تستضيفه دبي أوبرا حتى 25 الجاري

«ماما ميا».. جمال استعراضي يحلّق في فضاء دبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

على عوالم الثقافات تفتح دبي عيوننا، تأخذنا نحو كواليسها، لنطرب على إيقاعات موسيقاها، ونتعرف إلى تقاليدها، تلك التي تتلمسها أينما وليت وجهك في دبي، المدينة التي يعيش تحت سقفها مئات الجنسيات، رغم اختلاف ألسنتها ومنابتها، لتظل دبي قاسمها المشترك، فيما تبدو جملة «دار تجمع العالم» حقيقة واقعة، وها هي دبي تفتح أبواب مسارحها أمام عرض «ماما ميا»، الذي انطلقت عروضه أمس، على خشبة دبي أوبرا، لتكون دبي محطته الأولى في المنطقة العربية، حيث يستمر العرض حتى 25 الجاري.

ذاكرة

لعرض «ماما ميا» أهمية خاصة في ذاكرة المسرح الغنائي، فهي أحد الأعمال التي تمتاز بقدمها وأصالتها، كما امتازت بقدرتها على البقاء حية لعقود على المسرح، ففكرة العمل نبعت أساساً من أغنية «ماما ميا» التي أدتها فرقة «آبا» السويدية عام 1975، ولا تزال الأغنية حية في رؤوس أولئك الذين يعشقون إيقاعات الفرقة السويدية، لكن تاريخ العرض يعود إلى عام 1982، عندما ابتكرت الكاتبة المسرحية البريطانية جودي كرايمر نصاً يتواءم تماماً مع روح الأغنية، حيث تضمن النص أيضاً مجموعة أخرى من أغنيات فرقة «آبا».

من اللحظة الأولى التي وجدت فيها على الخشبة، استطاعت «ماما ميا» أن تثبت وجودها، وأن تحلق في الفضاء، وأن تعرض مئات المرات على خشبات العالم، بدءاً من مسرح برودواي، وليس انتهاءً بدبي أوبرا، التي تعد من أحدث الأماكن التي تستضيف العرض في إطار جولته العالمية، وهو الذي امتاز بإيقاعاته ورقصاته، وبقدرة طاقمه على التجدد، حتى باتت «ماما ميا» واحدة من العروض القليلة التي سكنت ذاكرة الناس، واستطاعت أن تدخل أيضاً أروقة السينما، عبر فيلمين حملا اسم العرض نفسه.

تكرار العرض لمئات المرات، يفتح عيوننا على مدى فرادته كنص تجاوز في أصالته فكرة تقديم مسرحية موسيقية تعتمد على إيقاعات فرقة «آبا»، وفرادته كعرض راقص، حيث يتيح لنا الحساب الرسمي للعرض على «إنستغرام» فرصة معاينة الكواليس وعمليات التدريب.

فاطمة الجلاف، مديرة إدارة الفنون الأدائية بالإنابة في «دبي للثقافة»، أكدت أن توجه المسرح العربي والمحلي لإنتاج أعمال مشابهة، سيسهم في نقل الثقافة العربية بطابع انبهاري يجذب الجمهور العام، ويسهم في تغيير الصورة النمطية عن الواقع المتداول. وقالت: تعتبر «ماما ميا» من العروض النموذجية في تأثيرها الواسع على مختلف الشعوب ونقل ثقافات الآخرين بأداء وأسلوب عال وراق.

قيمة

قالت فاطمة الجلاف، إن وجود عرض «ماما ميا» في دبي بالتحديد، يعتبر إضافة إبداعية، ويسهم في وضع الإمارة على الخريطة الفنية الأدائية، الأمر الذي يشكل تطوراً كبيراً، سواء على مستوى الدولة أو المجتمع.

وأضافت: عبر هذه العروض نفتح أعيننا على عوالم الثقافات الأخرى، وما تقدمه من أعمال فنية تمتاز برقيها وبجودتها العالية، وأصالة لافتة، حيث جلنا يدرك أن عرض «ماما ميا» يعتبر واحداً من العروض التي تمتلك تاريخاً طويلاً.

 

Email