مؤلفون: غلاف الكتاب جواز سفر أفكار المبدع ورؤاه

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تبدو أغلفة الكتب إبداعاً جديداً يضاف إلى الإبداع الموجود في الكتب، قد يكون جذاباً ومتناغماً مع العنوان ومع محتويات ومعاني الكتاب على اختلاف محتواها، وقد يكون جزءاً منفصلاً عن ذلك العالم الذي يحتويه الإصدار.

وراء هذا التصميم هناك دور النشر وهناك المؤلف، فإلى أي مدى من الممكن أن يثق المؤلف بدار النشر ويترك لها حرية التصرف بهذا الأمر؟ وإلى أي مدى يمكن أن يتدخل؟

من وحي تجربتهم تحدث عدد من المؤلفين لـ«البيان» وأكدوا أهمية تطابق غلاف الكتاب مع المحتوى الموجود، وهو ما يحقق الهدف من الإصدار.

اعتبارات متفاوتة

الدكتور محمد ياسر شرف، الذي أصدر أكثر من 60 كتاباً في الفكر والفلسفة، قال إن: غالبية المؤلّفين تكون لديهم فكرة أو تصوّر عن شكل الكتاب الذي يرونه مناسباً، إذا كانوا من أصحاب المؤلّفات المتعدّدة، أو كان لهم إلمام بالقضايا الفنيّة. وأضاف: بعضهم يخبر الناشر بما يريد أن يضعه على الغلاف.

جاذبية الأغلفة

من جانبها، قالت الكاتبة فاطمة المزروعي: بحسب خبرتي مع دور نشر إماراتية وغير إماراتية، في كل مرة أنشر وأدفع المال مقابل إصداري، تكون دار النشر حريصة على تقديم عدة تصاميم من الأغلفة، لأجل أن أختار ما يناسبني.

وأضافت: أما دور النشر التي طبعت بعض إصداراتي مجاناً، فهي لا تتعب كثيراً في هذا المجال، فأحياناً تكون الأغلفة لديها من مواقع تدفع فيها مبالغ رمزية، وتقول لي إن هذا هو المتوافر من الأغلفة حالياً. وأوضحت المزروعي أن: الأغلفة أحياناً لا توضح المعنى الوارد في الكتاب، ولهذا تكون بعض الأغلفة تسوق لكتاب ما. والعكس صحيح، فبعض الأغلفة لا تجذب القُراء وبالتالي لا تباع.

الغلاف والمحتوى

من جانبه، قال وليد المرزوقي، الكاتب والإعلامي في قناة «سما دبي»: أتخيل شكل الغلاف حتى قبل أن أكتب الكتاب، أي قبل البداية، وأصعب مرحلة هي اختيار الغلاف. وأوضح: في إصداراتي الخمسة، كانت الأغلفة ناتجة عن اختياراتي بعد استشاراتي للكثير من الناس قبل اعتمادها بشكل نهائي.

وقال الشاعر والروائي هزاع أبو الريش: تدخلي في الغلاف بحسب دور النشر، فهناك دور نشر تعيش دور الكاتب والنص، ومن خلال هذا تضع الغلاف، وهذا يدل على خبرتها بالعمل الأدبي. وأضاف: هذه الدور التي أنشر لديها أعمالي، تحقق تطابق الصورة والمادة، وهو دليل على ثقافتها العالية.

تجربة

في سياق الحديث عن التجربة الذاتية في التعامل مع أغلفة الكتب الخاصة، أوضح د. محمد ياسر شرف أنّ الغالبية العظمى من أغلفة كتبه كانت من تصميمه وتنفيذه، وهذه بطبيعة الحال ليست حالة نادرة، ولكنها ليست القاعدة العامة، لكن السائد المتعارف عليه هو أن الغلاف يمثل فرصة تسويقية، والتسويق هو أحد حقول اهتمام الناشر بالدرجة الأولى، لافتاً إلى أنه عمد في مرات إلى تغيير غلاف دار النشر بعد نفاد طبعة الدار وإعادة النشر. وذكر: «ساعدني على ذلك أنّ لدي إلماماً بالأمور الفنّية، كما أنني كنت مديراً لبعض دور النشر، واشتغلت في الطباعة والتسويق والإعلام».

Email