«الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية» تؤسس لمرحلة جديدة بمستقبل الاقتصاد الإبداعي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت معالي نورة بنت محمد الكعبي وزيرة الثقافة والشباب، أن الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، تؤسس لمرحلة جديدة في مستقبل الاقتصاد الإبداعي، وترسخ أسساً قوية لتعزيز مساهمة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، في تحقيق التنمية المستدامة، وتعزيز حضور ومكانة الإمارات، كوجهة عالمية تستقطب الخبرات والمواهب الإبداعية، وتمكنها من إنتاج محتوى إبداعي في بيئة داعمة ومتميزة، تضمن الاستدامة والكفاءة والجودة.

وكشفت معاليها، خلال المؤتمر الصحافي الذي نظمته الوزارة، أمس، بحضور نخبة من ممثلي وسائل الإعلام، أن الاستراتيجية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمبادئ العشرة، التي ترسم المسار الاستراتيجي لدولة الإمارات في الخمسين عاماً المقبلة، وتبرز دور الإمارات المحوري في تمكين وإلهام الكفاءات البشرية المبدعة، وتسهم في أن تكون الإمارات، الوجهة الجاذبة للمبدعين في المجال الثقافي والإبداعي من مختلف أنحاء العالم، كما توفر البيئة المناسبة للمواهب والمبدعين، لتأسيس وتطوير مشاريعهم المبتكرة في الإمارات.

مؤشرات استراتيجية

وتابعت معاليها قائلة: وضعنا مؤشرات استراتيجية، نطمح إلى تحقيقها في السنوات العشر المقبلة، إذ سننهض بالصناعات الثقافية والإبداعية، ونزيد من حجمها وإمكاناتها، لتكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية بالدولة، كما سنعمل على زيادة نسبة مساهمة قطاع الصناعات الثقافية والإبداعية، لتصل إلى 5 % من إجمالي الناتج المحلي، ورفع متوسط دخل العاملين في هذا القطاع، ورفع متوسط إنفاق الأسر على السلع والخدمات الثقافية والإبداعية، وسنضاعف عدد المنشآت العاملة في تلك الصناعات، وعدد الوظائف التي توفّرها، وسنعمل على زيادة حجم صادرات المنتجات والخدمات الثقافية والإبداعية.

منظومة متكاملة

تعمل الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، على توحيد الجهود المبذولة على المستويين الاتحادي والمحلي، من أجل تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمؤسسات العاملة في هذا القطاع، وذلك بالشراكة مع القطاعين الحكومي والخاص، والمؤسسات التعليمية ومؤسسات النفع العام. إذ تعمل وزارة الثقافة والشباب، من خلال منظومة عمل متكاملة، تضم جهات حكومية عدة، على تنفيذ هذه الاستراتيجية، وفق أجندات واضحة، لبناء اقتصاد إبداعي عصري، وهي: وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ووزارة الموارد البشرية والتوطين، ووزارة الاقتصاد، ووزارة تنمية المجتمع، ووزارة التربية والتعليم، والمركز الاتحادي للتنافسية والإحصاء، فضلاً عن الشركاء الرئيسين على المستوى المحلي، مثل دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، ودبي للثقافة، ودائرة الثقافة في الشارقة، ودائرة التنمية السياحية في عجمان، ودائرة السياحة والآثار في أم القيوين، ودائرة الآثار والمتاحف في رأس الخيمة، وهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام.

تعريف الصناعات

كما اعتمدت وزارة الثقافة والشباب، تعريفاً للصناعات الثقافية والإبداعية، على أنها «الصناعات التي تعتمد على عناصر الفكر، والابتكار والإنتاج، والتوزيع، والنشر والترويج للمنتجات والخدمات ذات الصلة بالتعبير الإبداعي، وحفظ الإرث الثقافي، والتي يؤثر نموها وانتشارها إيجاباً في الأجندة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، وهي مكونة من ستة قطاعات رئيسة، هي: التراث الطبيعي والثقافي، والكتب والصحافة، وفنون الأداء والاحتفالات، والإعلام المسموع والمرئي والتفاعلي، والفنون البصرية والحرف، وكذلك التصميم والخدمات الإبداعية». وتضم تلك القطاعات، أكثر من 25 صناعة اقتصادية.

