإبداعية المتنوعة للكُتاب والأدباء الإماراتيين، ومن حيث امتلاك أفضل المطابع، مؤكداً النظرة الإيجابية للكتاب باعتباره مصدراً للمعرفة والعلم، فالثقافة ليست قوى ناعمة فقط وإنما رسالة قوية ودعم مباشر للإنتاج المعرفي والإنساني.

دور تنويري

فيما أكدت الكاتبة عائشة سلطان عضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية، أن دور الإمارات الثقافي برز كثيراً خلال الأعوام الماضية قياساً بدول لها تاريخ كبير في المعرفة والثقافة، وأشارت إلى الدور التنويري والثقافي، الذي تضطلع به الإمارات عن طريق اهتمامها بالكتاب والمبدعين، من خلال الجوائز التي تمنحها المؤسسات الثقافية الإماراتية للمبدع العربي، بل وعلى المستوى الدولي.

وقالت: هناك تنوع حقيقي فريد في المشهد الثقافي مثل يوم الكاتب ويوم القراءة وعام القراءة ومسابقات تحدي القراءة وغيرها.

وذكرت أن المشروع الثقافي الإماراتي على جميع المستويات يمثل بانوراما حقيقية ومتنوعة تمتد من الإمارات إلى الوطن العربي.

وأكدت الكاتبة أن رسالة الإمارات إلى العالم أن هناك تكاملاً في شتي المجالات، الاقتصاد المعرفي والثقافي بالتوازي مع النهضة التنموية الشاملة، مشددة على أن الاهتمام بالثقافة والمثقفين ضمن الاستراتيجية الوطنية لحكومة الدولة.

صروح ثقافية 

ولفتت إلى أن معرض الشارقة للكتاب هو المعرض الثقافي الوحيد، الذي لم يؤجل على مستوى العالم بسبب ظروف الجائحة، وهناك الكثير من المشاريع الثقافية تجعلها عاصمة دائمة للثقافة العربية، فضلاً عن كثير من الصروح الثقافية في الإمارات من الجامعات ومؤسسات النشر والمكتبات العامة في كل إمارة، لتتكامل الرؤية للدولة قاطبة لذات الاستراتيجية، التي تؤكد وتشدد على كون الثقافة ركناً أساسياً من مكونات النهضة.

وقال عبدالحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية: إن معارض الكتب في الإمارات قاربت على الاحتفال بمرور 40 سنة على انطلاق أول معرض للكتاب في الدولة، في حين أن عمر الدولة 50 سنة، أي كانت من أولوية العمل الوطني ترسيخ فكرة الدولة مع التركيز على الثقافة لأنها معطى حضاري يعيش للتاريخ وباتت معارض الشارقة وأبوظبي للكتاب من أكبر معارض الكتب في العالم من حيث الأهمية والقيمة.

ولفت إلى أن معارض الكتب في الإمارات عكست هوية وطنية ليس بوصفها سوق بيع الكتب، بل لأن التجربة ألهمت ودفعت المئات من أبناء الإمارات لتأسيس دور نشر تهتم بصناعة الكتاب، فضلاً عما تقدمه الإمارات من حسن تنظيم للعارضين وتقدير كبير لضيوفها من كتاب وأدباء وناشرين وغيرهم من الشخصيات العامة.

وأردف: انطلقت الجوائز الأبرز عربياً وعالمياً بقيمتيها المادية والمعنوية، والتي فاز بها العشرات من المفكرين، وتم تكريم نخبة أخرى من صناع المعرفة عربياً وعالمياً، وها نحن نرى جوائز للكتاب الأفضل والإصدار الأول وأدباء الشباب وغيرها من الجوائز التقديرية والتشجيعية، بالإضافة إلى الحرص الكبير على المشاركة في هذه المعارض من قبل الناشرين العرب، ومن حول العالم، كل حسب ثقافته ولغته، ما يؤكد نجاح وتفرد التجربة.

Email