دبي مدينة تحتضن المبدعين وتحتفي بالإبداع

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الثقافة في أي مدينة سمة تتجلى على شوارعها وجدران مبانيها، وتنعكس بجلاء على سلوك مواطنيها. ولهذا السبب، تحتفي مدن العالم بأصالة ثقافتها، وتقيم المهرجانات والاحتفالات للترويج لمبدعيها ورموزها الثقافية. وليس من الغرابة بمكان أن تتفوق أسماء المثقفين على المدن التي ينتمون إليها، خاصة وأنها اشتهرت بفضل ما قدموه للبشرية من أعمال.

وبعد أن تمكنت دبي من الاستحواذ على مكانة مرموقة على قائمة المدن الأفضل للعيش والعمل والاستثمار والزيارة، نظرت قيادتها الرشيدة بعين طموحة إلى الارتقاء بها في عالم الثقافة والفكر والآداب والفنون، فوضعت استراتيجية طموحة تجعل منها مغناطيساً لجذب المواهب في هذه المجالات.

وكانت الخطوة الأولى ضمن هذا الاتجاه الصحيح ‬في‭ ‬العام‭ ‬2019، وذلك باعتماد‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الشيخ‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬راشد‭ ‬آل‭ ‬مكتوم‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬حاكم‭ ‬دبي – "رعاه الله"،‭ ‭ ‬منظومة‭ ‬جديدة‭ ‬لمنح‭ ‬أول‭ ‬فيزا‭ ‬ثقافية‭ ‬في‭ ‬العالم. ويعني ذلك أن دبي حققت سبقاً جديداً يكتب باسمها في سجلات التاريخ، تؤكد من خلالها ‭ ‬على‭ ‬مكانتها كمركز عالمي للثقافة، ‬وحاضنة ‬للإبداع‭ ‬وملتقى‭ ‬للمواهب.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

ويمثل هذا القرار في أحد أبعاده أداة للنهوض ببنيتنا الفكرية التي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – "طيب الله ثراه"، عندما اتخذ المثقفين والشعراء والأداء والمفكرين مستشارين وقرناء له في مجلسه وحله وترحاله، خلال المراحل الأولى لبناء الدولة الوليدة. ليس هذا فحسب، بل إنه أدرك بوعيه الفطري أن الثقافة بمختلف أشكالها تقدم مرآة تعكس مسيرة تقدم الإمارات، وتفتح الأبواب للتقارب مع الشعوب الأخرى، وتتيح لجميع المقيمين الانصهار في بوتقة عنوانها السلام والتسامح والوئام.

لقد جاء ذلك انطلاقاً من إيمان راسخ بأن الإبداع يعدّ بحق محركاً أساسياً لتطوير الفرد والنهوض بالمجتمع وتقدم الدولة، وأنه لا يمكن لأي أمة أن تحقق التنمية الشاملة والمستدامة، ما لم تقم على ركائز ثقافية قوية، يقودها إلى التميز، ويوفر لها مقومات السعادة الحقيقية التي تنبع من القدرة على الأداء ومنافسة الآخر.

وبذلك توجه دبي دعوة جادة للمبدعين وأصحاب المواهب المميزة لاستغلال هذه الفرصة الفريدة والوصول إلى أعلى درجات التألق، لاسيما وأن هذه المدينة تتيح لهم البيئة الخصبة للانتشار عالمياً، والانضمام إلى نوادي النخب في مجالاتهم.

إن ما سيحصل عليه المبدع لا يتوقف حصرياً على منحه فيزا ثقافية طويلة الأمد والإقامة لمدة 10 سنوات، ولكنه سيستفيد من الأجواء الحافزة والبيئات الملهمة التي تتجسد في نسيجها الثري المستمد من حضارات شعوب وثقافات أمم، حيث تحتضن المدينة ما يزيد على 190 جنسية على أرضها، ويسهمون جميعاً في رسم ألوان هويتها الفريدة.

ورغم الطابع العالمي الذي يميز دبي، إلا إن حالة انسجام مفرادات مجتمعها يضمن خروج أعمال تحمل صورتها البهية للعالم، وتحكي فصولاً من ازدهارها، وهي تطمح للإسهام باقتدار في استراتيجية السنوات الخمسين المقبلة التي وضعتها الدولة لتتبوأ أعلى المراتب على غيرها من الدول.

ومنذ الإعلان عن هذه الفرصة، تشهد الدوائر المعنية في دبي زيادة متواصلة في عدد الطلبات ‬من أصحاب‭ ‬المواهب‭ ‬الإبداعية،‭ للحصول على الفيزا الثقافية. وتم بالفعل منحها للآلاف الذين اتخذوا من دبي مستقراً لهم، وأصبحوا يمثلون مكوناً مهماً وفاعلاً في صياغة قصة نجاحها الحالية، ومسيرة تفوقها المتواصلة في مجالات الإبداع.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

وبصفتها أحد الداعمين لتطلعات القيادة ورؤاهم الطموحة في هذا المجال، تنضم هيئة الثقافة والفنون في دبي إلى هذه المبادرة للترويج لها عالمياً، والعمل على استقطاب الفئات المؤهلة، والمساعدة في آلية اختيارهم، لينضموا إلى أقرانهم من المبدعين الذين منحوا التأشيرة بناء على قواعد وأسس مدروسة بعناية. 

واليوم، تظل قيادتنا ترنو بطموح إلى بناء ثقافة تدعم قوتها الناعمة في علاقاتها مع الدول الشقيقة والصديقة، وتنشر من خلالها عبق قيمها الجميلة وبذور الخير والتفاهم.

Email