فنون العالم الإسلامي والهند في دار سوذبيز في لندن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يمثل مزاد فنون العالم الإسلامي والهند الذي ستقيمه دار سوذبيز في لندن يوم 27 الشهر الجاري، احتفالاً بإنتاج التحف واللوحات والمخطوطات التاريخية القادمة من العديد من قارات العالم على مدى عشرة قرون. ويُعدّ هذا المزاد الأعلى قيمة للمبيعات نصف السنوية خلال عقد من الزمان.

حيث يقدم عدداً من القطع المهمة، بما في ذلك تحفة معدنية تعود للقرن الثالث عشر، وزوجين من النظارات المغولية المرصعة بالألماس والزمرد، فضلاً عن عدد من المصاحف المهمة، والأدوات الفلكية، والمنمنمات الفارسية وسجادة صفوية «بولونية» جميلة.

شمعدان فخم

شمعدان فخم مصنوع من النحاس الأصفر ومطعّمٌ بالذهب والفضة، يعود تاريخ صنعه إلى العام 1275 تقريباً (المجموعة 170).

 ويعتبر هذا الشمعدان المتميز أجمل نماذج الأعمال المعدنية الإسلامية التي ظهرت في السوق منذ أكثر من عشر سنوات، ويوجد في المجموعة الخاصة ذاتها منذ ستينات القرن الماضي، والتي عرضت مؤخراً في متحف متروبوليتان للفنون في نيويورك.

وتجسد الزخارف التي نقشت عليه موكباً فخماً يصور رجال الحاشية والموسيقيين، لإظهار احتفالات البلاط في تلك الفترة، وربما إضاءة المكان بآلاف الشموع، في أجواء غامرة تصدح فيها أصوات الموسيقى والعروض الراقصة.

نظارات مغولية

زوج من النظارات المغولية مع عدسات من الزمرد، يحيط بهما إطاران مطعّمان بالألماس من الهند، ويعود تاريخ العدسات إلى القرن السابع عشر تقريباً، والإطارين إلى القرن التاسع عشر (المجموعة 213). زوج من النظارات المغولية مرصعة بعدسات ألماسية في إطارين تم تطعيمهما أيضاً بالألماس من الهند. ويعود صنع العدسات إلى القرن السابع عشر تقريباً،.

والإطارين من القرن التاسع عشر (المجموعة 214)، هذان الزوجان من النظارات يتجاوزان حدود الخيال؛ فالعدسات مرصعة بقطع من الزمرد والألماس صقلت في الأصل من أحجار كريمة ربما كان وزن الواحد منها قبل قطعها 300 و 200 قيراط على التوالي. ويمكن تتبع أصل الزمرد إلى مناجم موزو في كولومبيا، بينما يرجح أن تكون القطع الألماسية التي ترصّع الإطارين قد جاءت من مناجم جولكوندا الشهيرة في جنوبي الهند.

إن هاتين القطعتين ليستا إنجازاً فنياً فحسب، بل تمثلان أيضاً جرأة استثنائية واختراعاً فريداً من نوعه. ويُعتقد أن هذه الأعمال المتميزة تم إبداعها بتكليف من أمير مغولي، لكنهما لم تظهرا في السوق من قبل.

قارورة عثمانية 

قارورة (مطرة) عثمانية نادرة من الجلد، صنعت في تركيا - القرن السادس عشر/ السابع عشر، وكانت موجودة سابقاً ضمن مجموعة السير والتر سكوت (المجموعة 224).

كانت هذه القطعة موجودة سابقاً ضمن مجموعة الكنز القومي الاسكتلندي للسير والتر سكوت، ثاني أكثر كاتب يقتبس منه قاموس أكسفورد الإنجليزي بعد شكسبير. ومن المرجح أن هذه القارورة كانت تستخدم لحمل الماء أثناء السفر أو في الحملات العسكرية.

سجادة صوفية 

سجادة صوفية فاخرة من الحرير الصفوي والخيوط المعدنية «بولونية»، صنعت في بلاد فارس (يحتمل في مدينة أصفهان)، أوائل القرن السابع عشر (المجموعة 262). ونسجت هذه السجادة خلال العصر الذهبي للفن الصفوي، وتمت الزخرفة الفضية والذهبية بألوانها المتلألئة لهذا النوع الذي يطلق عليه السجاد «البولوني» من خلال لف خيوط معدنية دقيقة للغاية على امتداد قطر القطعة، وحول خيوط من الحرير يمكن رؤية جانب منها.

وكانت السجادة في السابق ضمن مجموعة رجل الأعمال القاضي إلبرت غاري (1846-1927)، وهو أحد مؤسسي صناعة الصلب الأمريكية. وكان قصره الفاخر بمدينة نيويورك يمتلئ بالأعمال الفنية التي قدمها التجار الذين توافدوا على نيويورك من جميع أنحاء أوروبا والشرق الأوسط.

وبيعت السجادة عندما تم بيع القصر في العام 1928، حيث حصل عليها جون دي روكفلر الذي أهداها لاحقاً لمؤسسة متحف أركنساس للفنون الجميلة. وتطرح الآن في المزاد العلني لأول مرة منذ قرن تقريباً للاستفادة من العائد في صندوق الاستحواذ.

