حاضرة فنياً بالجداريات الضخمة واللوحات المتنوعة والإبداع الفريد

دبي تتزين بلمسات خاصة من جماليات الفن التشكيلي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ترتدي دبي ثوب الجمال، ذاك الذي تلحظ تفاصيله أينما وليت وجهك فيها، ملامحه تعتلي أسطح أبراجها ومعالمها السياحية، بين ثناياها تتجلى «نظرية الجمال» التي تمتاز بأبعادها وتأثيراتها على النفس، ومعها أصبح الفن والثقافة والإبداع، جزءاً أساسياً من هوية دبي وجزءاً من نسيج الحياة فيها، فمعظم مشاريعها تحمل لمسة جمالية خاصة، حتى باتت المدينة برمتها متحفاً مفتوحاً للفنون التي باتت تزين جداريات دبي، بدءاً من شارع الثاني من ديسمبر ومروراً بحي دبي للتصميم، وليس انتهاءً بمناطق دبي الجديدة، التي تتجلى فيها جماليات الفنون التشكيلية.

اهتمام دبي بالفنون التشكيلية، لم يظل قاصراً على حدود صالات العرض، وتزيين المناطق العامة والشوارع، وإنما تجاوز ذلك نحو التغلغل في بعض الأماكن الخاصة والمتاحف والمحال التجارية وحتى المطاعم التي سكبت الألوان على جدرانها، وأخذت تستعين بفنانين معروفين لتزيين جدرانها بأعمال تثير في النفس الراحة والهدوء.

أهمية

«من المهم جداً أن يحضر الفن في الشوارع والأماكن العامة، سواء على جدران الأنفاق أم محطات المترو أم أعمدة الجسور، والشوارع وغيرها من الأماكن العامة»، هكذا يرى الفنان العراقي إياد الموسوي، أهمية وجود الفن في مثل هذه الأماكن.

ويقول لـ «البيان»: «هذا التواجد يمثل دعوة للمشاهد للاستمتاع بالأعمال الفنية من دون أن يقصد مكاناً أو صالة عرض معينة، على مبدأ أن الفن يصلك قبل أن تصله، وبلا شك أن ذلك يسهم مع مرور الوقت، في تطوير الذائقة الفنية والبصرية للمشاهد، ويساهم في إدخال الراحة والهدوء إلى النفس».

الموسوي المتخصص في الأعمال الفنية التي يمكن استخدامها في الأماكن العامة، أشار إلى اهتمام دبي بهذا الجانب، قائلاً: «هناك توجه واضح نحو استخدام الفن في الأماكن العامة داخل دبي، التي تزايدت فيها الجداريات والتماثيل التجريدية، خلال السنوات الأخيرة، حيث عكس ذلك توجهها لأن تكون متحفاً فنياً مفتوحاً، وبالطبع فقد ساهم ذلك أيضاً في رفع وتيرة النشاط في هذا الاتجاه، وهو أمر مهم جداً، لا يصب فقط في إطار رفع مستوى جماليات المدينة، وإنما يمنحها لمسة فنية خاصة، ويضعها في مركب الحضارة ويعكس مدى تطورها، فضلاً عن مساهمته في خلق أجواء حميمية قادرة على ربط الفرد بالمكان».

مدارس

الموسوي الذي تولى أخيراً تلوين جدران «مسكوف لندن» في دبي، أشار إلى أن اهتمام دبي بالفن التشكيلي تعدى حاجز الشوارع والأماكن العامة، ليصل إلى حدود المطاعم والأماكن المغلقة أيضاً، وقال: «أينما حللت في دبي، ستجد مدارس الفن التشكيلي ترافقك، سواء من خلال لوحات بأحجام مختلفة، أم جداريات ضخمة، وبلا شك أن ذلك لا يعكس فقط مدى الاهتمام بالمظهر الجمالي وحسب، وإنما يبين مدى وجود فهم لأهمية وجود الفن التشكيلي في حياتنا اليومية، وهو ما يعكس صورة حضارية عن دبي، التي أصبحت في غضون سنوات قليلة حاضرة فنية مرموقة».

وفي السياق ذاته، تطرق الموسوي إلى وجود الفنون على اختلافها في ساحات معرض «إكسبو 2020 دبي».

وقال: «الفن أصبح جزءاً من نشاط إكسبو 2020 دبي، وهذا يكشف عن التوجه الحضاري الذي تمضي به دبي، فالمعرض لن يكون فقط ساحة للتعرف على الثقافات الأخرى والتفاعل معها، وإنما مساحة واسعة للاستمتاع بالفن على اختلاف مدارسه».

Email