موسيقى «البوب» الكورية تصافح في دبي حضارات العالم

للموسيقى الكورية لون خاص، فهي تمتاز برؤيتها البصرية ولوحاتها الراقصة، التي مكّنتها من مغادرة الحدود الكورية لتسافر حول العالم، وتحتل فيه سدة العرش الموسيقي، لتجمع حولها الملايين من الشباب والفتيات ممن «هاموا سحراً» في ثقافة «كي ـ بوب» (K-pop)، التي استطاعت التغلغل بين الشباب، بفضل فرادتها وما تمتلكه من قدرة خاصة على التعبير والتميز.

دبي لم تكن بعيدة عن الموسيقى الكورية وثقافة «كي ـ بوب»، التي أوجدت لها موطئ قدم على الأرض، وتمكنت من التغلغل بين الشباب، الذين وقعوا في «هواها»، وباتوا جزءاً منها، حيث يمكن التعرف عليهم من خلال تسريحاتهم المختلفة وشعرهم الملون، وما يرتدونه من أزياء تضج بالألوان الزاهية، كتلك التي يطل بها أعضاء فرقة «بيكسيزز»، التي رأت النور على أرض دبي.

ثقافات عدة

اتساع دائرة «كي بوب» في دبي، لم يكن قاصراً على ما قدمته الفرق الكورية، التي أطلت على مسارح «إكسبو 2020 دبي» من أداء ورقصات، حيث حلت عديد الفرق الكورية ضيفة على المدينة، التي يعيش تحت ظلالها ثقافات عدة، بدءاً من فرقة «فورستيلا» ومروراً بـ «(جي) آي ـ دل» وصاحب أغنية «غانغام ستايل» المغني ساي، وليس انتهاء بالمغني سوهو، الذي يعد آخر الواصلين إلى دبي.

حيث يستعد للوقوف على مسرح دبي فستيفال سيتي، غداً الجمعة، رفقة فرقته الموسيقية المؤلفة من 5 أعضاء، ليقدموا بعضاً من أغنياتهم المعروفة، لا سيما تلك التي تشكل العمود الفقري لأحدث ألبومات النجم سوهو، والحامل لعنوان «جري سوت».

وصول النجم سوهو إلى أرض دبي شكل «وجبة دسمة» لرواد التواصل الاجتماعي، وعشاق ثقافة «كي ـ بوب»، الذين عبروا عن سعادتهم بزيارة «سوهو» إلى دبي، حيث سيشهد خلال تواجده فيها إطلاق عرض (IMAGINE) الجديد الذي يقوم على أكتاف أغنياته، ليبدو ذلك تجربة جديدة تضاف إلى سجل دبي، التي تعودت الاحتفاء بثقافات الدنيا على أرضها.

أرض خصبة

اهتمام الشباب بثقافة «كي بوب» في دبي بدا أمراً لافتاً، ففي الوقت الذي سيطل فيه سوهو على جمهوره في فستيفال سيتي، يجري حالياً الإعداد للنسخة الثانية من مهرجان أورا للفنون، الذي سيقام في يونيو المقبل بين أروقة السركال أفنيو، حيث ثقافة «كي ـ بوب» جزءاً أساسياً منه، وفي هذا السياق قالت ميثاء مانع بن حشر بن راشد، مؤسسة آورا آرت ايفنتس في دبي لـ«البيان»:

«أصبحت دبي موطناً للكثير من أبناء الثقافات المختلفة، والذين وجدوا فيها أرضاً خصبة وفضاء واسعاً للتعبير عن ثقافاتهم بكل ما تحتويه من موسيقى وفنون وآداب وحتى لغات، وهو ما يفسر سر اهتمام الشباب عموماً بالثقافة الكورية، التي لاحظنا في السنوات الأخيرة مدى توسعها داخل دبي والإمارات، لدرجة أصبح فيها فرق موسيقية خاصة تعبر عن هذه الثقافة، ومن بينها فرقة «بيكسيزز»، التي أتحنا أمامها المجال للتواجد في النسخة الأولى من مهرجان أورا، الذي قمنا بتنظيمه العام الماضي في السركال أفنيو»، ونوهت ميثاء:

«الاهتمام الذي حظيت به فرقة «بيكسيزز» فتح عيوننا على مدى عمق الاهتمام بظاهرة «كي ـ بوب» بين أبناء الثقافة العربية تحديداً، والثقافات الأخرى، وبتقديري أن ارتفاع نسبة الاهتمام بثقافة الـ«كي بوب» بين الشباب يمثل انعكاساً لطبيعة التنوع الموجود في دبي».

شريحة واسعة

وأكدت ميثاء في حديثها: إن ثقافة «كي بوب» لن تغيب عن فعاليات مهرجان أورا لهذا العام، وقالت: «رغم أن التيمة العامة لنسخة المهرجان الثانية ستكون منصبة على الثقافة اليابانية، التي ترتكز على «الانيمي».

حيث ينال اهتمام شريحة واسعة من الشباب، خاصة أولئك الذين يميلون إلى احتراف الفن، سيكون هناك أيضاً تركيزاً على ثقافة «كي بوب» من خلال ما ستقدمه فرقة «بيكسيزز» من أداء موسيقي واستعراضي خلال فترة المهرجان الذي سيقام في يونيو المقبل».

قبل إطلالة سوهو، كانت دبي قد شهدت زيارة فرقة «اكسو» (Exo) التي احتفت بها المدينة، من خلال إضافة أغنيتها «القوة» (Power) إلى قائمة الأغنيات، التي تتراقص عليها نافورة دبي، والأمر ذاته انسحب أيضاً على فرقة BTS الكورية، التي باتت تمتلك جمهوراً عربياً لا يستهان به، ما جعل من الإمارات والشرق الأوسط بشكل عام وجهة رئيسية لها، لإقامة حفلاتها.

وفي الإطار، لا يمكن غض الطرف عن فرقة «بيكسيزز»، التي ولدت على أرض دبي في 2019، وتتألف من 23 فرداً موهوباً من جنسيات مختلفة، استطاعوا إتقان الرقصات الكورية، ونجحوا في تأسيس مكانة لهم على موقع «يوتيوب»، حيث حظيت مقاطعهم المصورة بمشاهدات تجاوزت 160 ألفاً.