مؤسسة الإمارات للآداب وشركة «فور كوميونيكيشنز» تصدران تقريراً يكشف ريادة دولة الإمارات في مجال الأدب عالمياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

 أصدرت مؤسسة الإمارات للآداب، مؤسسة غير ربحية، تهدف إلى غرس حب الآداب والثقافة، وتعزيز مكانتهم في دولة الإمارات والشرق الأوسط، اليوم، تقرير «ما بين السطور: دور التوجهات الجديدة في تعزيز الأعمال الأدبية ودور الجمهور في تعزيز الإقبال على الأعمال الأدبية»، بالتعاون مع شركة «فور كوميونيكيشنز»، الوكالة الرائدة في تقديم خدمات التواصل والعلاقات العامة المتكاملة في المملكة المتحدة ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

ويستعرض التقرير أحدث التوجهات في مجالي القراءة والأدب، مبشراً بظهور عصر ذهبي جديد للآداب في المنطقة. 

ويكشف التقرير، الذي اعتمد على تحليلات «Mapper360®»، من شركة «فور كوميونيكيشنز»، مختلف العوامل التي تشكل ملامح المشهد الأدبي في المنطقة، وعن فئات الجمهور الست التي تقود هذه النهضة الثقافية. كما يوضح تأثير بعض العوامل على الأدب والكتب، مثل وسائل التواصل الاجتماعي وتطور التكنولوجيا، والمبادرات الثقافية على الإنترنت، وعلى أرض الواقع، وتغير سلوك القرّاء. 

تفاعل

كما يسلط التقرير الضوء على كيفية تفاعل المؤلفين والكتّاب مع مجتمعاتهم، وعلى الجهود المبذولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في المجال الثقافي، والتي تُبشّر بظهور عصرٍ ذهبي جديد في مجالي القراءة والأدب. 

ومن أبرز النقاط التي سلط التقرير الضوء عليها، تجدد الشغف بالقراءة، وأشار إلى زيادة في التفاعل مع الأعمال الأدبية وأنشطة المطالعة، إذ ظهرت العديد من القصص التي توفر متنفساً يستطيع القرّاء من خلاله الابتعاد عن التحديات التي شهدها العالم في العامين الماضيين. كما أن مؤشر التفاعل مع الأعمال الأدبية، يشير إلى تزايد مستمر خلال العام الجاري، لا سيما مع تنامي الوعي لدى القرّاء، بالفوائد التي تنطوي عليها أنشطة القراءة والاستماع إلى القصص.

وأشار التقرير كذلك، إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة، تسجل ارتفاعاً بنسبة 7 % في المحادثات المتعلقة بالقراءة، حيث شهدت المحادثات على وسائل التواصل الاجتماعي حول الكتب والآداب في عام 2020، حول دولة الإمارات، زيادة بنسبة 7 %، أي أعلى من متوسط المعدل العالمي بنسبة 3 % على أساس سنوي، إذ تم تسجيل أكثر من 73 مليون إشارة (Mention) عبر الإنترنت، بخصوص الكتب والآداب في جميع أنحاء العالم، باللغتين العربية والإنجليزية فقط.

 الاهتمام بالأدب العربي

وذكر التقرير أن ارتفاع عدد الإشارات باللغة العربية في مواضيع القراءة والأدب بنسبة 20 %، إذ ازداد عدد المحادثات باللغة العربية حول الكتب والأدب على مواقع التواصل الاجتماعي بنسبة 20 % على أساس سنوي، ما يشير إلى تزايد الاهتمام بالأدب العربي، باللغتين العربية والإنجليزية، حول المواضيع والسيناريوهات والشخصيات التي تعكس ثقافة المنطقة. 

وأكد التقرير وجود زيادة في المناقشات حول الكتّاب العرب، حيث عززت مبادرة كاتب مكتوب، التابعة لمؤسسة الإمارات للآداب، حضور الكُتّاب العرب، باللغتين العربية والإنجليزية، على الموسوعة الأكبر على الإنترنت، موسوعة ويكيبيديا، بنسبة تتجاوز 500 % في أقل من عامين، وحصدت المقالات حول هؤلاء الكتّاب أكثر من 224 مليون زيارة.

ولفت التقرير إلى الاهتمام الملحوظ بالأعمال المنشورة على نحو مستقل، لا سيما عبر منصات التواصل الاجتماعي وعلى الإنترنت، في دولة الإمارات بنسبة 27 %: ازداد الاهتمام بالأعمال المنشورة على نحو مستقل والنشر الذاتي، إذ ازدادت نسبة الإشارة إلى المنشورات المستقلة وأعمال النشر غير التقليدية، ومتاجر الكتب المستقلة عبر منصات التواصل الاجتماعي العامة، والصفحات الإخبارية على الإنترنت، بنسبة 27 % في دولة الإمارات، مقارنةً مع نسبة 18 % على مستوى العالم. 

