«الفيزا الثقافية» في دبي أفق تميز رحب يحفز مبدعي العالم

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تشكّل ثقافة دعم وتعزيز حضور المبدعين والموهوبين من المواطنين والمقيمين، وجذب غير المقيمين منهم؛ محوراً بارزاً ورئيساً من محاور هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» التي تنتهجها في رحلتها الرامية إلى خلق بنية تحتية محفزة على الصناعات الثقافية والإبداعية، وتمكين نظام بيئي مستدام ومزدهر يدعم النمو الاقتصادي لدبي ويعزز مكانتها مركزاً عالمياً للثقافة، وحاضنةً للإبداع، وملتقىً للمواهب وعاصمة عالمية للاقتصاد الإبداعي.

وقد أسهمت الهيئة عبر اعتمادها منح تأشيرة «الفيزا الثقافية» للعديد من المبدعين والموهوبين في شتى مجالات الصناعات الإبداعية؛ في تمكين هذه المواهب وفتح آفاق الإبداع أمامهم ليسهموا في تنمية قدراتهم ومشاريعهم وسط بيئة تتمتع بمنظومة متكاملة وعالية المستوى وفقاً لأفضل الممارسات العالمية، ما يعزز بدوره اقتصاد الإمارة الإبداعي في شتى صناعات هذا الاقتصاد، الذي تسعى حكومة دبي وفقاً لاستراتيجية ممنهجة لجعل الإمارة العاصمة العالمية له.

ونستعرض في هذه المساحة تجربة عدد من المبدعين الحاصلين على الفيزا الثقافية، والأثر الذي أحدثته في مسيرتهم المهنيّة والشخصيّة، إلى جانب الآفاق المستقبلية التي باتت متاحة أمامهم بفضل المزايا التي حصلوا عليها بفضل ذلك.

قيمة

وفي هذا السياق، تقول المبدعة إسراء رمضان: «إنّ حصولي على الفيزا الثقافية منحني قيمة أكبر لحضوري إلى جانب المسؤولية الكبيرة التي وضعتها على عاتقي للعمل بشكل مضاعف لإحداث أثر أساسي عبر الفنّ الذي أتاح لنا هذه الفرصة، كما ساعدني ذلك على تطوير مهاراتي عبر حريّة ومساحة أكبر للتعبير عن مختلف ثقافاتنا وأفكارنا. وعلى صعيدي الشخصي أتاحت لي هذه المحفزات في دبي ثقة أكبر بالاعتماد على نفسي والإحساس بالمرونة أكثر في التنقل والعمل لجهات وأماكن مختلفة».

بدوره يقول المبدع علي نجم: «لقد غيّرت الفيزا الثقافية الكثير من جوانب حياتي، فحينما كنت في بلدي كان عمري 27 عاماً وكنت أحمل مسؤوليات شخص بعمر 60 عاماً، ولكن بعد انتقالي إلى دبي أشعر بأن عمري الآن 16 عاماً، ويمكنني أن أبدأ من جديد وأحقق ما أحلم به.

فتحت لي هذه الفرصة إمكان الاختلاط بالعديد من الثقافات المتنوعة، ما أضفى علي خبرات جديدة في مجال عملي بالموسيقى، وهذه فرصة لأتوجّه لجميع أصدقائي الموهوبين للمبادرة للحصول على الفيزا الثقافية لما لها من مزايا كبيرة وإسهام رائع في مسيرتهم المهنيّة».

تخطيط

من جانبه أكد المبدع كريم تامرجي أن الفيزا الثقافيّة عززت شعوره بالتقدير لكونه مبدعاً، ومنحته إحساساً بالمسؤولية لرد الجميل من خلال دعم الصناعة الإبداعية في دبي والترويج لها، كما سمحت له بالتخطيط على المدى الطويل.

مشيراً إلى أنّه نظراً للفرص المتنوعة التي أتيحت له، فقد تمكن من تحدي حرفته واستكشافها في وسط ونطاق مختلفين، ما فتح إمكانات إبداعية مختلفة، موصياً زملاءه الفنانين بالتقديم والحصول على التأشيرة الثقافية. وقال: «منذ حصولي على الفيزا الثقافية شاركت في العديد من الفعاليات مثل مهرجان سكة للفنون والتصميم، ومهرجان أم الإمارات في أبوظبي، إلى جانب عملي في الفن الجداري ومشاريع التركيب، وسأواصل مسيرتي عبر المشاركة في مختلف الأحداث والفعاليات القادمة».

مصدر إلهام

من جهتها، تحدثت المبدعة دولسي سمعان عن الأثر الذي أحدثه الحصول على الفيزا الثقافية في مسيرتها المهنيّة، فقالت: «شكّل امتياز الحصول على التأشيرة الثقافية أكثر اللحظات التي لا تُنسى في حياتي، فهو مصدر إلهام، ويقود إلى إنتاجية أفضل وتعزيز الشعور بالانتماء للمجتمع. لقد كانت الحريّة كلّ ما أحتاجه.

فهي تتيح انخراطاً أفضل في مختلف الأحداث الموسيقية التي تقام طوال العام من دون التقيد بخطط الكفيل الذي يمكن أن يحدد مساحات الحرية المتاحة. وفي الواقع، كانت دبي أرض الفرص للكثيرين، وشخصياً كنت أتخيل نفسي دائماً أن أكون أحد أولئك الذين سيمارسون يوماً ما شغفهم وترك بصمة في هذا الوطن، ومن خلال إنجازاتي الحالية في المشهد الفني في دبي؛ باتت التأشيرة الثقافية جواز سفر للوصول إلى مزيد من المعرفة».

نمو وتطور

من جانبه، تقدّم المبدع أليكسي أفاناسيف بالامتنان إلى دبي للثقافة على هذه المبادرة، مشيراً إلى أنّه في لحظة تلقيه رسالة الموافقة شعر كأنه حصل على أوسكار، فهي من وجهة نظره أكبر تقدير لإسهامه في المشهد الفنّي في دبي. وأضاف: «منذ حصولي على التأشيرة الثقافية، كان التحدي الأكبر الاستمرار في العمل بشكل مستقل. ولقد أتاحت لي التأشيرة الثقافية الفرصة لمزيد من النمو والتطور، وأنا على استعداد لمشاركة خبراتي مع المؤسسات الثقافية، والشركات الدولية الراغبة في التوسع في الإمارات».

Email