إماراتية تنجز بحث «منهج التسامح في فكر الشيخ زايد»

ت + ت - الحجم الطبيعي

أطلقت الباحثة الإماراتية موزة مبارك حجي القبيسي بحثاً شاملاً بعنوان «منهج التسامح في فكر الشيخ زايد»، والذي تطرقت من خلاله للعديد من المحاور التي تتمثل في معنى التسامح، وموقف المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، من التسامح. إضافة إلى التطرق إلى أشكال وألوان التسامح وشروطه، ومنهجية النجاح لدى الشيخ زايد. 

وأكدت الباحثة القبيسي لـ«البيان» أنه من أجل تسخير كافة الجهود لبناء الوطن والنهوض به، كان التسامح منهج الشيخ زايد، وقد أخذ الراية من بعده القيادة الرشيدة في ترسيخ أسمى المبادئ والقيم. 

كما قالت القبيسي: «لقد ركزت من خلال بحثي العميق عن منهج التسامح في فكر الشيخ زايد على أن التسامح يعني الاحترام والقبول بتنوع واختلاف الثقافات، وهو ليس مجرد واجب أخلاقي، وإنما ضرورة سياسية وقانونية، وهو فضيلة تجعل السلام ممكناً وعالمياً، وتساعد على استبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام».

وأشارت القبيسي إلى أن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان لتسامحه العديد من الأبعاد، إذ يتمثل البعد الأول في النظرة الراضية إلى الماضي.

فكان الشيخ زايد حريصاً على أن يُذكر الشعب الإماراتي بماضيه البعيد والقريب، وألا ينفر منه، بل ويعتز به، وألا تغره مظاهر التحديث الحالية، وتجعله ينسى كفاح الأجداد في سبيل العيش. فيما يتمثل البعد الثاني في الإيمان والمساواة، إذ كان الشيخ زايد يحث على عدم نسيان الماضي، والاستفادة من القيم الإيجابية الناتجة عن التمسك بالأصالة.

ويأتي البعد الثالث ليوضح أهمية الاندماج مع الآخر، والذي يعني الانفتاح على الآخرين، والبحث عن الحكمة أياً كان مكان وجودها، وأياً كانت عقائد أو جنسيات من يحملونها«. وتطرقت للأبعاد الأخرى في بحثها التي تمثلت في خدمة ومحبة الناس، والتواضع. 

استراتيجية 

وأكدت القبيسي على أن دوائر التسامح لدى الشيخ زايد تمثلت في الوطن حيث عمل، طيب الله ثراه، وفق استراتيجية حضارية ترعى الإنسان، وتعمل على تنميته وإسعاده. كما نجح في جعل الإمارات أهم حاضنة لقيم التسامح والأمن والتعددية الثقافية. فمنذ قيام الدولة تمثلت توجيهات الشيخ زايد في عام 1974 في بناء الكنائس.

وأضافت:»وتتمثل الدائرة الثانية في العروبة، حيث بلغ حجم المساعدات التي قدمتها الإمارات بتوجيهات الشيخ زايد أكثر من 90 مليار درهم، واستفادت من تدخلات صندوق أبوظبي للإنماء 51 دولة في الوطن العربي، وقارتي آسيا وأفريقيا، وبلغ عدد المشاريع في هذه الدول 240 مشروعاً حتى أواخر عام 2000 وتأتي الدائرة الثالثة لتمثل العالمية، ومنها تستلهم بأن نهج التسامح الذي اعتمده الشيخ زايد في سياسته واسع وعريض نحو الانفتاح على العالم، وتحققت الريادة للدولة على يديه في ميادين حوار الحضارات والأديان والثقافات التي تشغل العالم اليوم بصورة غير مسبوقة".

Email