ضمن فعاليات معرض أبوظبي للكتاب

«المؤتمر الدولي للنشر العربي» يناقش الرقمنة والملكية الفكرية والتحولات المرحلية في الصناعات الإبداعية

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تنطلق اليوم فعاليات المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية في دورته الأولى التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، وبمشاركة نخبة من الناشرين والخبراء العرب والغربيين لمناقشة أحدث التوجّهات وأبرز التحديات التي يواجهها قطاع النشر، واستعراض أهم الحلول والاقتراحات الرامية للارتقاء به.

ويأتي تنظيم هذا المؤتمر ضمن فعاليات الدورة الـ31 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب 2022، الذي ينطلق اليوم بمشاركة ما يربو على ألف ناشر من أكثر من 80 دولة، ويتضمن أكثر من 450 فعالية تُلبي تطلعات الجمهور، ومن ضمنها الجلسات الحوارية، والندوات، والأمسيات الأدبية والثقافية والفكرية، إلى جانب مجموعة كبيرة من الفعاليات التعليمية، وأنشطة البرنامج المهني للناشرين، وفعاليات الطفل، التي يقدمها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين.

حضر المؤتمر كل من الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، والدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وعدد من الشخصيات الممثلة للمؤسسات المعنية بالقطاع، وناشرون يمثلون دور نشر عربية وغير عربية، ومتخصصون وحشد من الإعلاميين.

وشدّدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، في كلمتها الافتتاحية، على أهميّة إرساء أسس راسخة تُسهم في حماية حقوق النشر والملكية الفكرية، وتعزيز متانة ومرونة قطاع النشر العربي وضمان حريّته، مشيرةً إلى اللقاءات التي جمعتها بأبرز الناشرين العرب في كلّ من المغرب، ومصر، وتونس، والمملكة العربية السعودية، مؤكدةّ أنها لمست رغبتهم المشتركة في مواصلة تطوير قطاع النشر، على الرغم من إعرابهم عن قلقهم تجاه حالة حقوق النشر وحرية النشر في بعض دول المنطقة.

وأكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي استمرار دعم «الاتحاد الدولي للناشرين» والتزامه الكامل العمل مع الناشرين الأعضاء لتطوير الأطر القانونية وتنفيذها لضمان حماية الناشرين وأعمالهم، مشيرةً إلى أهمية أن ينصب تركيزهم على بناء نماذج أعمال جديدة والانتقال من الطريقة التقليدية في التفكير إلى التوجهات الحديثة، التي تتضمن توفير الفرص للمواهب الشابة للمشاركة في عملية صنع القرار، ما يسهم في خلق بيئة مبتكرة ودعم الأفكار الإبداعية.

وفي إطار رؤية حكومة أبوظبي لتسريع وتيرة نمو الصناعات الثقافية والإبداعية من خلال استراتيجيات استثمارية، أكد علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، أن إمارة أبوظبي التزمت بناء قطاع ثقافي مستدام عبر استثمار 30 مليار درهم كجزء من استراتيجيتها الرامية لدعم الصناعات الثقافية والإبداعية، وتعمل على تمكين المواهب الإبداعية من جميع أنحاء العالم، وتسهم في إنشاء المحتوى والألعاب الإلكترونية والأفلام والنشر باللغة العربية.

وقال في سياق متصل «لقد كنّا من أكثر المؤمنين بصناعة النشر والمحتوى العربي على مدى سنوات طويلة، واعتقدنا دوماً بأحقية اللغة العربية في أن يعرف الناس ما تتمتع به من خصائص وما فيها من سمات وما لديها من ثروة لغوية. فاللغة هي التعبير الخالص عن الثقافة، ولهذا نعتز بلغتنا العربية التي لها عظيم الأثر في التعبير عن ثقافتنا والحفاظ عليها ومشاركتها مع العالم من خلال تدعيم صناعة النشر والإبداع وإثراء محتواها بالإضافة إلى دعم صُنّاعه».

