عندما بلغ محمد الغص الربيع الثاني من عمره كان يصطحبه شقيقه الأكبر الممثل إلى جمعية أم القيوين للفنون الشعبية والمسرحية، فشدته البروفات المسرحية التي كانت تنفذ آنذاك بمشاركة فطاحلة الفن والتمثيل.

وجذبته خطوط وألوان وأحجام المناظر المسرحية التي تلعب دوراً مهماً في العروض المسرحية، فتمتع البصر وتشبع وتحرك فيه الخيال المبدع فضلاً عن إيحائها بالمكان الذي تجري فيه أحداث العرض، فتعلق بالفن، ثم دخل المجال كفني صوت، ولكن عشقه للديكور الذي اكتسب بداياته عندما كان طفلاً يجلس مع خاله الذي يعمل (جدافاً) صانعاً للمراكب دفعه للعمل مصمماً للديكور المسرحي.

فنفذ خلال مسيرة 30 عاماً في مجال التصميم 65 عملاً فنياً مسرحياً، منها 15 في تصميم الأعمال التلفزيونية وآخر عمل مسلسل (أم هارون)، فأصبح ماهراً في (أبو الفنون) الذي يجمع أكثر من فن في عمل واحد، فيبرز الديكور كأحد أهم عناصر العمل المسرحي، ذلك لما يحتويه ويجسده من تفاصيل محورية ومفصلية تشمل العمل المسرحي واحتواءه للجسد وحركته، إضافة إلى دوره البارز في استحضار بيئة المسرحية وأجوائها والإيماء إلى دلالاتها المهمة.

حارس المنتخب

«البيان» التقت محمد حميد الغص من مواطني أم القيوين بمركز وزارة الثقافة وتنمية المعرفة بالإمارة، راوياً كيفية ولوجه إلى (أبو الفنون)، مبيناً أنه قبل الولوج إلى المسرح كان يلعب حارساً بالمنتخب الإماراتي لكرة اليد، فمثل الدولة في كثير من المباريات ونال الفريق الميدالية الذهبية في العام 1983، كما أن مسرحية (أبو عكلو في مهمة) تعد الأولى التي صمم لها الديكور بعد أن قرأ النص وأعجب به.

فلاقت نجاحاً كبيراً، ثم صمم عمل ديكور ثانياً لمسرحية (بن ماجد يحاكم متهمين)، ثم مسرحية (خرزة الجن)، التي كاد أن يترك العمل ويعتذر بسببها عندما طلب منه المخرج الدكتور ناجي الحاج أن يصمم ديكوراً آخر بعد تصميمه لـ 7 منها، فشعر بالإحباط، فعدل عن ذلك بعد أن علم بأن كل التصاميم جيدة، فكانت أول جائزة يحصل عليها لأفضل ديكور في أيام الشارقة المسرحية في العام 1990، مبيناً أن من الأعمال التلفزيونية التي صممها مسلسل (حليمة وديما) لتلفزيون دبي و (الزمان الأول).

65 عملاً فنياً

 

ويستطرد قائلاً إنه شارك في أكثر من 65 عملاً فنياً داخل وخارج الدولة، منها مهرجان أيام الشارقة المسرحية ومهرجان المسرح المحلي ومهرجان الطفل، المشاركة في فريق العمل لمؤسسة الشيخ محمد بن راشد لنخبة من الفنانين العالميين، ومن المشاركات الخارجية مهرجان أوال المسرحي الثاني بمسرحية التراب الأحمر بالبحرين، ومهرجان المسرح الخليجي ومهرجان القيروان الثقافي بتونس ومهرجان الشباب الخليجي للمسرح بمسرحية (ماذا وبعد) بالكويت، مبيناً أنه نال 7 جوائز، منها جائزة أفضل ديكور مسرحي عن مسرحية (التراب الأحمر) .

وأفضل ديكور لمسرحية (قوم عنتر)، إضافة إلى المشاركة في 14 دورة وورشة تدريبية، كما أكد أنه عزز من قدراته من خلال مشاركاته الخارجية في المانيا بدورة (خيال الظل)، ودورات وورش أخرى في الأردن وإيطاليا ومعظم دول أوروبا وآسيا، فاكتسب العديد من الخبرات التي أهلته لأن يعطي المحاضرات لطلبة المدارس والجامعات، ومعلمي المدارس في فن الديكور ومجالات تصميمه فاستفاد منها أكثر من 135 من تلك الفئات.