كما أوضح نشأة مجتمعات حيوية جديدة، حيث أشار التقرير إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي، لعبت دوراً محورياً في إنشاء مجتمعات حيوية من القرّاء والكتّاب، وسط توجه الكتّاب على نحو مباشر لاستلهام أفكار القصص وصياغة حبكاتها، والبحث فيها من القرّاء، بالإضافة إلى إتاحة المجال أمامهم، لشكر القرّاء والتفاعل مع جمهورهم.

ست شرائح 

وأشارت تحليلات «Mapper360®»، إلى ست شرائح جديدة من الجمهور، تعزز الإقبال على الأعمال الأدبية، وتسهم في إعادة رسم ملامح القطاع الأدبي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، علماً بأنهم يمثلون شريحة متنوعة من المتحدثين باللغتين الإنجليزية والعربية، والمتحدثين بأكثر من لغة، إذ بات جمهور القرّاء هذا يسهم على نحو كبير في تحديد نمط وأسلوب القراءة على مستوى العالم.

أولاً، خالد المهتم بالثقافة، الذي يُعرف بنهمه للقراءة، ويمثل 5 % من الجمهور الذي يرسم ملامح التوجه الأدبي في قطاع الثقافة المتنامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كما يشارك بشكلٍ فعال في الفعاليات والمهرجانات الثقافية، ما يثري شغفه بالفنون والمشهد الأدبي ويوسع من آفاقه. 

ثانياً، شيماء والتطوير الذاتي، اكتشفت شيماء شغفها بالقراءة خلال فترة تفشي جائحة «كوفيد 19»، إذ تعكس هي ونظراؤها، الذين يشكلون 18 % من إجمالي الجمهور، ازدياد الاهتمام بالكتب الصوتية وكتب تنمية الذات. تهتم شيماء بكتب الأعمال والتطوير المهني، والمقالات المتعلقة بالصحة والرشاقة والسلامة الجسدية والنفسية.

ثالثاً، نديم المُحب للمعرفة، يستمتع نديم ونظراؤه، الذين يمثلون نسبة 24 % ممن يرسمون ملامح المشهد الأدبي، بقراءة الكتب، لتخفيف وطأة نمط الحياة المتسارع، وتطوير حياتهم المهنية. ويهتم نديم بالقراءة في مجال العلوم والتكنولوجيا، كما يستمتع بأدب التشويق، ويحرص على القراءة السريعة، خلال فترات قصيرة، على أحد الأجهزة الإلكترونية العديدة التي يستخدمها في آن واحد. كما يميل إلى استخدام شبكات التواصل الاجتماعي، مثل منصة «لينكد إن»، و«ميديوم» وريديت. يسهم نديم في تعزيز الاهتمام بكتب العلوم والتكنولوجيا.

رابعاً، زينة من جيل ما بعد الألفية: تمثل زينة ومجتمعها نسبة 7 % من إجمالي الجمهور، وهي تدعم شراء الكتب الورقية، وكتب مستعملة من تأليف الكتّاب المرموقين، التي غالباً ما تكون مستوحاة من هاشتاج #بوك_توك #BookTok، بالإضافة إلى قراءة أعمال الكتّاب الواعدين في مجال أدب اليافعين. وتطمح زينة لتغيير العالم، وجعله مكاناً أفضل، كما تفضل قراءة أعمال فئات مختلفة من الكتّاب، بالإضافة إلى الكتب التي تركز على مواضيع البيئة والاستدامة.

خامساً، سارة عاشقة القراءة في فترة الصيف، تُعدّ فئة عشاق القراءة في فترة الصيف واسعة الانتشار، حيث تطور شغف سارة، التي يمثل مجتمعها 28 % من الجمهور، بالقراءة منذ بداية تفشي الجائحة، إذ تضاعفت أهمية الكتب بالنسبة لها، بوصفها متنفساً من الصعوبات والتحديات التي شهدها العالم مؤخراً. وتسهم هذه الفئة، التي تنتمي إليها سارة، في زيادة مبيعات الكتب، عبر مختلف الأجهزة - رغم عدم قراءتها لمعظم الكتب التي تشتريها- كما تولي اهتماماً كبيراً بنوادي الكتب، وأمسيات تبادل الكتب مع الأصدقاء، ومجموعات القراءة على الإنترنت. 

