فاطمة المزروعي: الإمارات واحة الإبداع والتسامح

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

«بلد التطور والتقدم والتسامح والسعادة.. وأرض الابتكار والإبداع المعاصر والمستقبلي». تلك هي العناوين والتعريفات الأساسية لدولة الإمارات العربية المتحدة.

كما تؤكد الأديبة الإماراتية فاطمة المزروعي، في حوارها مع «البيان»، موضحة أن نهج دار زايد، سيبقى معانقاً التقدم والتطوير، ويحفز ويثري آفاق الإبداع في المستقبل.

فهذه الدولة الغراء، اختارت دوماً أن تحمل لواء التجديد والسباق مع أحدث الاختراعات، وأندر وأجدر مساقات العمل الثقافي والفكري المؤثرة العصرية، التي راحت توظف الذكاء الاصطناعي، وحزم البيانات الرقمية وألوان الرقمنة، في سياقات العمل الإبداعي بشكل دقيق مدروس، يفي بغرض تعزيز فرص الاستفادة من هذه الابتكارات لما فيه خير البشرية، وبما يكفل تعضيد لبنات تفوق دولتنا بشكل مستمر في شتى الميادين.

احتفت الإمارات بمضي 50 عاماً على تأسيسها، بتحقيق جملة إنجازات نوعية، لكن هذا الاحتفاء اقترن بتبني وإقرار استراتيجية عمل مستقبلي ثرية، تواكب وتستشرف كل جديد ومبتكر في ساحات العمل الفكري والثقافي. كيف تصفين جاهزية وقدرة الإمارات في هذا الخصوص؟

فخورة جداً بكوني ابنة هذا البلد العظيم، إذ استطاعت الإمارات في فترة خمسة عقود من الزمن، أن تحقق إنجازات متنوعة ومتعددة على الصعد كافة. وها هي تباشر رسم خريطة الإبداع والعمل الثقافي والفكري العالمي المستقبلي، بالتعاون مع شتى الدول والجهات المؤهلة لتحمل هذه المسؤوليات. إذ إن الدولة حققت إنجازات ونجاحات كبيرة في شتى الميادين..

وأصبحت جديرة بأن تقود لواء التجديد والابتكار في قطاعات إبداعية كثيرة، على مستوى المنطقة وعالمياً. فقد باتت واحة غنّاء لكل ابتكار ومبتكر.. ووجهة لأبرز مبدعي المعمورة الذين يفدون إليها، لما تتميز به من بيئة وقوانين محفزة، بجانب البنية التحتية الرقمية.

ما العوامل التي أسهمت في جعل الإمارات متميزة في هذا الجانب؟

إن لبنات التقدم والريادة، مشعة قوية في شتى حقول الحياة والإبداع في دولتنا الغراء. فالقادة المؤسسون، أوجدوا لنا أمتن أرضية في الخصوص، لنبني عليها، ونطاول في معمارها عنان السماء، في ظل توجيهات قادتنا العظام، الذين حملوا الراية باقتدار وحنكة، وحرصوا على أن تكون برامج العمل الإبداعي.

كما غيرها من البرامج في المجالات الأخرى، موسومة بالتطور الدائم، الذي يستوعب كل جديد، وفق أعلى المقاييس، مدعماً ركائز التفوق والريادة. إن مؤهلات الإمارات لتكون دولة مؤثرة في صناعة المستقبل الإبداعي والثقافي الفكري، لها ولشعوب العالم أجمع، لا تقف عند حد، وهي كثيرة، تجمع ألواناً وصنوفاً مهمة.

هل تدعم الإمارات هذا التوجه بمبادرات قوية وصلبة، تحصن بيئة العمل الإبداعي المستقبلي؟

نعم، وهذا يحدث بصيغ متميزة. فجميع مؤسسات الدولة الثقافية، توظف مناهج الإبداع العصري والرقمنة بتوسع وفاعلية، كما أن الدولة تحرص على مواكبة هذه المبادرات، وفق قوانين وأطر تنظيمية دقيقة وعصرية، تضمن سير مساقات العمل الثقافي المستقبلي، وفق أسس مجدية مثمرة.