كرة سماوية

كرة سماوية كبيرة ونادرة من النحاس تعود للحقبة المغولية، وتنسب إلى صانعها ضياء الدين بن محمد، أو إلى ورشته التي كانت بمدينة لاهور في القرن السابع عشر (المجموعة 205). ونقشت هذه الكرة الأرضية النادرة بمهارة فائقة، وتظهر عليها الأبراج الفلكية وما يزيد على ألف نجم ثابت تحمل أسماءها باللغة العربية. وتشير الرموز التي تظهر عليها إلى أنه تم إنتاجها في ورشة تعود لإحدى العائلات الكبيرة في تلك الحقبة.

مصحف مزخرف

مصحف مزخرف رائع مكتوب بماء الذهب، ويعود إنتاجه إلى بلاد فارس في حقبة الحكم الصفوي في القرن السادس عشر (مجموعة 109). ويعتبر هذا المصحف الكبير واحدة من عددٍ قليلٍ جداً من المخطوطات الكاملة التي تعتمد على الخط الذهبي في كتابة الجزء الرئيسي من النص بالكامل.

وبفضل الاستخدام الفاخر للذهب في المخطوطة بأكملها، وليس فقط للصفحة الافتتاحية المزدوجة والعناوين، فإن ذلك يعتبر ميزة نادرة، وتدل على مكانة مقتنيها وثروته الطائلة.

طبق ضخم من الخزف الإزنيقي مزينٌ بأوراق وقطوف العنب، وتم إنتاجه في تركيا في العام 1530 تقريباً (القطعة 230). كان يتم استيراد الأواني الصينية الزرقاء والبيضاء إلى الإمبراطورية العثمانية حتى قبل فتح السلطان محمد الثاني للقسطنطينية في العام 1453.

ويعتبر الطبق نموذجاً رائعاً واستثنائياً من الخزف الإزنيقي (نسبة إلى بلدة إزنيق غربي الأناضول) في أوائل القرن السادس عشر، والمستوحى من التصميم الذي كان سائداً إبان حكم سلالة مينغ الصينية من بداية القرن الخامس عشر، حيث تم تقليده أيضاً من حيث الحجم الضخم. ويبلغ قطر الطبق 44.5 سنتيمتراً، وهو أكبر طبق إزنيقي تم تسجيله بتصميم يحمل زخارف ورق وقطوف العنب.

صورة روكسيلانا (حسكي حريم سلطان، 1506 – 1558)، ورسمها أحد أتباع الفنان الإيطالي تيتيان (تيزيانو فيتشيلي) في شمال أوروبا، أواخر القرن السادس عشر/ أوائل القرن السابع عشر (مجموعة 168).

كانت روكسيلانا الزوجة الأسطورية للسلطان العثماني سليمان القانوني الأطول حكماً بين سلاطين آل عثمان (امتد حكمه من 1520 إلى 1566). وأصبحت أقوى النسوة وأكثرهن نفوذاً في التاريخ العثماني. وارتبطت بعلاقة وثيقة للغاية مع زوجها السلطان العظيم، كما أنجبت له أربعة أبناء (مع أن الأعراف في ذلك العهد كانت تقضي أن تنجب محظية السلطان طفلاً واحداً فقط).

وكانت من أقرب المستشارين السياسيين له. وتعتبر هذه اللوحة الفخمة واحدة من الأعمال الفنية القليلة التي تم إنتاجها خلال فترة حياة روكسيلانا أو بعد وفاتها بفترة وجيزة، فضلاً عن كونها واحدة من أرقى الصور لسيدة عثمانية من القرن السادس عشر.

قلادة مغولية من الزمرد مثبت في أعلاها مينا يتخذ شكل الببغاء، وصنعت في الهند في القرن التاسع عشر، وأضيف إليها عقد من اللؤلؤ في فترة لاحقة (مجموعة 215).

تفتخر الهند بتقاليد الفنون الزخرفية التي لم تنقطع عن التطور على خمسة آلاف عام على الأقل. وحدثت طفرة ملحوظة في فنون المجوهرات التقليدية في الهند أواخر القرن التاسع عشر، حيث شهدت هذه الفترة المزج بين المعرفة الحرفية التقليدية لشبه القارة الهندية وخطوط الموضة الأوروبية لتعكس مذاق العصر، ويبرز هذا الجانب جلياً في هذا العقد.

ويجسد هذا العقد الزمردي العشق الأزلي للنخبة المغولية تجاه الأحجار الكريمة، كما أنه يلقي الضوء على الرمزية المرتبطة بالزخارف، مثل الببغاوات والتأثير المستمر للمجوهرات المغولية على النهج الأوروبي.

خنجر وغمد مغوليان مرصعان بالأحجار الكريمة، صنعا في الهند في القرن السابع عشر (مجموعة 218).

صنع هذا الخنجر بتصميمه المتقن لشخصية رفيعة المستوى، ويتميز بمقبض من حجر اليشم الذي يصنف ضمن قائمة الأحجار الكريمة، ويزدان بزخرفة مرصعة بالأحجار الكريمة النابضة بالحياة. وتتواصل خطوط التصميم على الجانبين السفلي والعلوي من الغمد الخشبي المغطى بقماش من المخمل.

مبخرة برونزية منقوشة تتخذ شكل حيوان سنّوري، صنعت بمنطقة خراسان في بلاد فارس، خلال القرن الثاني عشر (مجموعة 191).

دخلت المباخر إلى الثقافة الإسلامية عبر البيزنطيين. وبمرور الوقت، ظهر عليها تأثير الزخرفة الفارسية. وصمم هذا النموذج الذي يعود إلى القرن الثاني عشر على شكل لبؤة تقف فوق مشاعل البخور.

Email