وأخيراً، نمر من الجيل الجديد، يسعى نمر ومجتمعه، الذي يشكل نسبة 2 % من إجمالي الجمهور، إلى فهم معنى الوجود، إذ يؤثرون بشكلٍ كبير في استهلاك الكتب الهادفة، والروايات الفلسفية، والكتب الأولى للكتّاب المؤثرين على مستوى الساحة الأدبية. انطلاقاً من حبه الكبير للفلسفة، وانفتاحه على الأفكار الجديدة، يتابع نمر مشاهير إنستغرام ويوتيوب، الذين يركز محتواهم على القراءة والأدب، للحصول على توصيات واقتراحات ومواضيع على منصتي «ريديت» و«باز فيد». 

نمو كبير

وتعليقاً على هذا الموضوع، قالت أحلام البلوكي مديرة مهرجان طيران الإمارات للآداب: «شهدنا نمواً كبيراً في الطلب على الأعمال الأدبية، وزيادة في المحادثات المتعلقة بها، إضافةً إلى أن هذا التقرير، يعبر عن رأينا، فهو يمنحنا أيضاً فهماً أعمق حول وضعنا الحالي، وحول جمهورنا المستهدف. لذا، نحرص دوماً على توفير خيارات تناسب الجميع في المهرجان، سواء كان القارئ مثل نمر من الجيل الجديد، أو مثل سارة، من عشاق القراءة في فصل الصيف».

وتابعت: «وتساعدنا هذه البيانات على تحديد الثغرات في المنظومة الأدبية في المنطقة، ووضع برامج تضمن أساساً قوياً للقطاع، وتسهم في مواصلة نموه. كما ساهمت المبادرات الرائدة، مثل «الفصل الأول: زمالة الإمارات للآداب وصِدِّيقي للكتّاب» ومبادرة «كاتب مكتوب»، في النهوض بالمشهد الأدبي في المنطقة، وتقديم الأدب العربي إلى الجمهور العالمي».

من جانبها، قالت ترودا سبريوت، المديرة الإدارية لقسم الثقافة في شركة «فور كوميونيكيشنز»: «تشهد المنطقة اليوم، كما هو الحال في الأسواق الأخرى، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة، تزايداً في الاهتمام بالقراءة والكتب الصوتية، حيث وجد العديد من الأشخاص في الكتب متنفساً لهم خلال جائحة كوفيد 19، ويسرّنا تعزيز هذا التوجه.

وبعد بذل الكثير من الجهد والوقت للارتقاء بمتعة القراءة، وإثراء أفق الرواية العربية، ابتداءً من المبادرات المميزة، مثل مهرجان طيران الإمارات للآداب، ووصولاً إلى الجائزة العالمية للرواية العربية، يبدو أن كل هذه الجهود، بدأت تؤتي ثمارها، وخاصة في دولة الإمارات. ويسرّني أن أرى هذا التنوع في فئات القرّاء في هذا التقرير، والاطلاع على جهودهم في دعم المحادثات الأدبية عبر الإنترنت، وتعزيز مبيعات الكتب أيضاً».

تحليلات ورؤى

من جهتها، قالت آندريا جيسدال مديرة قسم التسويق والاتصالات في مؤسسة الإمارات للآداب: «يسرنا أن نرى توقعاتنا على أرض الواقع، وأن نشهد هذه الزيادة في إقبال المجتمع على الأعمال الأدبية، رغم كافة الملهيات التي تفرضها الحياة الحديثة. وتُعدّ هذه التحليلات والرؤى الواردة في التقرير، ضروريةً لتطوير استراتيجية فعالة، فكلما اقتربنا من الموضوع أكثر، تتجلى صورته أمامنا بشكلٍ أوضح، إلا أن ذلك لا يشكل بديلاً عن التحليلات القائمة على البيانات».

ومن جهتها، قالت نتالي آموس مديرة قسم أنماط الحياة في شركة «فور كوميونيكيشنز الشرق الأوسط وشمال أفريقيا»: «نشهد دوماً تغيراً في التوجهات في مجالات الأدب والقراءة على صعيدي المنطقة والعالم، إذ يواصل القطاع تطوره بوتيرةٍ متسارعة، وسط ظهور التقنيات والمنصات الاجتماعية الجديدة.

وسجلت المنطقة تغيراتٍ متسارعة في عادات القراءة لدى القرّاء، والتوجهات الناشئة حول مناقشة الأدب خلال العامين الماضيين، إذ شهدت دولة الإمارات، على وجه التحديد، تفاعلاً هائلاً مع الكلمة المنطوقة. وللنجاح في فهم شرائح الجمهور الجديدة والتفاعل معها، وإطلاق حملات تسويقية قوية، يجب تحديد التوجهات الجديدة، وشرائح الجمهور الجديدة في المشهد الثقافي».

Email