جويل الدكّاك : مشاعري لا تهوى سوى الورق

ت + ت - الحجم الطبيعي

ما الذي يدفع طفلة في السادسة عشرة من العمر لكتابة رواية، وخوض تجربة تحتاج إلى الكثير من الخبرة، ومراكمة المعرفة؟ تقول «جويل الدكّاك»، التي اعتبرها اتحاد الكتّاب في سوريا أصغر روائية في البلاد، وأصدرت عملها الأول أخيراً، تحت عنوان «جولة في فلك العشق»: كانت تجربة أشبه بالحلم، ما زلت إلى الآن لا أصدق أنني خضتها.

لم أخطط لذلك من قبل، كان لملامح أحدهم الأثر الأكبر في تروية خيالي، فكتبت نفسي بمشاعري التي لا تهوى سوى الورق، كأن لا أحد سيقرأني يوماً، لم أعلم أن كلماتي باتت عارية في شخصيات روايتي أمام عابري صفحات لم ألتقهم من قبل.

الصدق يصل مباشرة

 

وترى جويل، أن الخبرة ليست كل شيء، إنما صدق الحرف يصل إلى قلب القارئ مباشرة هو الرواية بحد ذاتها.

وعن الكُتّاب الذين تأثرت بهم، تقول: ثمة كُتّابٌ كثر تحتل اقتباسات مهمة من مؤلفاتهم جزءاً مهماً من أيامي، لكنني اعترف أنني لست قارئة شرهة، فعدد الكتب التي قرأتها قد لا يتجاوز العشرين.

لكن خلال كتابتي للرواية، كنت أتصفح ديوان أحلام مستغانمي «عليك اللهفة» وهذا ساعدني كثيراً. أحاول جمع مفرداتي من قصائد عابرة، من خواطر يكتبها أصحابُها في مقاهٍ منسية، ويتربعون جميعاً في ذاكرتي، ليحضروا في اللحظة التي ينفث بها قلمي أول قطرة حبر.

وعن الوقت الذي استغرقته لكتابة الرواية (230 صفحة من القطع المتوسط) وكيف توائم بين دراستها، وكتابة الرواية كونها طالبة في الصف الثاني عشر، تقول جويل: احتجت إلى نحو سبعة أشهر حتى أنهيت الرواية، دون أي تعديل أو مراجعة للمسودة الأولى.

تضيف: لا أكتب على حساب دراستي، لكن حين أسأم من روتين الحياة اليومية، أهرب من الواقع، وألجأ إلى كلماتي على الورق، فالكتابة محفز جيد، لأنها تجعلني أنجز دراستي سريعاً، لأجلس معها، ونخلق محاور قد تلامس سوانا، فالوقت هنا يمكنه أن يخلق عالماً بأكمله.

وتتابع: سأواصل الكتابة، طالما أملك كلماتي وخيالي، وما أن تخطر في بالي فكرة أو قصة حتى أدونها، أعد نفسي ألا أتوقف عن الحلم، لأن الكلمة قادرة دائماً على كل شيء.

أصغر كاتبة

 

والد الكاتبة «معن»، الذي يعمل مديراً للإنتاج في التلفزيون السوري، تحدث عن اكتشاف موهبة ابنته، فقال:

جويل تكتب خواطر، واقتباسات منذ سنوات، كنت أتابع ما تكتب، حتى أبلغتني يوماً أنها أنهت كتابة رواية، فتوجهت إلى دار نشر بعد حصولي على موافقة اتحاد الكتّاب، بعد أن اطلع على الرواية، الشاعر توفيق أحمد، والناقد والكاتب نذير جعفر، والكاتب عماد نداف، الذين منحوها تقدير «أصغر كاتبة في سوريا». تم بعدها إصدار الرواية وأقامت جويل حفل توقيع حضره العديد من الشخصيات الأدبية.

تتحدث الرواية عن طالبة جامعية، اضطرتها الظروف ومرض والديها إلى العمل كنادلة في مقهى دمشقي، تتعرف خلال عملها، إلى شخص، يزعم بداية أنه صديق لكاتبها المفضل.

ولكنه في الحقيقة كان الكاتب نفسه، وتتوالى الأحداث، بشخصيتين، نجيب الذي تعرفت عليه، وصميم الكاتب، وتتطور علاقتها مع نجيب الذي يكشف لها أخيراً أنه هو صميم نفسه، بعد أن ظن في البداية، أنها ستكون حالة يستفيد منها في كتابته، ولكنه اكتشف أنها الفتاة المناسبة لتكون شريكة حياته.

Email