تتويج الفائزين في البطولة الوطنية للمطالعة بتونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

فريدة من نوعها على مستوى العالم هي الدورة التأسيسية للبطولة الوطنية للمطالعة في تونس، والتي تم الإعلان عن نتائجها يوم الخميس في القاعة المغطاة برادس.

«البيان» حضرت تتويج الفائزين في هذه المباراة الوطنية التي انطلقت بالتصفيات منذ أشهر على مستوى محلّي وجهويّ.

في بداية الأمر يتوجّه الراغبون في المشاركة في هذه المسابقة إلى المكتبات العمومية في مدنهم وقراهم، يختارون منها كتاباً يقومون بعد ذلك بقراءته وتلخيصه، ثم تقوم لجنة علمية بتقييم التلخيص وبطرح أسئلة شفاهية على مستوى الشكل والمضمون من جهة، ولتحفيز الحسّ النقدي لدى القارئ من جهة أخرى. في المرحلة الثانية، تم اختيار 60 متبارياً عن كل محافظة للمشاركة في المسابقة الوطنية.

مشاركة كبيرة

«البيان» اتّصلت بإلياس الرابحي مدير إدارة المطالعة العمومية في وزارة الشؤون الثقافية، الذي أكد لنا أن العدد الإجمالي للمشاركين بلغ 130 ألف مشارك من 434 مكتبة عموميّة.

وبالنسبة لأعمار المشاركين فقط تراوحت بين 6 سنوات و80 سنة، لذلك يقول محدّثنا تم تقسيمهم إلى خمس فئات عمرية. 1440 مشاركاً بلغوا الدور النهائي الذي حضرته «البيان» وتكوّنت لجنة التحكيم فيه من باحثين ودكاترة وكتّاب وناشرين.

مدير إدارة المطالعة العمومية في وزارة الشؤون الثقافية صرّح لـ«البيان» أن العدد الإجمالي الذي تم استثماره في هذه المسابقة بلغ ثمانية ملايين كتاب في كامل تراب الجمهورية، اختار منها المتبارون 834 ألف كتاب تمت مطالعتها والمشاركة بها في هذه البطولة الوطنية.

مشهد طريف

سط مدارج القاعة المغطاة، حضر المتأهلون الـ 1440 مع عائلاتهم، وكان الطريف في الأمر أن نشاهد طفلاً يتسابق في الفئة العمريّة الصغرى لنجد والدته وجدّه يشاركان في البطولة من خلال فئات عمريّة أخرى. مشهد فريد يظهر توارث ثقافة المطالعة عبر الأجيال، فالمطالعة ثقافة تنتشر وسط العائلات قبل كل شيء. فاز ثلاثة متسابقين عن كل فئة عمرية بجوائز مالية وخمسون كتاباً لكل من الفائزين الـ15.

ما ميّز هذه الدورة التأسيسية هو كذلك السمّاح للمساجين بالمشاركة في البطولة الوطنية للمطالعة، فشارك منهم 299 سجيناً، ترشح 23 منهم إلى الدور النهائي. هي محاولة لتطبيق مبدأ «الكتاب شريك في إعادة الإدماج والتأهيل» حسب وزيرة الثقافة حياة قطاط التي حضرت حفل تتويج الفائزين قائلة:

«لا شك أنّ خيرَ رِفْقَةٍ هي صُحْبةُ الكتابِ ومجالسَتُهُ، فهي تُؤتي أكْلَها معرفةً وتنْويراً في بناء العقول وتدريب الأذواق على تَشَرُّب مواطن الجمال والفن والتشبّع بثقافة الحياة. ولا شكّ أنّ القراءة والمطالعة هي أجملُ رحلةٍ، تأخذُنا إلى كل الأمكنة وفي كل الأزمنة، تثاقفاً مع مختلف الحضارات... واطّلاعاً على ما أنتجه الإنسان من معرفة على مرّ العصور».

رغم التطور التكنولوجي وازدهار الكتاب الرقمي والكتاب السمعي، لكن الكتاب الورقي لا يمكن أن يندثر ويبقى لتحسس الأوراق وقلبها، سحر ورونق فريدين.

Email