دراما رمضان وقضايا المجتمع.. حاجة ماسة وأدوار مأمولة

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد شهر رمضان موسم انطلاقة متجددة للعديد من أعمال الدراما العربية، التي تسعى لحصد متابعه الجمهور، على اعتبار أنه الناقد الأول في تقييم الأطروحات والتوجهات التي يطرحها صناعها، عبر نوافذ متعددة الاتجاهات، والقصص المحكية في فضاء الانشغالات والسرد، والذي يحاول مقاربة الشخوص والأحداث، والتقاط أنفاسها عبر خيال واقع المجتمع، ومن خلال رصد تفاعلي حي، بما تجود به قريحة المؤلف من توليفات غنية ومتشعبة الأطراف، أملاً في تحقيق التواصل المنشود مع المتلقي، من خلال إنتاج فني إنساني بصري، يسعى إلى الارتقاء والشمولية.

«البيان» حاولت من خلال الاستطلاع الأسبوعي، أن تضيء نسبة نجاح الأعمال الدرامية في رصد قضايا المجتمع، والتعبير عنها، حيث طرحت سؤالاً على متابعيها، عبر منصاتها في فضاءات مواقع التواصل، مفاده: هل ترصد الأعمال الدرامية الرمضانية قضايا المجتمع؟.

وقد أظهرت نتائج الاستطلاع، عجز الدراما في التعبير عن نسيج الاتجاهات المجتمعية، ومؤثراتها التي تلامس وجدان المشاهد العربي، إذ أوضح 71 % من المشاركين بالاستطلاع على موقع «البيان» الإلكتروني، أن الأعمال الدرامية لم تسلط الضوء على واقعية ما يجري اليوم من أحداث، شكلت منعطفاً جديداً على مسار التحديات الإنسانية المعاصرة، بينما رأى 29 % غير ذلك، في حين كانت نتائج التصويت على منصة الـ «البيان»، على «تويتر» متقاربة، حيث أكد 80 % من المشاركين، قصور الأعمال الدرامية في رصد حقيقة ومشاعر المشاهد حول واقع مجتمعه، بينما رأى 20 %عكس ذلك تماماً.

منظومة الأخلاق
وفي هذا السياق، تقول الكاتبة فتحية النمر: «إن الدراما وغيرها من الفنون، هي انعكاس حقيقي وحيّ للواقع المعيشي، وإلقاء الضوء على ما يختفي تحت سطحه من القضايا والمشكلات المُلحة والمستجدة، والمرتبطة بالظروف المكانية والزمانية للمجتمع والأفراد، وتلك المشكلات لها وقع، ولها تأثير في منظومة الثوابت والأخلاق والدراما في شهر رمضان لها دور مهم للغاية في رصد تلك القضايا.

وتابعت: هناك ما ينقص الدراما والمسلسلات، بعيداً عن الموضوعات المطروحة، بما لها وما عليها، حين تكون الديكورات والأزياء لا علاقة لها بحياة الناس العاديين، الذين في رأيي جاءت الدراما لتحاكيها، وتغوص فيها، وتعمل على تسهيلها، فنستعجب من القصور والفلل الفخمة والملابس والأكسسوارات التي يتنافس في عرضها الممثلون.

قوه ثقافية
ويعتقد محمد سالم مدير شركة بيهايند ذا سين Behind the scenes، للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، أن الدراما بشكل عام، قوة ثقافية مؤثرة في المجتمع لا يستهان بها، وذلك بسبب انتشارها الواسع، وقدرتها على الإبهار، واستيلائها على أوقات المشاهدين، فالرسالة الدرامية لها قدرة كبيرة على تخطى الحواجز الأمية، وصولاً إلى الجماهير، حيث تنفذ الرسالة الدرامية إلى جماهيرها، وتؤثر فيهم بأسلوب غير مباشر. كما أن الدراما التلفزيونية تسهم في عملية البناء القيمي للإنسان، بشرط أن تشتمل على مضمون جيد وهادف، يعكس واقع القضايا والمشكلات المجتمعية.

تعزير القيم
من جانبه، يقول الكاتب والباحث محمد بن جرش: من خلال مشاهدتي لبعض الأعمال خلال الموسم الرمضاني، بعضها كان جيداً، ويحاكي الواقع المجتمعي، وبعضها عالجت بعض القضايا المجتمعية والأسرية، لكننا ما زلنا بحاجة للمزيد من الأعمال التي توثق حاضرنا، وتعبر عنا وعن مجتمعنا، كما يجب أن يكون للأعمال رسالة تعزز القيم الإنسانية، وتهدف تعميق فهم الإنسان لواقع حياته، ووجوده في هذا العالم.

 

Email