«أبجد».. شغف في ظلال اقتصاد دبي الإبداعي

ت + ت - الحجم الطبيعي

شركة ناشئة، أسستها زميلتا دراسة، انتقلت خلال عقد لتكون واحدة من أنجح العلامات التجارية التي تمثل وتستظل بالاقتصاد الإبداعي، في قصة حُبكت بخيوط الشغف، وحيكت بأنامل طموحة، واستفادت من البيئة الاقتصادية الحديثة التي توفرها الدولة. هذه هي قصة «أبجد» ومؤسستيها: ديانا حواتمة وشيخة بن ظاهر.

 

شغف

التصميم يتجاوز حد الحرفة والشكل، في لحظة ما يتحول إلى شغف يمكن صاحبه من وضع بصمة خاصة، تسكن المكان وذاكرته، وتصبح جزءاً من هويته، ذلك ما حدث مع ديانا حواتمة وزميلتها شيخة بن ظاهر، عندما فكرتا بالمضي في خطوتهما الأولى في دروب التصميم، لتفضي إلى إطلاق هوية شركتهما «أبجد» للتصميم، التي تحولت بعد مرور عقد ونيف على تأسيسها إلى واحدة من العلامات التجارية المهمة، التي تسكن أرض دبي التي شهدت ميلاد الفكرة، وجمعت تحت ظلالها ديانا وشيخة وما يمتلكانه من إبداعات مختلفة، ووضعتهما في سياق هذا المشروع الذي يستظل بالاقتصاد الإبداعي، ويستفيد من التوجهات الاقتصادية الجديدة في دبي والدولة.

 

طموح عالمي

جمعتهما مقاعد الدراسة، وشغفهما بالتصميم والفنون، ولكنها طبيعة الحياة قد فرقتهما لفترة من الزمن، ليعود التصميم ويجمعهما معاً، تحت سقف شركة لها طابع إماراتي، وطموح عالمي. خطوتهما الأولى كانت صغيرة تشبه فكرتهما، ولكنها مع مرور الوقت، وبفضل الشغف الذي دفعهما للتمسك بالإبداع وسيلة لدخول قطاع الأعمال، أصبحت أكبر، وباتت تصاميمهما تسكن كافة الأماكن، حيث سعيا إلى التفرد في هذا المجال، عبر الاستناد إلى ما تمتلكه اللغة العربية من إرث وجماليات في حروفياتها وتشكيلاتها، ما منح التصاميم التي تبدعها ديانا وشيخة طابعاً خاصاً.

«في التصميم حياة مختلفة، كونه يجمع بين الفكرة والفن والإبداع في الوقت ذاته»، بهذا التعبير آثرت ديانا حواتمة أن تبدأ حديثها، وقالت: «لطالما شكل التصميم وحب الفنون وما يتعلق بهما قاسماً مشتركاً بيني وبين زميلتي شيخة، فقد كنا دائماً نسعى إلى التفرد بعملية ترجمة الفكرة إلى واقع، وإكساب العلامة التجارية التي نعمل عليها هوية خاصة، وقد استفدنا في هذا الجانب من رشاقة الحرف العربي، وما يكتنفه من جماليات»، وأضافت: تركيزنا في «أبجد» للتصميم على الحرف العربي، منحنا مكانة خاصة وميزتنا عن بقية الشركات كونها شركات إعلانية ضخمة، لم تركز كثيراً على عملية التصميم وابتكار الهوية التجارية.

وتؤكد ديانا أن النظرة للتصميم والإبداع عموماً في الإمارات قد اختلفت حالياً مقارنة مع الماضي، فاليوم تتبنى الدولة الاقتصاد الإبداعي واحداً من القطاعات المهمة والواعدة، وهو ما أسهم في إحداث نقلة نوعية في عملية ابتكار الهوية التجارية.

 

الترويج للثقافة

لا تركز ديانا وزميلتها شيخة في عملهما على تصميم الشعارات وابتكار الهوية التجارية فقط، وإنما نجحا في الخروج من هذا الإطار، نحو الترويج للثقافة والتراث المعنوي وتقديمها بقوالب إبداعية. وفي ذلك قالت ديانا: «خلال الفترة الأخيرة، تعاظم لدينا الشغف، وحاولنا قدر الإمكان منح التصميم طابعاً ثقافياً عبر التوجه نحو تصميم شعارات وكتيبات خاصة بالمتاحف والهيئات الثقافية، وأخيراً قدمنا تصاميم تركز على مفردات الثقافة الشعبية مثل السدو والفنون الشعبية الإماراتية كالعيالة، ورياضة الصقارة وغيرها، لنعكس من خلالها مكنونات الثقافة المحلية والعربية، وتقديمها للناس بطريقة مبتكرة وجديدة، تجعلها أقرب إلى قلوبهم»، مؤكدة أن هذا التوجه أحدث نقلة نوعية في مسيرة الشركة التي خلقت محلياً وتطورت كثيراً، حتى أصبحت العالمية واحدة من طموحاتها.

تسكن شركة «أبجد» أرض دبي، حيث ترعرعت ديانا وزميلتها شيخة، اللتان تعتبران جزءاً من هذه المدينة ذات الإيقاع المختلف. وتقول ديانا: «اختيارنا لدبي لم يكن اعتباطاً، فعدا عن كونها تشكل جزءاً من ذاتنا، أصبحت مدينة عالمية، يعرفها الجميع حول العالم، ولذلك فهي تشكل بيئة خصبة لنمو المشاريع الإبداعية على اختلاف توجهاتها وتخصصاتها، بفضل مجموعة التسهيلات التي تقدم لهذا القطاع، واهتمام دبي ببناء المناطق الحرة مثل القوز الإبداعية وحي دبي للتصميم، والتي تتيح الفرصة أمام القطاع الإبداعي لأن يتحول إلى جزء أساسي من الاقتصاد المحلي»، مبينةً أنّ عملية النمو في دبي، هي أسرع بكثير مقارنة مع أي مكان آخر، بفضل انفتاحها على الآخر، وبكونها موئلاً للعديد من جنسيات العالم، قائلةً بأنّ ذلك من شأنه أن يتيح أمام «أبجد للتصميم» مزيداً من الفرص.

Email