وتقوم الاستراتيجية على رؤية واضحة، هدفها زيادة الأثر والقيمة الاقتصادية والاجتماعية لقطاع الصناعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات، ويشمل هذا معايير عديدة، منها نسبة مساهمة القطاع في الناتج المحلي، وعدد المنشآت وتصنيفها من حيث الحجم، وعدد فرص العمل التي يوفرها القطاع، قياساً على إجمالي فرص العمل في الدولة، ومتوسط إنفاق الأسر على السلع والخدمات ذات الصلة بهذا المجال، وصولاً إلى العوائد المادية على الاستثمار في القطاع، ويؤثر إجمالي نموها وانتشارها بشكل إيجابي في الأجندة الاقتصادية والاجتماعية للدولة، ويكرس من مكانتها على الخارطة العالمية للصناعات الثقافية والإبداعية.

محاور رئيسة

كما حددت الاستراتيجية 40 مبادرة، توزع على ثلاثة محاور رئيسة، هي محور الموهوبين والمبدعين، ومحور المهنيين وبيئة الأعمال، وممكنات بيئة الأعمال. بواقع 16 مبادرة في محور الموهوبين والمبدعين، و10 مبادرات في محور المهنيين وبيئة الأعمال، و14 مبادرة في محور تمكين بيئة الأعمال.

للاستراتيجية أبعاد محورية وأهمية بالغة، فهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمبادئ العشرة لدولة الإمارات، خلال الخمسين عاماً القادمة، والتي ترسم المسار الاستراتيجي للدولة، ومن خلال المساهمة في بناء الاقتصاد الأفضل والأنشط بالعالم، والاستثمار في رأس المال البشري واستقطاب المواهب، إضافة لمبدأ ترسيخ السمعة العالمية لدولة الإمارات، إلى جانب مبدأ تعزيز منظومة القيم، والانفتاح والتسامح والهوية الوطنية.

أهداف الاستراتيجية

تستهدف الاستراتيجية، النهوض بالقطاع، وتعزيز حجمه، وزيادة إمكاناته، وتحفيزه ليكون ضمن أهم عشر صناعات اقتصادية بالدولة، والعمل على زيادة نسبة مساهمة الصناعات الثقافية والإبداعية، لتصل إلى خمسة في المئة من إجمالي الناتج المحلي، في السنوات العشر المقبلة.

وتهدف الاستراتيجية إلى مضاعفة عدد المنشآت العاملة في القطاع، إلى جانب عدد الوظائف التي توفرها، مع العمل على رفع متوسط دخل العاملين فيه، ورفع متوسط إنفاق الأسر على السلع والخدمات الثقافية والإبداعية، وزياد حجم صادرات المنتجات والخدمات الثقافية والإبداعية.

مؤتمر عالمي

وقد تم إطلاق الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية، بالتزامن مع السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي من أجل التنمية المستدامة، التي أعلنتها الأمم المتحدة عام 2021، حيث تنظم الوزارة خلالها المؤتمر العالمي للاقتصاد الإبداعي (WCCE 2021)، خلال الفترة ما بين الـ 7 و9 من ديسمبر الجاري، في مركز دبي للمعارض – إكسبو، تحت شعار «إبداع متكامل.. يصنع المستقبل». وتستضيف وزارة الثقافة والشباب خلاله، نخبة من قادة الفكر، والمُبدعين، والمُبتكرين من حول العالم.

ويستضيف المؤتمر عدداً من الشخصيات المحلية والإقليمية والعالمية المؤثرة، منهم سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، حيث تناقش سبل توسيع نطاق الوصول إلى الاقتصاد الإبداعي محلياً وإقليمياً، والشيخة بدور القاسمي رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين، في كلمة افتتاحية، حول تعزيز الإنسانية من خلال الكتب، فيما ستناقش معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار، دور السياحة المستدامة في دعم الازدهار البيئي والاجتماعي والثقافي والاقتصادي.ويهدف المؤتمر، الذي يختتم فعاليات السنة الدولية للاقتصاد الإبداعي، إلى تعزيز آفاق التعاون، ودعم الجهود الهادفة إلى صياغة السياسات المستقبلية، للاقتصاد الإبداعي..

مؤشرات

تعزز الاستراتيجية، التي تُعد الأولى من نوعها في المنطقة العربية والخليجية، مكانة الدولة على خارطة الإبداع الثقافي العالمي، ومؤشرات التنافسية العالمية، وتُبرز دور الإمارات المحوري في تمكين وإلهام الكفاءات البشرية المبدعة، وتسهم في أن تكون الإمارات الوجهة الجاذبة للمبدعين في المجال الثقافي والإبداعي من مختلف أنحاء العالم، كما تمكن من توفير البيئة المناسبة للمواهب والمبدعين، لتأسيس وتطوير مشاريعهم المبتكرة في الإمارات.

Email