عبدالفتاح صبري: الإمارات حاضنة إبداعية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد الكاتب والناقد المصري عبدالفتاح صبري «أن الإمارات ومنذ بواكيرها كانت حاضنة للإبداع والفنون، لدرجة أصبحت فيها الثقافة وفروعها والاهتمام بها قوة ناعمة» وأوضح: «هناك العشرات من المبادرات الرسمية الاتحادية وعلى مستوى المحليات والإمارات اهتمت بهذا الإبداع وتحفيزه وأصبحت بهذه الحزمة الواسعة والكبيرة من الجوائز التي تشكل رافعة للثقافة».

وقال عبدالفتاح صبري: «تعتبر الشارقة منذ البدايات مدينة عامرة بالثقافة، فكانت الأولى والأهم نحو الإبداع وتشجيع المبدعين والأدباء والشباب، فقدمت الكثير من المبادرات المهمة في هذا السياق، وتتناغم بهذا مع ما قدمته الدولة لاحقاً من بنى تحتية لهذه الثقافة من مؤسسات ومتاحف ومكتبات، وتصل هذه الحزمة إلى عشرات الجوائز في الرواية والقصة والشعر والفنون التشكيلية والمسرح والكتابة، ومبادرات كبرى تهتم باللغة والقراءة وتنمية المواهب ولا تستهدف الداخل ولكنها مفتوحة على الخارج، ومتخطية حدود الجغرافية والمكان لتحول المبادرات إلى حاضنة كبرى للإبداع». وأوضح صبري: «أصبحت الإمارات قاطرة للثقافة العربية نحو المستقبل وكسرت نظرية المراكز والأهداف واستحقت أن تكون الراعية للثقافة العربية والشارقة خير مثال حيث عمدت عاصمة للثقافة العربية والإسلامية والعالمية. فالإمارات الآن منارة للإبداع والثقافة».

قاطرة المستقبل

بالعودة إلى بداياته في دولة الإمارات قال عبدالفتاح صبري: «لي موعد مع المستقبل الجديد الذي بدأ في الإمارات يوم أن هبطت بي الطائرة في 3 / 1/ 1984 في مطار أبوظبي، لتبدأ رحلتي مع حياة أخرى ومستقبل ترسم بتؤدة على أرض مدينة العين، أولاً حيث الخضرة ودفء العلاقات وحسن المقام مدينة تفتح ذراعيها بكل الود للقادمين إليها في محبة ووئام، ومن مدينة محتشدة بجمالها وحدائقها ومزارعها، ولأسباب الحياة واستمرار العمل وظروفه انتقلت بعد عام إلى أبوظبي أجواء أخرى ومغايرة، مدينة تنام في حضن الخليج والماء من كل أطرافها تعج بالحركة نهاراً وتستكين لدفء الراحة في الليل الباكر أجناس من البشر في كل مكان تلتقيها». وأضاف: «بعد سنوات قليلة دفعت بي الظروف للانتقال إلى إمارة الشارقة وعجمان، في الشارقة أجواء أخرى وحياة مختلفة مدينة تتمسك بك، وتفتح لك آفاق الدفء الإنساني وكأنك في مدينتك أو قريتك التي أتيت منها، مدينة روحية بما تمثلك من سمات في العمارة أو في الناس وفي سمة الحياة بها لتحولك ببساطة إلى جزء منها. ومن أهلها مدينة الأحلام لكل من يتعاطى الأدب والفن تتعلق بها بدون وساطة أو عوامل جذب إليها لتبدأ مرحلة مهمة في حياتي العملية والأدبية».

تجربة ثرية

وذكر: «في العام 1989 تقريباً تعرفت إلى مؤسسات ثقافية وأدبية كانت فاصلة في تحول حياتي كلية نحو التعلق بالأدب والإبداع والكتابة، فساهم تعلقي بهذه المؤسسات في زيادة اهتمامي بنفسي واشتغالي على مسار حياتي الأدبي والإبداعي، لأدخل بعمق إلى عوالم الكتابة وأخط مشاوري في هذا السياق وسكنت مدينة عجمان التي كانت تشبه أجواء قريبة مني فسكنت بداية خور عجمان». وذكر صبري: «امتلأت تجربتي هنا ونمت نحو الاهتمام بالكتابة عن المشهد الثقافي والأدبي السردي والشعري والمسرحي، وأنتجت عشرات الكتب ومعظمها إن لم يكن كل كتبي النقدية ودراساتي كانت عن المبدعين الإماراتيين، اهتممت بدراسة تاريخ وتطور القصة في الإمارات وكذلك الرواية والمسرح، كما أصدرت عدة كتب في هذا السياق مع ببليوجرافيا لكاتبات القصة في الإمارات وأيضاً الشعر الإماراتي وكذلك المسرح، عدا كتب بحثت في تقنيات الإبداع القصصي والروائي والمسرحي، وكان لي شرف أني أول من عملت هذه الأنطولوجيا المتنوعة، إضافة إلى أني أزعم أني أول من كتب عن أدب السيرة الذاتية لروائيين في الإمارات، وأول من أصدر كتاباً عن مسرح الشيخ سلطان القاسمي في العالم العربي».

واختتم صبري بالقول «الإمارات تمتلك الآن من بنى ثقافة ومتحفية ومكتبية إضافة إلى عشرات المبادرات وحزم من الجوائز المتنوعة في شتى مجالات الإبداع والقومية والعلوم والثقافة مؤهلة إقليمياً وعربياً لأن تكون قاطرة نحو المستقبل للإبداع المتوجه الذي ينضج الآن بسرعة غير عادية تأخذ في مجالات السرد والفنون التشكيلية والمسرح المستقبل للإبداع وللمبدعين سيكون أكثر حظاً لأن هناك أدوات للدعاية وتشريعات للحماية».

Email