سي إن إن: دبي نحو تعزيز مفهوم الثقافة الجماعية عبر "مجموعة دبي" النابضة بالتاريخ والفن

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

مدينة دبي الواقعة بين إفريقيا وأوروبا وآسيا منفتحة على التأثيرات الفنية والثقافية من جميع أنحاء العالم، وهو أمر أدى بشكل لا لبس فيه إلى ظهور مشهد فني محلي زخم ونابض بالحياة، ذلك ما أكده تقرير لشبكة "سي إن إن" العالمية، أضاء على صناعة الفنون وبالتحديد الساحة الفنية التي تدعمها معارض خاصة لفنانين محليين، أبرزها ما تبنته حكومة دبي حتى وقت قريب، ممثلاً بمبادرة جديدة وهي "Dubai Collection"، التي أطلقتها هيئة دبي للثقافة والفنون بالتعاون مع "آرت دبي".

ولفت التقرير إلى أن المدينة الشرق أوسطية عازمة على استعارة القطع الفنية، حيث انتشرت المجموعات والمتاحف الفنية الوطنية في أوروبا خلال القرن الثامن عشر وأواخر القرن التاسع عشر، وعادةً ما يتم بناء تلك المجموعات على مدى فترات طويلة من الزمن عن طريق شراء أو تقديم أعمال موهوبة.

ومن هذا المنطلق وبشكل معاكس، تسعى مدينة دبي لتسريع تلك العملية، عبر استعارة القطع الفنية بدلاً من شرائها.

بحسب "سي إن إن"، تأتي الفكرة نحو تعزيز مفهوم الثقافة الجماعية وإنشاء قاعدة لتاريخ الفن لم تكن موجودة في الشرق الأوسط، وفقًا لـ"آرت دبي"، وبمعنىً آخر دون الحاجة إلى الاعتماد على التمويلات.

وفي هذا الصدد، قالت بينيديتا غيون، المديرة التنفيذية لآرت دبي: "تعد (مجموعة دبي) أول مبادرة من نوعها على مستوى العالم"، كما أن هنالك دعوة للرعاة (المساهمون) لإعارة أعمالهم لمجموعة دبي لمدة 10 سنوات، في وقت يظلون فيه هم المالكون القانونيون لأعمالهم، علماً بأنه ستتم إعارة الأعمال الفنية المادية فقط خلال أوقات عرضها.

نموذج جديد

حتى الآن، تم اختيار 87 عملاً فنياً كجزء من عملية التنظيم الأولى، معظمها من فنانين إماراتيين أو فنانين من العالم العربي.

وأضافت المديرة التنفيذية لآرت دبي أن لجنة التنظيم -المكونة من خبراء- توكل إليها مهمة اختيار الأعمال الفنية التي ستمثل فنون المنطقة بشكل أفضل.

تفاصيل

تضم مجموعة دبي أعمالاً لفنانين إماراتيين، أمثال الرسام التجريدي عبد القادر الريس، الذي يعرف بجمعه بين الأشكال الهندسية والخط العربي، والفنان المفاهيمي محمد أحمد إبراهيم.

من جهتها، قالت منى القرق، رئيسة لجنة تنسيق مجموعة دبي: "ستعمل مجموعة دبي على بناء قاعدة بيانات شاملة للأعمال الفنية والفنانين وجامعي الأعمال الفنية، ناهيك عن المساعدة في توثيق ما لا يزال مشهداً فنياً معاصراً حديثاً نسبياً".

تعتقد القرق أنه من خلال استعارة الأعمال الفنية، ستكون دبي قادرة على تطوير المجموعة أسرع من شرائها، قائلةً: "غالباً ما يكون إنشاء مجموعة وطنية عملية طويلة، وذلك في سوق فني دائم التغير ومفاوضات دبلوماسية مع أصحاب المصلحة، بيد أنه من خلال نموذجنا القائم على الاستعارات، نتوقع أن نكون قادرين على تطوير العديد من مفاهيم المعارض في السنوات القليلة الأولى أثناء الإطلاق"، نقلاً عن "سي إن إن".

وتدلل القرق على أن إقامة معارض مؤقتة بدلاً من عرض دائم يمكن أن تتبدى كطريقة ملهمة لإظهار مجموعة، كما أنهم يرون، في هذه المرحلة من تطوير المبادرة، أن المعرض المؤقت هو الشكل المفضل لإشراك الجمهور بشكل شخصي.

متحف رقمي

جزء من مبادرة "مجموعة دبي" متحف رقمي سيسمح لمزيد من الناس بمشاهدة الفن كما وسيتضمن مواد تعليمية.

المتحف الرقمي يمكن أن يساعد على توفير عرض دولي، فضلاً عن إمكانية أن تشجع المجموعة الشباب على الانخراط في الفنون بشكل أكبر، بحسب جانيت راضي، متخصصة في الفن الشرق أوسطي الحديث والمعاصر.

وفي حين أن المتحف الرقمي عنصر مهم في المجموعة، فإن الأعمال الفنية عادة ما يكون لها التأثير الأكبر عند عرضها شخصياً، كما تقول القرق.

وأضافت أنه "على الرغم من أن المشهد الفني في دبي يبدو شابا نسبياً، فإن طبيعته النابضة بالحياة ومتعددة الثقافات والمبتكرة تعكس إلى حد كبير روح وهوية موطنها. وبالنظر إلى المستقبل، نأمل في تنمية مجموعة دبي بشكل أكبر بهدف تسليط الضوء على المزيد من الفنانين والقصص".

Email