محمد بن ثاني: مسيرتي الإبداعية بدأت بالإنصات والتأمل

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المصور والكاتب، محمد سلطان سيف بن ثاني، أن مسيرته الإبداعية بدأت بالإنصات والتأمل ثم التخيل، وكان قد بدأ حياته بعد التخرج محرراً ومراسلاً وناقداً سينمائياً بالقسم الفني بصحيفة «البيان»، ثم انتقل إلى دائرة الأراضي والأملاك بدبي، لكنه اليوم ومن خلال عدسته الحذقة التي يحملها ويجول بها جولاته المعرفية، أخذ ينشر ثقافات مختلفة عن المناطق الشعبية والأزقة والناس والأسواق والأشجار.. في مدن الإمارات وحتى في مدن العالم شرقاً وغرباً بحثاً وتنقيباً ومن خلال صورة أصبحت نقطة وصل مضيئة بينه وبين متابعيه، ليصبح اليوم في قنوات التوصل الاجتماعي مشهوراً بمحمد بن ثاني، وكان لـ «البيان» معه هذا الحوار:

بعيداً عن جولاتك الصباحية النشطة في الأسواق الشعبية وغيرها، لاحظنا أنك أيضاً تكتب عما تراه حولك سواء في الإمارات أم في أسفارك؟ وتبدو كتاباتك أشبه بتأمل شاعري وتساؤلات، فهل ذكرت لنا متى بدأت وكيف؟

لا أعلم حقيقة متى كانت البداية، ولكن أتذكر كل تفاصيل جولاتي مع والدي، عندما كنت طفلاً في مجالس الأعيان، وقبل الدخول للمجلس، كان والدي يكرر عدداً من اللاءات، فلا نتقدم أمام الأكبر سناً، ولا نتدخل في الحديث إلا إذا كان موجهاً لنا، ولا ننشغل عما يدور في المجلس.

أقول هذا لأن اللاءات تلك علمتني الإنصات إلى ما يدور حولي، والاستماع إلى آلاف القصص التي عززت الخيال لدي، حتى بدأتْ تكوين القصص والحكايات التي في ذهني، فمتى ما كانت لدي القدرة على الفهم والتخيل أصبح عندي سهولة في السرد، لذلك أبدأ رحلاتي بالإنصات والتأمل ومن ثم التخيل، وتصبح كل رحلة قصة ممتدة بحد ذاتها، بين الخيال والواقع ومن وحي الصورة.

ولا شك أن دراستي للسينما عززت اهتمامي بالصورة، وانعكس على محتوى حساباتي في مواقع التواصل الاجتماعي، فكانت الصورة أو الفيديو حكاية بحد ذاتها، وأميل إلى سينما الواقع من خلال بناء تقارب وتعارف وتعاطف بين الشخصيات.

أدب الرحلات

في ظل اهتماماتك، ما رأيك بكتابة كتاب في أدب الرحلات؟

هناك مشاريع عدة في هذا المجال، انتهيت من مسودة كتاب عن حكاياتي وكتاباتي على أكواب القهوة، وانتهيت من تنفيذ قصة «ماما زهرة»، وربما يختلف اسمها عندما ستنشر، ولكنها قصة حب ثلاثية الجوانب، يلعب المكان دوراً رئيسياً فيها من خلال مواقع عدة، في دبلن التي تدور فيها أحداث القصة، ولذلك اخترت أن يبدأ كل فصل من القصة بصورة من دبلن. لا يمكن أن نطلق على القصة أدب رحلات، لأنها محاولاتي للتقريب بين الواقع والخيال.

المفاهيم الشعبية التي تنقلها للمعاصرين من متابعيك، بالصورة والكلمة، تركت انطباعاً جيداً عن الصحافي الميداني التقني، فهل تفكر بالاستمرار، أم ثمة تقاعد في هذه الرسالة الممتعة؟

ما يحكم مفهوم التقاعد هو عدم القدرة على العطاء، فإذا كانت هناك قدرة لم يعد هناك سبب للتوقف، ولكن هذا لا يعني أن الاستمرار لا يرتبط بالتطوير، فكل يوم يأتي يختلف، ويتطور باستمرار، والسنوات الطويلة في العمل الصحافي كرست عندي هذه الرغبة في التجديد والتطوير، فما نُشر اليوم أصبح في حكم الماضي، والناس تبحث دائماً عن الجديد، وتقديمي لثلاثة أو أربعة «منشورات» في اليوم ليس بالأمر السهل، لأن كل منشور يحتاج إلى تحضير وتجهيز وفهم لما يريده المتلقي من نوعية. ولكن فعلاً لم أفكر يوماً في تقديم ما يسمى بالمحتوى الشعبي، بقدر تقديم محتوى يليق بالوطن، وبالمتابعين.

تصوير بالهاتف

أي نوع من العدسات تحمل معك؟ وحدثنا عن يومك منذ البدء؟

لا أحمل معي أكثر من هاتفي، وبه أصور كل ما ينشر في حسابي، ربما أربط الهاتف بحامل أو بلاقط للصوت، وليس أكثر من ذلك. وبالطبع يومي يبدأ مع صلاة الفجر وبين الصلاة ووقت الدوام في العمل وقت طويل، قد يصل في الصيف إلى أكثر من ثلاث ساعات، استغله في الرياضة أو اكتشاف أماكن جديدة. المناطق التي أكرر زيارتها هي التي تستيقظ باكراً كالأسواق القديمة ومطاعمها، أما المخابز فمن أحب الأماكن للتصوير فيها، وكذلك سوق الخضار والفواكه وسوق السمك.

هل هناك شوارع معينة في دبي، تتجول فيها وتكررها، وتضعها على خريطتك؟

أحب مصطلح (وسط البلد)، فهو محور كل شيء والمنطقة الأساسية والجاذبة التي انطلق منها. لذلك في أي مكان أزوره وأسافر إليه أبحث عن وسط البلد والأحياء الشعبية والأماكن التي تبدأ فيها الحياة باكراً.

هناك أتعرف على السكان والطقوس والعادات، وقد يكون وسط البلد عندنا في دبي قد خلا من أهله، إلاّ أنه في حقيقة الأمر مازال يحتفظ بسحره، لأن النشاط التجاري يبدأ منه. كما أحب حيوية خور دبي، والمنطقة المحيطة به، لأنها الأسواق الحقيقية التي ابتدأت منها المدينة، ولكنها أيضاً نقطة جذب مهمة للسياح، وأتمنى إعادة العبرات ذات المجداف التي توقفت عام 2010 على ما أذكر.

Email