استطلاع «البيان» : المتاحف ومراكز الفنون.. برامج تطوير لازمة لتعزيز دورها في صون الهوية

ت + ت - الحجم الطبيعي

تستند هوية المتاحف ومراكز الفنون في تقديم أطروحاتها المعرفية المستوحاة من تاريخ وعراقة الأمم إلى تكثيف التواصل الثقافي بين الشعوب، بهدف تجديد الاكتشاف وابتكار مسارات تستشرف مستقبل التعليم، عبر إتاحة الفرصة أمام للزوار لتتبع كل ما هو جديد من وسائل العرض الحديثة والتقنيات المستهدفة لتتبع مسيرة تطور الفنون وموروث الحضارات المادي واللامادي حول العالم.

«البيان» حاولت من خلال الاستطلاع الأسبوعي، أن تضيء على أهمية المتاحف ومراكز الفنون كمدارس ثرية، ومنصات نوعية في مد الأجيال بمعلومات وافية عن تراثهم وتاريخهم مضيئة في الصدد مدى نجاحها في توثيق الفنون والتاريخ وتعريف الشباب بحضاراتهم، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها، عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل، مفاده: هل نجحت المتاحف ومراكز الفنون في تعريف الشباب بحضارتهم وتاريخهم عبر أدوات جاذبة لهم؟

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع، أن المتاحف تحتاج برامج تطويرية مهمة لتؤدي هذا الدور على أكمل وجه، إذ أوضح 64% من المشاركين بالاستطلاع على موقع «البيان» الإلكتروني، أن المتاحف ومراكز الفنون في حاجة للمزيد من البرامج والخطط لتحفيز الجمهور والزوار وتعريف الشباب بحضارتهم وتاريخهم، بينما رأى 36% غير ذلك، في حين كانت نتائج التصويت على منصة «البيان» على «تويتر» متقاربة، حيث لم تتفق نسبة 70.2% مع وجود دور بارز للمتاحف ومراكز الفنون في نشر الثقافة المعرفية، والتي تسهم في اكتشاف جوانب متجددة من تاريخ الحضارات، بينما رأى 29.8% عكس ذلك.

ترسيخ الهوية

وحول أهمية الدور الذي تقوم به المتاحف في نشر المعرفة والثقافة تقول ميس البيك، مديرة البرامج والمبادرات المجتمعية في معرض421 للفنون: لم يقتصر مفهوم تطور المتاحف على مواكبة التقنية فحسب، بل أخذ في الاعتبار ضرورة تجاوز مفهوم المتحف السابق الذي كان الاهتمام به مقتصراً على السائحين، لينتقل إلى التفاعل مع المجتمعات التي يمثل حضاراتها ليكون جزءاً حيوياً من إيقاعها. ومن هذا المنطلق توسع دور المتاحف بكل أنواعها ليشمل العديد من الأنشطة الثقافية والفنية والعلمية والاجتماعية. ولا يزال التاريخ والتراث مصدر إلهام للمبدعين من كافة الفئات العمرية، ومن خلال انخراطنا بشكل مكثف مع فئة الشباب وجدنا أنه أفضل طريقة لتعريف الشباب بحضارتهم وتاريخهم هي منحهم المساحة الكافية لتصميم برامج تقع ضمن ما يطمحون لاستكشافه والتعرف عليه، ومن خلال التكليفات الفنية والتعاون مع هؤلاء المبدعين، ومنحهم الحرية والإرشاد والموارد، بالإضافة إلى الدعم الكامل لبناء برامج ومعارض فنية لا تساهم فقط في ترسيخ هوية الشباب وتعزيز انتمائهم، بل وتمكنهم من نقل ثقافتهم إلى العالم.

مساحة اكتشاف

في حين تشير أُنس قطان، مديرة برنامج البحث والتعليم في مركز فن جميل، إلى أن المتاحف والمؤسسات الفنية توفر فرصاً تعليمية ذات أطر تفاعلية مع الزوار من فئة الشباب. كما أنها تعد مساحة حرة تتيح ممارسة الاستكشاف والنقد مع المعارض والمشاريع التي تطرح عدداً لا يحصى من وجهات النظر والهويات والتاريخ البديل. يعد التعلم من خلال الفنون والثقافة مكملاً لطرق التدريس الأكاديمية الحالية ويمكن الأفراد من طرح الأفكار، والتعمق، وترسيخ معاني التسامح أيضاً وخلق الأجواء الملائمة للإبداع واكتشاف وتنشئة المواهب والمهارات الجديدة، وإلهام الأجيال القادمة من المنتجين والمبدعين الثقافيين، وبوجه عام الماضي الثقافي والحضاري لا يمكن أن يعيش إلا من خلال تنشيط الذاكرة الثقافية؛ فلهذا يعتبر المتحف من الأمكنة المهمة في تنشيط هذه الذاكرة واستحضار الإلهام ودوافع الابتكار الحضاري عبر العصور من خلال الآثار والممتلكات الثقافية والمشروعات الفنية المعاصرة التي تحمل مزيجاً متفرداً من عناصر الماضي برؤية المستقبل.

Email