استرجاع لذكريات وحالات الكتابة مخطوطات المبدع

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الإصدارات هي عمل مكتمل غير قابل للتعديل، لكن سبقها ما لا يعرفه القارئ من حالات تعديل، يعرفها الكاتب وحده، ولهذا قد يحتفظ الكاتب بالعديد من مخطوطاته أو قد يحتفظ بها كلها، حتى وإن لم تكن خضعت للتعديل كنوع من الوفاء لتلك اللحظة المبدعة. أما العودة إليها فتعد نوعاً من التأمل خاصة في تلك الفترة التي كان فيها الكاتب يكتب بالقلم، عن هذا تحدث عدد من المبدعين إلى «البيان» وأكدوا أن العودة إلى تلك المخطوطات تثير فيهم نوعاً من الذكريات التي تعيدهم إلى تلك اللحظات التي كتبوا فيها هذا العمل الإبداعي والحالة التي كانوا عليها عند الكتابة.

ذكريات الكتابة

قال الأديب حارب الظاهري: بعض مخطوطات إصداراتي ما زالت موجودة، إن كانت بالكتابة بخط اليد، أو حتى بالكمبيوتر بعد أن يتم تنقيحها. وأوضح: أعود إلى هذه الكتابات أحياناً. ويمكن أن أحاكم الكتابة من جديد. وأضاف هناك بعض الكتابات كنت قد صورتها «فوتوكوبي» وما زلت محتفظاً بها.

وأضاف: عندما أعود وأقرأ هذه الكتابات من جديد، أتذكر تلك اللحظات التي كتبتها بها سواءً في الطائرة مسافراً أو في قهوة معينة، فتعيد إلى تلك الحالة التي لا تغيب عن الذاكرة أو الصورة التي تترافق معها. وتابع: أحياناً أسأل نفسي لماذا كتبت ما كتبته في تلك اللحظات. وفي كل الحالات من الجميل العودة لذكريات الكتابة.

وقال الكاتب إبراهيم مبارك: أحتفظ بالمخطوطات التي تعود لأعمالي، ولا أعود لهم مرة أخرى. وأضاف: قد لا تتشابه الإصدارات لأنه خلال النشر قد تشطب بعض الكلمات أو الأفكار التي لا تتماشى مع القراءة ربما تختزل أو تخف حدتها. وأوضح: ليس كل ما يُكتب ينشر. ربما في المستقبل قد تكون هناك قراءة للمخطوطات مع المنشور.

وذكر مبارك: عندما تكون هناك عودة للكتابات يمكن أن يتعلم الإنسان من التجارب، ولكن العودة للنص والعمل عليه من جديد هو خيانة للزمن، فاللحظة الآن لحظة مختلفة خاصة، فخطورة العودة إلى المسودات تعني أن هناك فكرة وقد يكون مر عليها زمن والمنظور والرؤية اختلف كثيراً عن قبل.

الرواية الأولى

وقالت الكاتبة أسماء الزرعوني: ما زلت محتفظة ببعض المخطوطات التي كتبتها باليد، وبأوراق لأول رواية كتبتها على دفتر كان لوالدي، رحمه الله، لم يعترض على كتاباتي على الدفتر حينها. وبقيت محتفظة به للزمن.

وتابعت: أحياناً أعود لمثل هذه الكتابات وأناقش نفسي لو كتبت كذا كان أفضل أو إن هذه الكلمات غريبة، أو إن هناك قصة من مجموعة أسماء تبقى في الذاكرة. وأضافت الآن مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي قد أكتب بعض العبارات مثلاً على تويتر ومن ثم أرسلها إلى إيميلي لأحتفظ بها لأني قد أستخدمها في واحدة من رواياتي الجديدة.

تجاوز المرحلة

وقال المخرج والكاتب المسرحي صالح كرامة العامري: أحتفظ بالمخطوطات، لأنها تمثل ذكريات الكتابة، وقد لا أعود لها مرة أخرى. وأضاف: بعض هذه الكتابات مطبوع والآخر لا وهو مكدس لدي وعندما أعود لبعضها أشعر أنها مرحلة وتجاوزتها. ولا أغير كنوع من احترام اللحظة.

وأضاف: في عمر معين في مرحلة ما أكون قد كتبت شيئاً وأسأل نفسي هل من المعقول أني كتبت هذه الكتابات المتمردة. وفسر العمر يجعل الشخصية غير صدامية بل مسالمة. وذكر: أصبحت أكثر نضجاً ووعياً وهذا لا يمنع أن يكون السابق من الكتابة أفضل، وفي كل الأحوال هي كتابات فرغتها بشكل جيد. وأحتفظ بها للذكرى، ولست متأكداً إن كنت سأتخلص منها.

Email