بعد نجاح الدورة السادسة والثلاثين لمعرض تونس الدولي للكتاب، والإقبال الكبير الذي يبرز الاهتمام الذي يوليه التونسيون للكتاب، دارت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة مناقضة تماماً، بل صورة صادمة.

«كاتب تونسي، أبيع كتبي لأعيش» لافتة رفعها رجل أمام مجموعة من الكتب التي وضعها على الرصيف. لم يكن الرجل إلا الشاعر والكاتب الروائي والمسرحي نجيب بو زيان، ولم تكن الكتب المعروضة إلا بنات أفكاره، كتبه ودواوين شعره ورواياته، لعلّ أهمّها «عرس في حجر الضبع» و«الشباك الخلفي».

«البيان» اتصلت بالكاتب الذي أكد أن أوضاعه الاجتماعية دفعته إلى ما وصفه بالحلّ الأخير، وهو القدوم من مدينته الساحلية المهدية إلى العاصمة تونس لبيع كتبه، فهو يعيش فقط من الكتب التي يبيعها لتأمين عيش أبنائه وعلاج زوجته المريضة.

 

صورة تفاعل معها التونسيون بشكل كبير وتوجه عدد منهم لشراء كتب نجيب بو زيّان الذي قال لـ«البيان» إن هذا التصرّف يعبّر عن نبل وكرم أبناء بلده، متوجهاً باللوم إلى وزارة الثقافة.

الكاتبة الجزائرية أحلام مستغانمي تفاعلت بدورها مع صور الكاتب وهو يبيع كتبه على قارعة الطريق وكتبت على صفحتها الرسميّة «قبل عقدين من الزمن، في فترة اغتيال المثقفين والكُتاب الجزائريين على يد التكفيريين، قلت في إحدى محاضراتي ليس بإمكان الكاتب العربي أن يعيش من كتبه، ولكن يمكنه الموت بسببها. هذه الحقيقة ما زالت واقعاً، لدى كُتاب لا تؤمّن لهم كتبهم إمكان العيش بكرامة…».

صورة مستفزة

من جهته، نشر اتحاد الكتاب التونسيين بياناً عدّ فيه هذه الصورة مستفزّة وصادمة، موضّحاً أن «عملية بيع وترويج الكتاب سواء كان ذلك في إطار معرض الكتاب أو عبر مسالك البيع المعروفة، إنما تتم بعد أن يكون الكاتب قد تسلم حقوقه المادية كافة نقداً وليس نسخاً».

وأشار البيان كذلك إلى أن «وضع الكاتب لمؤلفاته التي تم طبعها من قبل أحد الناشرين على قارعة الطريق في مشهد يوحي بالبؤس والتسول يثير أكثر من تساؤل، وخصوصاً أنه كان بالإمكان الترويج لها بجناح اتحاد الكتاب التونسيين، بمعرض الكتاب، الموضوع على ذمة كل كاتب قام بإصدار مؤلفاته على حسابه الخاص».

اتحاد الكتاب التونسيين ندّد بتصرّف الكاتب نجيب بو زيان عادّاً أنه يسيء للكاتب التونسي ويشوه كرامته مثلما يعد تضليلاً للرأي العام لأنه لا يوجد كاتب تونسي واحد يعيش من بيع كتبه. ومهما اختلفت الروايات، ولكنّ المؤكد أن الوضع الاجتماعي للمثقفين والكتاب والفنانين في تونس تردّى بشكل كبير منذ انتشار الجائحة.