«منصة الخمسين» و«ذاكرة وطن» .. توثيق لحكايات التفرد

مهرجان الشيخ زايد يروي حكاية وطن الخير والتسامح

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وجه باسم وعينان تشع منهما ملامح العزم والإرادة والتصميم على تحقيق الحلم، ذاك هو جوهر الحكاية والتعابير التي تبوح بها  صورة استثنائية تستقبل زوار مهرجان الشيخ زايد.

كما لو أنها عنوان له، إنها صورة زايد الخير  التي تعبق بذاكرة وقصة وطن الإنجاز والنماء والرقي، صورة توثق لإرادة حكيم العرب ولميلاد قصة وحدوية عربية مزدهرة تنبض بالتميز، صورة تشع قيمة وتفردا بينما تزدهي  بما نقش عليها من تاريخ استثنائي "1971"، حيث كانت البداية التي غيرت مسار القصة، بداية رفع علم الاتحاد وراية المصير الواحد، راية خفاقة تستظل بها منجزات على امتداد الوطن، لتأخذ الزائر في رحلة وطنية تاريخية استثنائية منذ الوهلة الأولى.

فضاء تاريخي

وبمساحة 6000 متر، تقف «منصة الخمسين» على متون لحظات بقيت خالدة في ذاكرة الوطن مقابل سوق الوثبة والأرشيف الوطني، صور تتحدث، وأحداث ناطقة تلازم التسلسل التاريخي بعرض فريد، ومنصات شامخة كشموخ قصة البدء، وصولاً إلى المستقبل، نهضة وفكر واستدامة وعطاء، فضاء تاريخي رحب مفتوح على ساحة تقدم يومياً فعاليات متنوعة وأهازيج ومشاركات لفرق شعبية محلية، ويشتمل على 170 صورة مضيئة بأحجام وأشكال مختلفة، رحلة فخر سرد فكرتها حمد الزعابي، مشرف الفعاليات في الأرشيف الوطني، لـ «البيان».

والذي أكد أن بذرة الفكرة كان نتاجها توجه إدارة المهرجان لخلق فكرة استثنائية في خمسين الإمارات بالتعاون مع الأرشيف الوطني، حيث تم تصميم منصات خاصة لعرض أهم الأحداث الوطنية منذ قيام الاتحاد وحتى اللحظة، مجزأة لثلاث مراحل.

حيث تعرض المرحلة الأولى إنجازات عهد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «طيب الله ثراه» في الفترة ما بين 1971 وحتى 2004، من تعليم وصحة وأمن وبيئة وبنية تحتية ومواصلات وتطور في كافة المجالات.

رحلة استثنائية

ثم تتطرق المرحلة الثانية لعهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، وأهم المشاريع التنموية في عهد سموه، ثم يسافر الزائر في رحلة استثنائية في المرحلة الثالثة، منصتاً لصوت المستقبل الذي يتجلى صداه في محافل عام 2020 و2021وتطلعات الدولة المستقبلية.

وبعشرة أعمدة، في كل عمود يحتضن إنجازات خمس سنوات من عمر وطن الخير، وفي كل عمود حصن من حصون الدولة الشهيرة ونبذة عنها، وفي وسط منصة الخمسين 16 شاشة يقف بها الزائر على أهم المنجزات الوطنية خلال خمسين عاماً. وخلال أربعة أشهر ونصف، ستأخذ منصة الوطن الزوار في رحلة متجددة تروي تفاصيلها الصور المتنوعة التي ستتجدد على المنصات بشكل دوري، لعرض رحلة عطاء وثقتها جزيئات الزمن والضوء في إطار فخر أبدي. وأكد الزعابي أن الأرشيف الوطني وثق مراحل التطور والنماء في الوطن صوتاً وصورة وحرفاً من خلال السجلات المرئية والمؤلفات الوطنية.

ذاكرة الاتحاد

ولا تنتهي الرحلة عند هذا الحد، فبصوت عذب لم يغب صداه عن ذاكرة الاتحاد، يجذب جناح «ذاكرة الوطن» تحت مظلة الأرشيف الوطني في مهرجان الشيخ زايد، الزائرين من كل حدب وصوب ليخوضوا رحلة الحلم بصوت المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، بطراز عابق بالتاريخ، وبواجهة معمارية تضوع منها رائحة الصحراء والقلاع الحصينة ومتون مهرت التاريخ بالمعاهدات والوثائق، من حدود الفجيرة حتى أبوظبي، رحلة سفر تفاعلية، تأخذ الزائر إلى نقطة البدء، ليقف على الجهود الحثيثة التي بذلها القادة المؤسسون، لتكون الإمارات اليوم قبلة الحلم وحصن التراث ومهد التاريخ.وبين سنوات الإرادة، يتوسط الحلم صفحات كتاب فريد من نوعه، كتاب استثنائي تفاعلي، يعرض أهم الأحداث التي مرت بها دولة الاتحاد.

وأهم المعاهدات والاتفاقيات التي تعرض لأول مرة، معلومات ناطقة صوتاً وصورة وحساً وحرفاً، جذبت الزائرين صغاراً وكباراً للتعرف عن كثب عن أهم الخطوات التي رسمتها الإمارات لتصل اليوم إلى مصاف الدول المتقدمة التي يشار إليها بالبنان. وأمام معروضات الدولة التاريخية، من كان يدري أن قطعة حجر من جدار برلين ستصل إلى الإمارات كعربون تقدير؟

هذا ما شاهده زوار جناح ذاكرة الوطن، حيث قدمت جمهورية ألمانيا الاتحادية قطعة من جدار برلين الذي أقيم في عام 1964، وهدم في عام 1989، فكانت الوحدة الألمانية، وقدمت قطعة منه للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، باني أول دولة عربية اتحادية في الشرق الأوسط، اشادة بدور رجل السلام، الذي ذاع صيته في كل مكان.

بصمات ضياء

وهكذا يمضي الزائر في رحلة مع التاريخ، ولكنها رحلة مختلفة استثنائية، يفخر من حيث المسير فيها إلى ما وصلت إليه الدولة في وقت قياسي، رحلة يرافق الزائر بها صوت المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وهو ينثر درر حكمته في لقاءاته الدؤوبة مع الشعب، وفي رحلة بين ضفاف الماضي والمستقبل، قسم ينساب به النور ليملأ خلجات التاريخ ببصمات ضياء لن تأفل.

ويسلط جناح ذاكرة وطن الضوء على المساعي الحثيثة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، «حفظه الله»، وحكمته وعطائه الذي لا ينضب، ودوره في رفد مسيرة النهضة حاملاً مشعل الاتحاد نحو زمن يولد المستقبل فيه من أرض الحلم «الإمارات».

ولا يخلو الجناح من الألعاب التفاعلية التي جذبت الصغار والكبار للتعرف على أهم منجزات رحلة الاتحاد، وأهم الأحداث التي جعلت الإمارات قبلة التغيير والتنافس، دولة للمجد والخير..، وطناً للفرص والإبداع..

منصة الخمسين وذاكرة وطن.. منصة مستلهمة من المجد، ورحلة سفر عبر عزيمة وطن لم تخبُ شمس إرادته يوماً، يعبر بمنجز تاريخي متسلسل حلم المستقبل القادم من الإمارات، ليتساءل الزائر، هل ينطلق المستقبل من الإمارات؟ أم هي المستقبل المنشود بكل طاقاتها وإمكاناتها ومشاريعها التنموية المرتكزة على أوتاد لا تميل..

 

Email