القصة القصيرة جرعة أدبية جاذبة تعزز القيم في نفوس الأجيال

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعد فن القصة القصيرة من أهم الأجناس الأدبية، وتمثل القصة القصيرة أحد روافد الأدب الخلّاقة، والتي يمكن أن تستوعب الهواجس الإبداعية والفنية التي تداعب مخيلة كثير من الأدباء.

ولعبت القصة القصيرة على مر العصور دوراً مهماً في كافة مجالات الحياة، سواء الاجتماعية أو الثقافية أو غيرها من المجالات. ومن هذا المنطلق، تحرص شتى الهيئات المعنية في الدولة، على تحفيز إبداعاتها ومبدعيها، ومن بين هذه الجهات هيئة الثقافة والفنون في دبي "دبي للثقافة".

وفي هذا الإطار، قال الدكتور سعيد مبارك بن خرباش، المدير التنفيذي لقطاع الفنون والآداب في «دبي للثقافة»: «رافقت القصة بمختلف أنواعها الإنسان على مر العصور.

وكانت واحدة من أهم الوسائل التي بواسطتها انتقلت الكثير من المعارف والمعلومات والأحداث، وخاصة القصة القصيرة التي كانت دوماً حاضرة كمنهج تربوي في جميع جوانب الحياة الدينية والاجتماعية والسياسية. إنها فن عريق من فنون الكتابة الأدبية التي لا يزال لها عشاقها وكتابها الأوفياء، ولا تزال عوالمها الدقيقة الجذّابة والمكثّفة قادرة على طرح الكثير من القضايا الإنسانية الهادفة».

وتابع بن خرباش: «تكمن أهمية القصة القصيرة في الأثر الذي تتركه في بناء الوعي وتأسيس التكوين الثقافي، وتغذية الحياة الاجتماعية، فهي تنمي ثقافة القارئ بما يحمل الكثير منها من أفكار ومعلومات علمية وتاريخية وفنيه وأدبية، فضلاً عن الثروة اللغوية والمعاني الجديدة التي توفرها».

وأشار إلى أن القصة القصيرة تشكل وسيلة لغرس القيم الأصيلة والسلوك الفاضل في نفوس الأجيال الناشئة بطريقة جاذبة دون اللجوء إلى الوعظ المباشر، وتنمية الانتباه والتركيز لديها، إضافة إلى تعزيز إدراكها بكثير من المعاني المجردة؛ مثل الحب والتفاؤل والإخلاص والإيمان، بفضل قدرتها على تجسيد هذه المفاهيم وتقريبها من ذهن المتلقّي.

وأكد بن خرباش على أن هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة» تدرك أهمية بناء مجتمع قارئ يتّخذ من العلم والمعرفة وسيلة للتنمية والارتقاء بأعلى مراتب الحضارة.

لذلك يمثّل التشجيع على القراءة لدى جميع شرائح المجتمع، وخاصة الأطفال والشباب، أولوية من أولوياتها، ولا تدّخر جهداً في جعل المكتبات العامة مراكز ثقافية تسهم في بناء مجتمع المعرفة في الإمارة. وانطلاقاً من ذلك، توفر الهيئة في فروع المكتبة العامة بدبي خزائن معرفية غنية في شتى المجالات، وتحرص على توفيرها للجميع ضمن أرقى الأجواء وأحدث المرافق.

وأضاف : «إن «دبي للثقافة» تؤكد على أهمية هذا النوع من الأدب في غرس عادة القراءة عند الأجيال، إذ إنه يشكل مدخلاً للتدريب على حب الكتاب، فهو يجذب الأطفال للقراءة من أجل المتعة، لتصبح هذه العادة عند الكبر شغفاً للقراءة في مجالات شتى؛ لذا، تدعو الأهل إلى تشجيع أطفالهم على القراءة وتدريبهم على ممارستها منذ الصغر».

Email