أدباء في المهجر: مبادرات سموه تعزز الثقافة العربية عالمياً

محمد بن زايد.. قائد طموح شغفه الفكر والإبداع

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

استطاعت الإمارات منذ تأسيسها، أن تحقق الكثير من المنجزات في مجالات الثقافة والفن، وتكون قبلة للكتاب والباحثين والمترجمين والفنانين والناشرين، بعد أن تحولت إلى ما يشبه تحفة فنية في مجال عمرانها الحداثي، أو ما بعد الحداثي، وإنه من الطبيعي أن تتوجه أعين المتابعين، في هذه اللحظة المفصلية الجديدة في ظل قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، إلى أمرين هما ديمومة وتطور المنجز الثقافي الفني، ضمن إطار نهضة البلاد العامة المشهود لها.

«البيان» استطلعت آراء وشهادات عدد من الكتاب والباحثين والإعلاميين في المهجر، وآفاق التميز النوعية المنتظرة، في المرحلة المقبلة، بما يحافظ على مكانتها، واسمها، وثقلها، في وجدانهم جميعاً.

نهضة ثقافية

يوضح إبراهيم حاج عبدي، كاتب وصحفي سوري مقيم في ألمانيا، أن دولة الإمارات العربية المتحدة حققت نهضة اقتصادية شاملة في مختلف المجالات، وأنها متابعة لهذه التنمية في الاستقرار والرخاء والأمن. ويرى أن هذه النهضة الاقتصادية رافقتها نهضة ثقافية تمثلت في حقول السينما والدراما التلفزيونية والمسرح والرواية والشعر والتشكيل وغيرها، إذ حققت الإمارات حضوراً متميزاً في المهرجانات والمحافل الدولية وأسست لعدد من المهرجانات السينمائية، كمهرجان أبوظبي السينمائي، ومهرجان دبي السينمائي، ومهرجان الخليج السينمائي، وفي المسرح هناك تطور في هذا الحقل الثقافي، خاصة في إمارة الشارقة، حيث تعد أيام الشارقة المسرحية، أهم مهرجان عربي، بالإضافة إلى دور معارض التشكيل الكثيرة التي تستضيف أعمال كبار التشكيليين، فضلاً عن الفعاليات الثقافية والمهرجانات الفنية في مختلف مدن الإمارات.

مسابقات وجوائز

ويتابع: «طالما أننا نتحدث عن الجانب الثقافي في الإمارات فلا بدّ أن نشير إلى السخاء الإماراتي في هذا المجال، خاصة في ما يخص الجوائز الثقافية والأدبية التي تمنح لكتاب ومثقفين من الإمارات والعالم العربي ومن كل العالم، مثل جائزة الشيخ زايد للكتاب، التي تعد أهم جائزة على المستوى العربي والعالمي، كذلك الجائزة العالمية للرواية العربية، التي ترعاها دولة الإمارات وتعلن عن نتائجها في إمارة أبوظبي، بالإضافة إلى العديد من المسابقات والجوائز والمنافسات الثقافية التي تمنح خلالها الجوائز القيّمة للكتاب والمثقفين».

ويضيف: «صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، سيسير على خطى الأسلاف، خاصة أنه قيادي بارز مواكب لنهضة الإمارات ومهتم بالجانب الثقافي عبر ذهنية تعلم أن الثقافة تدعم وتعزز التطور في المجالات الأخرى. والإمارات من الدول القليلة على مستوى العالم التي وازنت بين النهضة في المجالات الاقتصادية والبنية التحتية والجانب الثقافي التي تصقل الإنسان وتهيئه لمستقبل أفضل، وإن سموه، كان منذ البدايات في قلب هذا الحراك وسيسير على هذا النهج، وستشهد الإمارات المزيد من القفزات في عهده».

بناء الإنسان

ويقول الشاعر السوري المقيم في ألمانيا مروان علي: «أدركت دولة الإمارات العربية المتحدة منذ قيامها دور الثقافة في بناء الإنسان، ولذلك عمدت إلى دعم الفعل الثقافي من خلال مؤسسات أسهمت في التأسيس لثقافة عربية جديدة».

ويشير إلى الدور البارز الذي تلعبه المؤسسات الثقافية الإماراتية الكثيرة في دعم الثقافة والمثقفين من خلال المشاريع الثقافية التي تتجاوز حدود الإمارات ودول الخليج إلى كل الدول العربية، لتسهم في تقديم الجانب الإنساني في الإبداع العربي والثقافة العربية.

ويبين أن دور معرض الشارقة للكتاب ومؤسسة العويس و«مشروع كلمة» وكل المؤسسات مهم جداً وبارز في تقديم فعل ثقافي عربي يسهم في المشهد الثقافي الإنساني. وقد راهنت القيادة الإماراتية على الثقافة لأنها تفتح الأبواب أمام التجديد والحداثة في مختلف جوانب الحياة.

ثقافة جديدة

ويرى د. يونس توفيق، كاتب وناقد عراقي مقيم في إيطاليا، أن الثقافة المتميزة كانت دائماً العامل الأساسي في نهوض الأمم والأمثلة عديدة، سواء في البلدان العربية، خاصة في حقبة الخمسينات والستينات والسبعينات أم في أوربا على السواء. ويشير إلى أن الإمارات لديها كل المقومات من أجل وضع أسس لثقافة جديدة ترتكز على عنصر أساسي هو الإنسان. ويتابع: «قبل أشهر عدة طلبت مني مؤسسة إيطالية أن أكتب نثراً أدبياً باللغة العربية، يكون إطاراً لعمل صناعي وفني يزخرف الطرق والأنفاق في الإمارات. المبادرة أخذت بعين الاعتبار التكامل بين ما هو صناعي وما هو إبداعي».

كرم وإبداع

يؤكد د. يونس توفيق أن التميز النوعي يجب أن ينطلق من خطط الإنماء في الإمارات، وفتح المجال للإبداع العربي والعالمي، وكذلك الاتجاه نحو العالمية من أجل حضور أوسع. ومن أجل التميز ينبغي بناء دار ضيافة مبنية على الطراز الإماراتي، تستضيف أدباء وفنانين من كل أنحاء العالم، كل منهم لفترة معينة، يعيشون أجواء الكرم والإبداع العربي.

Email