شعر: إبراهيم محمد بوملحه

وطني الغالي

ابراهيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

يا دولةً في حنايا القلْبِ مَسْكنُها

            تنامُ مِلءَ شِغافِ الرّوحِ والبَدَنِ

ما مِثلُها دَوْلةٌ في عَصْرِ حاضِرنا

           نَطوي عليها جَناحَ الصّدْرِ والحُضُنِ

حَوَتْ من المجْدِ أوصافاً عُرِفنَ بِها

           غَنّى بها الطّيرُ نَشْواناً على الفَنَنِ

يا غُرّةً في جبَين الدّهر بازِغةً

           أحْلى وأجْملَ ما شاهَدْتُ من حُسُنِ

كأنّها غَادةٌ منْ فَرْطِ فِتنتِها

           تَصيدُ لُبَّ الحشَا من طَرْفِها الوَسِنِ

أقامَها زَايدٌ يا حَيَّهُ رَجُلاً

           شهْماً شُجاعاً بعيدَ الفِكْرِ والفِطَنِ

قامتْ على العدْلِ لا تَبغْي بهِ بَدلاً

           كَمْ تَنشُدُ العَدْلَ في سرٍّ وفي عَلَنِ

تَهْوى الأمانَ وتَهْوى السِّلْمَ ما فَتِئَتْ

           أفعالُها في الدُّنا كاللّحْنِ في الأُذُنِ

أضْحى لها مَنْهجٌ جَمْعُ الصفوفِ وقدْ

           سَعتْ بذاكَ لِدَرْءِ الشّرِ والفِتَنِ

قدْ حقّقت في المَدى سَبْقاً ومعْجِزَةً

           في كلِّ شَأنٍ غَدَتْ أيقونةَ المُدُنِ

تَفَرَّدتْ في البِنَا من غَيْرِ مَا شَبَهٍ

           تُهنَا بها مَوْطِناً قدْ جَلَّ منْ وَطَنِ

مَدّتْ كفوفاً لخَيْرِ الناسِ أجْمعِهِمْ

           نَمِيرُها فاضَ دفّاقاً كَما الَهتنِ

فقدْ بنَتْ نَهْضَةً زانتْ لناظِرِها

           يا مَشْهداً جَلَّ عنْ وَصْفٍ وعنْ ثَمَنِ

يا دولةً عُرِفَتْ بِالخَيْرِ من سَلَفٍ

           منْ يومِ نَشْأتِها منْ ذلكَ الزّمَنِ

قد أيْنَعُ الغَرْسُ في أرجائِها نعماً

           منَ العطَاءِ الذي يَنْهَلّ كالمُزنِ

نَذوبُ في حبِّها وَجْداً وَعاطِفةً

           حُبٌّ صَفا نَبْعُه ما فيهِ منْ دَخَنِ

نَحْمي حِمى أرضِها في كلِّ ما طَلَبَتْ

           في حالةِ اليُسْرِ أو في الوَقْتِ ذَا الخَشِنِ

عَزيزةٌ أنتِ يا أرْضاً مبارَكةً

           مَأوى الألى بَحَثوا عن طيّبِ السَّكَنِ

يا أرضَ زايدَ يا أرضَاً نتَيهُ بِها

           أرضُ الكرامِ وعيشٍ طَيِّبٍ لَدِنِ

قدْ وَرّثوها لَنا بَيضْاءَ ناصِعُةً

           كالدُّرِ لامِعَةً في ثَوبِها الحَسَنِ

بها منَ الفضلِ ما يَزْهو بها وَطَنٌ

           نَحْوَ العُلا غَايَةً يا أجْمَلَ الُمدُنِ

ويا رَحيقَ المُنَى في كلِّ ناحِيَةٍ

           أشْهَى على الذَّوْقِ منْ مَنٍّ ومن لَبَنِ

عَروسَةَ الرَّوضِ في أحْلى مباهِجها

           تَمِيسُ في الحُسْنِ في دَلٍّ وفي فِتَنِ

نحْمي حِماها بأرواحٍ لنا نُذِرَتْ

           لردِّ كيْدِ العِدَا في طَيْشِهِ الرَّعِنِ

إنْ مَسّها غَدْرُهُمْ ثُرْنا كعاصِفَةٍ

           نذودُ عنها الأذى من حاقدٍ أفِنِ

يا ناكرَ الخيْرِ والمَعْروفِ إنّ لنا

           يَداً من الخيْرِ بَيْضاءً لدَى الزِّمنِ

هذي الإماراتُ فاسألْ عن صنائِعِها

           تُنْبيكَ عَنْها فِعَالُ الخيرِ في اليَمَنِ

في سدِّ مَأْربَ سَلْسَالٌ يُشيرُ إلى

           خَيْر الإماراتِ فيّاضاً بذا الوَطَنِ

فدارُ زايدَ دارٌ لا سبيلَ لَها

           مَحْروسَةٌ بالدُّعا في السِّرِّ والعَلنِ

جَرّاءَ ما أغْدَقَتْ خَيْراً ومَا حَرَصَتْ

           إيصالَهُ لِلْوَرى مِنْ دُونَما مِنَنِ

ندعو الإلَهَ لهَا حِفْظاً يُحيطُ بِها

           رَغْمَ الذي خطَّطَوا مِنْ بالغِ الضَّغَنِ

Email