سارة شمة..تشكيلية تستكشف بفنونها عوالم الذات والمجتمع

ت + ت - الحجم الطبيعي

سارة شمة فنانة تشكيلية سورية نجحت في الوصول إلى العالمية عبر لوحاتها، التي اختارت فيها أن تعبر عن معاناة الإنسان، من خلال التركيز على الوجوه، وما تعكسه العيون مما تخبئه النفوس من أحاسيس ومشاعر.

سارة، التي ترى أن الفن لا يوقف الحرب أو يرفع الظلم، لكنه يساعد الإنسان على الاكتشاف، والتي اختارتها جامعة «كينز كوليج» لمعالجة قضايا النساء وعرض معاناتهن، في معرض حمل عنوان «العبودية الحديثة»، قالت في ندوة حوارية أمس في غاليري زوايا للفنون بدمشق: إنها اختارت الاشتغال على موضوع الإنسان والوجوه بشكل خاص، من خلال فن البورتريه، متأثرة بالمدرسة السريالية، لتمزج هذه الأحاسيس مع دواخل النفس المخفية.

وتابعت أنها اختارت فن «البورتريه» لأنه يقوم على التعريف بالأشخاص من خلال عيونهم، ونظراتهم التي تعكس حالاتهم النفسية وتاريخهم بصدق، إذ إن الشكل الإنساني محمّل بالإشارات والرموز، مشيرة إلى أن هذا النوع شائع لدى الغربيين، بينما لايزال يحتل مرتبة متأخرة في بلادنا.

قيم جمالية

وتقول: أميل إلى التجريد في المفاهيم التي أحاول تضمينها في أعمالي، وإلى التأثير أكثرمن القيم الجمالية، التي هي ضرورة لأي عمل فني في الوقت عينه، مضيفة: أنا استمتع بالطبيعة لكنني لا أرسم لوحة لمنظر طبيعي.

وتؤكد شمة على تأثير بلادها في أعمالها وتقول: «تحمل ملامح محلية مرسومة في دمشق لشخص سوري يعيش في دمشق». وحول الحرب التي عانت منها بلادها تقول: الحرب أثّرت فيّ كثيراً، فهمت معنى الخوف والذعر الذي لم أكن أعرفه من قبل، فعكسته في معرض أقيم في لندن تحت عنوان «حرب أهلية عالمية».. معتبرة أن لهذه الحرب المحلية امتداداتها وتأثيراتها العالمية، ومن هنا جاءت تسمية المعرض.

واقع الفن

وحول واقع الفن التشكيلي في سوريا، قالت «ينقص الفنان السوري الجرأة وحس المبادرة،»، حسب تعبيرها «إلى جانب إجادة لغة أخرى، فهو لا ينقصه الإحساس فهناك تشكيليون سوريون أهم من غيرهم».

وتعتبر شمة أن التعليم الأكاديمي لا ينتج فناناً مبدعاً بالضرورة، حيث تمثل مناهج الدراسة وطرقها مشكلة بحد ذاتها، أنا تعلمت من مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية أكثر مما تعلمته في كلية الفنون الجميلة. وتتابع: ليس بالضرورة أن ينتج الإبداع عن العوز أو الحاجة، هو يأتي من الشعور بالمسؤولية، والتفاعل مع تداعيات ما يعيشه الفنان.

سيرة

ولدت سارة شمة في دمشق عام 1975 لأب سوري وأم لبنانية، انتسبت إلى مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية، قبل أن تلتحق بكلية الفنون الجميلة بدمشق قسم التصوير، انتقلت إلى لندن في عام 2016 حيث تعيش وتعمل حالياً.حازت على عديد الجوائز المحلية والعالمية، منها الجائزة الرابعة في مسابقة البورتريه العالمية في لندن.

Email