خليفةُ الخيرِ

ت + ت - الحجم الطبيعي

أرثيكَ يا قائداً جادَ الزمانُ بهِ

يا ساكناً في سويدا القلْبِ والبَصَرِ

لم يُسْعِفْ الحالُ في قولٍ أفوهُ بهِ

تَعثّرَتْ كلماتُ الشّعْرِ والنَّثِرِ

قدْ هَزّني خَبَرٌ لمّا سَمِعْتُ بهِ

فالخَطْبُ صَعْبٌ بما في الخَطْبِ مِنْ أثَرِ

قد هَدَّ فيَّ كِياناً قدْ غدا قَلِقاً

لِهوْلِ ما قد سَمعْتُ الوقْتَ من خَبَرِ

فلا يُلامُ الذي منْ عِشْقِ قائِدِهِ

عندَ الوداعِ أحَسَّ الضّيقَ في الصَّدِرِ

لكنّهُ القَدَرُ المكتوبُ منْ أزَلٍ

لابُدَّ فيهِ منَ التّسليمِ بالقَدَرِ

فالخيْرُ ما اخْتارَهُ ربُّ العبادِ لَنا

ندعو لهُ اللهَ بالغُفْرانِ واليُسُرِ

خليفةُ الخيرِ كان الخيرُ ديدنَهُ

كم كان يُعطي بِلا مَنٍّ ولا حَذَرِ

قدْ كان أورِثَهُ منْ والدٍ سَلَفتْ

كفّاهُ في الخيرِ عن حُبٍّ وعن وطَرِ

أحبَّك الشّعبُ حُبّاً لا حدودَ لهُ

حتى غَدوْتَ مثالَ الحبِّ في العُصُرِ

يا قائداً صارَ رمْزاً في مسيرتِنا

يا حيَّهُ في الدُّنى قدْ كان كَالْقَمَرِ

فِكْرٌ تَربّى عليهِ منذُ نشأتِهِ

قد مارسَ الحُكْمَ منْ ذاكَ الصِّبا النَّضِرِ

خليفةٌ يا رعاهُ اللهُ مَنْ وَضَحَتْ

فيهِ السّجايا كَحسْنِ النّورِ في السَّحَرِ

لمْ يَخْشَ منْ بَذلهِ للمالِ مَنْقَصةً

يَقينُهُ في نماءِ المالِ بالشُّكُرِ

لا لمْ يُقصِّرْ فقد زادتْ فضائلُهُ

أعْطى وأطْفى ظَما الحاجاتِ للْبَشَرِ

أدعو لهُ الله رضواناً يحفُّ بهِ..

وظلّ دوحٍ وأنواعٍاً من الثّمرِ

خليفةُ الخيرِ

شعر:

إبراهيم بو ملحه

Email