«آرت دبي» بانوراما حافلة بالقصص والجماليات

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كثر هم الذين يقعون في «هوى» معرض «آرت دبي» الذي يبدو بصالاته أشبه بـ «بانوراما ملونة»، تمنحك القدرة على تذوق الفنون واكتشاف مدارسها والرؤى التي تقف خلفها. في معرض «آرت دبي» الذي أسدل، أمس، الستار على نسخته الـ 15، تعاين قضايا العالم أجمع، وتتلمس مدى قدرة الفن على البوح بما في النفس، ومدى اهتمام دبي بتطوير البيئة الثقافية، وهي مهمة حملتها «دانة الدنيا» لتصنع من نفسها منصة إبداعية قادرة على احتضان نجوم الفن التشكيلي على اختلاف مدارسهم ومنابتهم وألسنتهم.

برنامج طموح

وعلى غرار جدران المعرض التي ازدحمت بالأعمال الفنية، كانت أجندة المعرض أيضاً، والذي أخذ على عاتقه إعداد رواد الثقافة والفن الصاعدين في الإمارات، ليؤكد بذلك على الدور الذي تلعبه دبي في هذا السياق، حيث خصص المعرض برنامجاً طموحاً ومتنوعاً من الفعاليات الحية والنقاشات المختلفة التي غطى من خلالها كافة جوانب وقضايا الفنون، بدءاّ من التقليدية وليس انتهاءً بالفنون الرقمية، والرموز غير القابلة للاستبدال.

اهتمام المعرض بدا متسعاً وغير قاصر على أصحاب المهنة فقط، فقد فتح حدود برامجه لتشمل الأطفال وطلبة المدارس أيضاً، وهو البرنامج الذي طرحه بالتعاون مع «أ.ر.م» القابضة، حيث تم حتى الآن تسجيل أكثر من 5000 طالب من 80 مدرسة في دبي، يقودهم الفنان الكيني سايروس كابيرو، الذي عمل معهم لاسترداد وإعادة استخدام المواد اليومية من منازلهم، وتحويلها إلى أعمال فنية، كما تعاون المعرض أيضاً مع منظمة «وكالة كُتَّاب الفن»، التي أنشئت حديثاً بهدف دعم وتطوير الصحافة الفنية والكُتّاب المتخصصين في هذا المجال في الإمارات. على مدار سنوات، ساهمت مجموعة أ.ر.م. القابضة في تطوّر معرض «آرت دبي»، وفي هذا السياق، قال محمد سعيد الشحي، الرئيس التنفيذي في مجموعة أ.ر.م. القابضة لـ «البيان»: «لدينا قيم مشتركة مع «آرت دبي»، فنحن نهدف إلى دعم نمو دبي ورؤيتها للمستقبل عبر الفنون، وهذا ما نشهده حالياً.

فمن خلال دعم منظومة»آرت دبي«، نسعى إلى إضافة مزايا عديدة إلى مجتمع الفنون ككلّ..»، مشيراً إلى أن المجموعة، هي أول مؤسسة راعية لـ «مقتنيات دبي». جماليات أعمال كثيرة تزينت بها جدران وأروقة المعرض، لكل واحدة منها مدرستها وخطوطها الخاصة. بعض أصحاب هذه الأعمال رحل عن الحياة، لتظل ذكرياتهم حاضرة بيننا من خلال أعمالهم الفنية، كما الفنان المصري جمال السجيني، الذي غادر أروقة الحياة في 1977، تاركاً أعماله الفنية لتروي سيرته الأولى، بوصفه أحد رموز الحركة التشكيلية المصرية، فعلى إرث الفنان السجيني الراحل، استند غاليري الزمالك للفن، في أول مشاركة له بمعرض «آرت دبي»، ليفتح بذلك العيون على جماليات الأعمال التي قدمها الفنان السجيني.

اهتمام

على مدخل قاعة العرض، انتصب تمثال «أم كلثوم» والذي سعى الراحل السجيني من خلاله إلى التعبير عن المكانة التي وصلت إليها «كوكب الشرق» بوصفها «الهرم الرابع» في مصر، وبالقرب منه وقفت منحوتة «قصة العبور العظيم»، والذي يروي من خلاله حكاية شعب بأكمله ولحظة انتصار عربية لا تزال تذكرها كتب التاريخ. نهى دياب، مديرة غاليري الزمالك للفن، اعتبرت في حديثها مع «البيان» بأن «أعمال السجيني هي خير من يمثل مصر في المعرض، كونه كان دائم الاهتمام بالوطن وقضاياه المختلفة، وكانت مصر طوال الوقت محور أعماله التي استطاع من خلالها أن يعبر عن آمالها وطموحاتها، وما تمر به من حالات فرح وحزن».

وأشارت نهى إلى أن الغاليري يعرض 7 أعمال تصويرية تركز على موضوع «العروسة» التي تكررت كثيراً بأعمال السجيني، وقصد بها «مصر». وبينت نهى أن «عرض أعمال الراحل جمال السجيني، جاء بهدف التعريف بعمق وتاريخ الحركة التشكيلية الفنية، بوصفه أحد أهم رموزها، وأحد أبرز الذين آثروا فيها وغيروا مجراها، حيث لا يزال مؤثراً في الفنانين حتى اللحظة، رغم مضي زمن طويل على رحيله».

Email