سالم الكتبي: «السنع» تغني مسارات تطورنا وتحصن ثقافتنا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يسجل لدولة الإمارات العربية المتحدة نجاحها الكبير في مواكبة أحدث أوجه التطور العصري في شتى الميادين، بموازاة القدرة على صون مكونات ومفردات تراثها وثقافتها.

وبطبيعة الحال، فإن هذا تحقق بفضل توجيهات ورؤى قادة الدولة الحكماء، وعلى رأسهم القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، إلى جانب مبادرات الجهات الرسمية وجهود وحرص أبناء المجتمع الغيورين والجادين في دأبهم على حفظ مكون القيم المجتمعية والأصالة، من أمثال الباحث التراثي الدكتور سالم الكتبي، الذي طالما كان هاجس حفظ «السنع» في زمن العولمة والفضاء الرقمي، يشغله ويحفزه للتفكير بمشروعات عمل متنوعة ومبادرات عديدة، تفضي إلى غرس مخزون ومكونات القيم والمبادئ والآداب المجتمعية في نفوس وعقول وقلوب الأجيال الجديدة.

ولم يكتف الدكتور سالم الكتبي، في جملة مساعيه ونشاطاته الهادفة إلى تحقيق مبتغاه في الصدد، بشكل أو سياق عملي ومنهجي محدد، بل حاول أن ينوع في أوجه ممارساته العملية الرامية إلى تلقين الأجيال الجديدة في الإمارات لأسس العادات والقيم الاجتماعية.

وقد أطلق الكتبي، كما يقول في حديثه لـ«البيان»، حسابات متخصصة على مواقع التواصل الاجتماعي، في إنستغرام وسناب تشات، تعنى بتعريف الشباب والطلبة بالعموم، بغنى وأهمية شيم ومناقب أهلهم وآدابهم وحميتهم ومحبتهم وغيرتهم، عبر محتوى فيديوهات ثرية شيقة تحقق أرقام مشاهدات عالية جداً، إذ يطلعهم عبرها على آداب المجالس وجدوى التعاون والتكاتف وأسباب ضرورة الحرص على مساعدة المحتاج واحترام الكبار.. والكثير من الموضوعات والقضايا الأخرى في الصدد.

صلة وثيقة

ويقول الكتبي عن نشاطه ونجاحه في هذا الميدان: كان همي الدائم البحث عن وسيلة لجعل أبناء الإمارات على صلة وثيقة بمكون السنع الثري والفريد الذي قام عليه مجتمعهم.

وقد بادرت منذ البواكير، على عقد جلسات ولقاءات دورية لأبنائي وأبناء أقربائي ومعهم أبناء الكثير من المعارف والجيران، تتخصص في تثقيفهم وتعليمهم حول أهمية آدابنا المجتمعية ودورها في لحمة مجتمعنا وأهميتها في وقتنا الحالي الذي لا بد وأن نعزز فيه تقدمنا ونقويه ونحصنه عبر مكون القيم والأصالة التي يملكها مجتمعنا.

ويتابع الكتبي: أحمد الله على ما حققته من أشواط في إنجاز في هذا المشروع، حيث تجد هؤلاء الشباب والطلبة المنضمين إلى هذه الجلسات واللقاءات في ازدياد، وجميعهم أصبح يملك معرفة وافية وعميقة حول تراثنا وأصالتنا وقيمنا، ذلك طبعاً بفضل تربيتهم المنزلية وما أقدمه لهم من معلومات وتوضيحات، بصيغة عصرية محببة وجاذبة.

وعن مبادرته لإطلاق منصات تفاعلية رقمية معنية بهذا المجال، يشرح الكتبي هذا التوجه: أدركت منذ البداية، أنني وكي أنجح في مشروعي وأهدافي تلك، لا بد وأن أعنى جدياً بمواكبة ومسايرة أدوات العصر ومناهجه وما يفضله فيه أبناؤنا من قوالب وسياقات بتلقفهم لأي معرفة ومعلومة.

ولهذا لم أتأخر في تخصيص حسابات متنوعة على وسائل التواصل الاجتماعي، متخصصة بالسنع والآداب المجتمعية، أصبحت الآن تحظى بتفاعل وإقبال كبيرين من قبل الشباب، وأجدها تثمر كثيراً في تعميق رسوخ تقاليدنا وقيمنا لدى أبنائنا الذين تجتاحهم الآن أمواج العولمة والرقمنة وتهدد هويتهم وتراثهم وثقافتهم.

قيمة

يطمح الكتبي إلى تطوير مشروعات عمله في الخصوص، عبر إطلاق مراكز معنية بتعزيز حضور ورسوخ السنع في عقول الأجيال الشابة.

ويقول عن طموحه وخططه في الخصوص: إن هذا الهدف والمشروع الثقافي الوطني أصبح شغلي الشاغل ولن أدخر جهداً أو طاقة في سبيل تطويره وتعميمه ليشمل كافة مناطق وأرجاء دولتنا العزيزة، التي بنت تطورها جنباً إلى جنب مع حفظ هويتنا وأصالتنا بفضل توجيهات وحرص قادتنا الميامين الذين ساروا على درب الوالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه. كما أطمح إلى أن افتتح قرية تراثية تعنى بهذا المجال.

إن حفظ موروثنا وعاداتنا وقيمنا المجتمعية، بات حالياً في ظل طوفان العولمة والتكنولوجيا العصرية، بمثابة تحد ثقافي واجتماعي كبير يتضاعف ويغدو أخطر وأعمق يوماً بعد آخر، ولا أظن أننا يمكن أن نكتفي بمبادرة أو نشاط وتوجه واحد فقط لمواجهته، ومن المؤكد أن حكومتنا ممثلة بالجهات المعنية تقوم بواجباتها على أكمل وجه في هذا الصدد، ولكنني أؤمن أيضاً أننا كأفراد وخبراء ومتخصصين، يتوجب علينا الإسهام الخلاق والمؤثر في هذه المبادرات والجهود.

Email