بأسلوب قصصي شيق، ونسج فريد من الكلمات والصور، وبتقاليد إماراتية فريدة، نقتفي أثر الكلمات إلى عريش قديم، وحول سرود دائري تجتمع الأحداث في نسق عذب، وفي صدر الحكاية، تقرع الخروفة الإماراتية أبواب الطفولة بطريقة لم نألفها.
نهج قصصي فريد، تؤمن به الكاتبة والمعلمة الإماراتية إيمان الشحي، وهي تتحدث حول إصدارها الأول «دانة والبياحة»، وهو عبارة عن خروفة إماراتية بحلة جديدة، بهدف تغيير الخراريف الإماراتية بطريقة جديدة، تغرس قيم المواطنة والهوية الإماراتية في نفوس الأجيال.
ابتكار وموهبة
شغف سبقه علم وجهد حثيث على خارطة الكلمات، فإيمان حاصلة على بكالوريوس تربية تخصص تعليم مرحلة رياض الأطفال، كما أنها تدرس ماجستير التربية الابتكارية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ولها عدة مهام في مجال الابتكار والموهبة في الدولة، حيث تعمل كمقيّم للموهوبين في وزارة التربية والتعليم.
كما حصلت مؤخراً على دبلوم تربية الموهوبين من جامعة حمدان بن محمد الذكية، وتم تكريمها من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لمساهمتها الفاعلة في مشروع «مدرسة»، وهي شغوفة في كتابة قصص وأشعار للأطفال، باللغتين العربية والإنجليزية، ولها مقالات في أعمدة الجرائد المحلية، كما أشرفت على سفراء الابتكار في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت من ضمن وفد دولة الإمارات في منتدى الموهوبين في مملكة البحرين.
ومن خلال صفحات عابقة بالهوية والتراث الإماراتي، زرعت الشحي في كتابها «دانة والبياحة»، بذور تجديد للخروفة الإماراتية (بدح بديحوه)، وتقول: «كثيراً ما سمعنا قصة البياحة منذ الصغر عن أجدادنا، فكانت بداية كتابتي للقصة، عن طريق ورشة كتابة القصص، بالتعاون مع Sxill lab، ودار نشر كلمات، وكان الهدف من الورشة، هو كتابة قصة للأطفال، مستوحاة من الخراريف الإماراتية (قصص الأجداد)، وتجديدها، بما يناسب ويلبي احتياجات الجيل الجديد، فجاءت الفكرة بعد عمل عصف ذهني مع جدتي (موزة)، ونحن نسرد معاً أجمل الخراريف المختارة، فتم تغيير مجرى القصة بما يناسب، حيث تم التركيز على مسميات الملابس التقليدية، والذهب الإماراتي، ومسميات السمك باللهجة الإماراتية»، كما وضحت الشحي تأثر ثقافة الكتاب الإماراتيين بالتاريخ الإماراتي، وأثر أحاديث الأجداد في المجتمع المحلي.
أهمية
وحول تعزيز الهوية الوطنية للجيل الجديد، كموروث ثقافي وفكري، يجب أن يبقى حياً وفاعلاً لكل زمان ومكان، ترى الشحي أن الهوية والقيم الوطنية، موروث له بالغ الأهمية، ففيه قيم عميقة مستدامة، لها تأثيرها في تفكير الفرد والمجتمع، فمع تداخل الثقافات، وانفتاح العالم، أصبح لا بد من ترسيخ العادات والتقاليد للحفاظ عليها، لحمايتها من الاندثار، وعلى الجيل القادم إدراك أن ما يعيشه اليوم، ما هو إلا إنجازات وانتصارات راسخة، لمن كان لهم الفضل منذ البدء، إذ كان للمجتمع، وما زال، مبادئ وقيم، وطدت أركانها، وساهمت في تحقيق النجاحات الاجتماعية والثقافية في الوقت الراهن.
ولم تقف الأفكار عند هذا الحد، فالكاتبة الإماراتية إيمان، في صدد تأليف كتاب قصصي للأطفال، مميز عن غيره، حيث لا يوجد كتاب حتى الآن يسرد الفكرة والمحتوى الذي يتم الإعداد لها، كما أن هناك مخططات للمساهمة في صنع أثر في الجيل الحالي، بالشراكة مع المناهج في وزارة التربية والتعليم.

