وفاة الشاعرة والرسامة اللبنانية إيتيل عدنان عن 96 عاماً

ت + ت - الحجم الطبيعي

توفيت الرسامة والشاعرة اللبنانية إيتيل عدنان، سليلة عائلة قامت على تمازج ثقافي انعكس في أعمالها الفنية، في باريس عن 96 عاما، على ما أعلنت شريكتها سيمون فتال لوكالة فرانس برس أمس الأحد.

وأوضحت الرسامة والنحاتة والفنانة التشكيلية اللبنانية - الأمريكية أن عدنان "توفيت في منزلها في باريس عن 96 عاما".

إيتيل عدنان مولودة في بيروت العام 1925 لأب سوري مسلم وأم يونانية مسيحية، وتعلّمت في مدارس فرنسية قبل متابعة تحصيلها العلمي في جامعة السوربون الشهيرة لدراسة الفلسفة.

وفي سنة 1955، انتقلت إلى الولايات المتحدة، حيث درّست فلسفة الفن في كاليفورنيا حتى العام 1972. وبعدما تأثرت بمجريات حرب الجزائر، ابتعدت عن اللغة الفرنسية لتكتب قصائد بالإنجليزية قبل خوض غمار الرسم.

وعادت إيتيل عدنان في مطلع سبعينات القرن العشرين إلى لبنان، حيث عملت صحافية، وبقيت هناك حتى العام 1976، قبل العودة إلى كاليفورنيا، مع محطات متفرقة لها في العاصمة الفرنسية.

والعام 1977، نشرت عدنان رواية "ست ماري روز" عن الحرب الأهلية اللبنانية. وحقق العمل نجاحا كبيرا وتُرجم إلى عشر لغات، كما نال "جائزة الصداقة الفرنسية العربية".

وفيما صدرت أكثرية كتابات إيتيل عدنان باللغة الإنجليزية، كان أحد أبرز منشوراتها، وهو ديوان قصائد بعنوان "يوم القيامة العربي"، بالفرنسية. كما كتبت خلال مسيرتها أعمالا للأوبرا.

ووجه وزير الثقافة الفرنسي السابق جاك لانغ، الذي يترأس معهد العالم العربي في باريس، عبر الشبكات الاجتماعية تحية إلى روح الفنانة "الشاعرية والملونة".

كما أشاد مركز بومبيدو بعمل عدنان "المذهل بين الكتابة والرسم والشعر".

ويقيم المركز منذ مطلع نوفمبر الحالي معرضا مخصصا للفنانة في مدينة ميتز شرق فرنسا، تُعرض فيه مجموعات دفاتر يمكن طي أوراقها على شكل أكورديون اشتُهرت بها عدنان ويصل طولها إلى حوالى عشرة أمتار.

وأعادت إيتيل عدنان على هذه الدفاتر المسماة "ليبوريلو" كتابة قصائد لكتّاب عراقيين معاصرين، بينهم خصوصا عبد الوهاب البياتي وبدر شاكر السياب الذي ربطتها به صداقة.

وعلى هذه الأوراق، تشرح إيتيل عدنان أنها "ترسم العربية" بدل كتابتها. هذه اللغة التي اعتادت سماعها خلال طفولتها ثم أعادت تعلّمها في مرحلة متأخرة من حياتها من دون أن تتقنها بالكامل، على ما كانت تؤكد.

وأوضحت إيتيل عدنان في مقابلة مع وكالة فرانس برس في يوليو الفائت "لدي شغف بالعالم العربي، نحن منطقة الديانات التوحيدية الثلاث. والدين لا يقتصر على اللاهوت، هو أيضا ثقافة، ونحن لدينا إرث مذهل".

وعُرفت إيتيل عدنان لعقود طويلة بإنتاجاتها الأدبية، فيما لم يتعرف الجمهور العريض على نشاطها في مجال الرسم سوى في مرحلة متقدمة من مسيرة الفنانة التي اعتاد الناس القول لها إن رسوماتها "مفعمة بالشعر"، وفق تعبيرها.

وشاركت عدنان في حملة دعم أقيمت العام الماضي إثر الانفجار الهائل في مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020، أكدت خلالها أن "الرد الوحيد على الهمجية" يكون بـ"مزيد من التصميم على الثقافة".

Email