وأكد ابن تميم، في سياق متصل، أن المركز الإبداعي الجديد في جزيرة ياس يعد خير دليل على أن الإمارة قادرة على احتضان جميع أنواع الأفراد والشركات الناشئة وكبار منتجي المحتوى معاً، للعيش والعمل وتحقيق الازدهار في ربوعها، بإلهام من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله» نواصل تنظيم الأحداث المهمة، مثل معرض أبوظبي الدولي للكتاب، برعايته الكريمة دعماً للثقافة والإبداع وللكلمة المكتوبة، إذ لا تزال رحلة إثراء المحتوى العربي في بداياتها، وقال «نؤمن دائماً بإحراز التقدّم حتى وإن بدا الهدف كبيراً، هذا ما نسعى لتحقيقه بجهود سفراء النشر والصناعات الإبداعية والتعليم والثقافة في هذا المؤتمر، والعمل يداً بيد للاستفادة من مرونة العالم الرقمي المملوء بالفرص في سبيل تدعيم أواصر صناعة النشر وروابطها مع الصناعات الإبداعية التي تترجم الكلمة المكتوبة إلى واقع رقمي لزيادة آفاق استخدامها».

وسلطت جلسة «هل أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي بمقام سوق جديدة للكتب؟» الضوء على الدور الذي تؤديه منصات التواصل الاجتماعي في رفع نسب مبيعات الكتب، وتأثير وكلاء الكتب والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، في حين ناقشت جلسة «التعليم والنشر في العالم الافتراضي» علاقة التعليم والتكنولوجيا وواقع منصات التعليم الحديثة، واختتم المؤتمر فعالياته بحوار خاص عن الآفاق المستقبلية للمحتوى العربي على الإنترنت، والذي رصد سبل المحافظة على إنتاج محتوى عربي عالي الجودة في الفضاء الإلكتروني.

 

تنوع وثراء فكري

سيشهد الجمهور على امتداد أيام معرض أبوظبي الدولي للكتاب، فعاليات متنوعة في جدول أعمال المعرض الذي يضم أركاناً متعددة تضم المنصة الرئيسة ومنصة الشباب، إضافة إلى ردهة الأعمال وركن أنماط الحياة فضلاً عن ركن الفن، التي تقدم مجموعة واسعة من الجلسات الحوارية، والندوات، والأمسيات الأدبية والثقافية والفكرية التي تستضيف نخبة من ألمع الأسماء أبرزهم الشاعر والناقد أدونيس، وغويدو إمبينز، الحائز على جائزة نوبل للعام 2021 في العلوم الاقتصادية، والبروفيسور روجر آلان، أحد أهم الباحثين الغربيين في الأدب العربي المعاصر، والبروفيسور محسن الموسوي، أستاذ الدراسات العربية والمقارنة في جامعة كولومبيا وغيرهم. كما ينظّم المعرض مجموعة كبيرة من الفعاليات التعليمية، وأنشطة متخصصة للطفل يقدمها نخبة من الأكاديميين والمتخصصين، إلى جانب البرنامج الثقافي الخاص بضيف الشرف، إذ ستحتفي ألمانيا ضمن جناحها الخاص بإبداعات نخبة من المفكرين والمبدعين بمشاركة نخبة كتاب ومتخصصين يطرحون آراءهم ورؤاهم ضمن أكثر من 14 جلسة ثقافية ومهنية متنوّعة، يرافقها عروض نخبة مختارة من الأفلام الألمانية المستوحاة من كتب، كما سيتعرّف الجمهور المحلّي والعربي على إبداعات الشاعر والكاتب المسرحي والروائي يوهان غوته، إلى جانب سرد بصري ومعرفي وإبداعي لتاريخ طويل من الإبداع الفكري واللغوي والأدبي الألماني. ودعا المركز جميع أفراد الجمهور لحضور المعرض والمشاركة في فعالياته المختلفة والمتنوعة، والتي تلبي تطلعات جميع فئات المجتمع.

Email