وأذكر هنا، دور الإقامة الذهبية في تعزيز جاذبية الدولة، بوصفها منارة عالمية لاستشراف مستقبل الإبداع، والتأسيس لركائزه النوعية. إن جميع مبادرات دولة الإمارات، تؤكد على أن البناء والاستثمار في الإنسان، أساس النهضة المستمرة.

كيف ترين أطر تفوق وريادة الدولة في مجالات الفكر والإبداع في الخمسين عاماً المقبلة؟

لدينا حراك علمي وثقافي وسياسي وتنموي، متفرد، ولدينا مجلس وطني اتحادي، يقوم بدور حيوي ومهم في مسيرة بلادنا. ولذا، عند الحديث عن الخطط والاستراتيجيات التي تستهدف الخمسين عاماً المقبلة، أعتقد أننا نحتاج لوضع الأولويات على أعلى القائمة، ولعل منها: تطوير التعليم، لتكون مخرجاته متوافقة، بل سابقة للحراك العالمي، الذي نشهده ونلاحظه باستمرار، من مخترعات ومبتكرات جديدة.

ما أنسب آليات العمل في الاستفادة من تراثنا، وجعله زاد التفوق المستقبلي في حقول الإبداع كافة؟

لا بد لأبناء وطننا جميعاً، وخاصة جيل الشباب، من التأمل والتمعن في قيم الماضي، ومفردات ثرائه، والاعتزاز بما اختطه ورسخه الآباء المؤسسون. فخرنا بتراثنا وجذور ثقافتنا سلاحاً وذخراً يقوي استراتيجيات عملنا الرامية إلى مواكبة أرفع أشكال التقدم العصري، الكافلة لتحقيق إنجازات وطنية نوعية، تعزز مسيرة التقدم والازدهار. وبلا شك، فإن التفكر والتأمل في ما كانت عليه البلاد قبل قيام الاتحاد العظيم، والنظر في الواقع اليومي الذي نعيشه، يبرهن على عظمة العمل، والخطط الناجحة التي وضعت ونفذت. وهذا نهج ثابت وأصيل في دولتنا، وهو ما سيكون سلاحنا في التحضير النوعي لمستقبل ثقافي وإبداعي مسور بالمنارات والقيم والابتكارات.

بوصفك من جيل الرواد في الأدب في الدولة، كيف ترين طبيعة وأشكال مواكبة القصة والرواية والمسرح، للمستقبل واستشرافه والتناغم مع ابتكاراته؟

تناولت خلال تجربتي الإبداعية، الكثير من القيم والعادات والتقاليد المجتمعية، ورصدت الظواهر الاجتماعية التي تميز بها المجتمع الإماراتي في فترة التحول قبل النفط، وعبر سنوات من التغيرات والتحولات، مثل التحول الاقتصادي والاجتماعي والتعليمي، كما سلطت الضوء على المفردات المتداولة في المجتمع وأنماط الحياة، وطرائق العيش والموروث، وغيرها.

تواصل الحضارات

توضح الأديبة فاطمة المزروعي، أن «إكسبو 2020 دبي»، رسخ مكانة الإمارات قائدة للعمل الفكري والإنساني العالمي الذي يسعى إلى تواصل الحضارات وتعزيز تقاربها واستشراف مستقبل البشرية وضمانه، مشيرة إلى أنه مثل تظاهرة فكرية غنية بألوان المعرفة والإبداع والابتكار والفنون والتراثات، علاوة على كونه صاغ واوجد زخماً وقوة معرفية عالمية متفردة تحمل في طياتها جملة فوائد لا تقدر بثمن في مجالات الصناعة والتجارة والاستثمار.

Email