يقع في منطقة القوز الصناعية ويضم قطعاً من 27 دولة

المتحف الأثري.. 10 ملايين قطعة تروي عطش عشاق المشغولات اليدوية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

يعرف زوار دبي متاحفها وشوارعها وأبراجها جيداً، فقد تعودوا التقاط الصور في ظلال برج خليفة، وهم يتمايلون على إيقاع نافورة دبي، جلهم يقبلون على المدينة بحثاً عن أسرار الجمال العمراني الذي تزينت به ملامح المدينة، حتى أضحت «دانة الدنيا» واحدة من أجمل مدن الشرق التي يقصدها الجميع، وباتت موئلاً لثقافات الدنيا على اختلاف ألسنتها. الكل في دبي يسعى لاكتشاف أسرارها، وما تخبئه من كنوز أثرية، يبحثون عن أماكن أخرى تشبع شغفهم وعطشهم لاكتشاف المدينة التي تحولت إلى أرض للفرص.

كثيرة هي الفرص التي توفرها دبي لزوارها والمقيمين على أرضها، ومن بينهم فقيه إن بي، الذي أخذه شغفه بالأنتيكا والمشغولات اليدوية قبل نحو 25 عاماً نحو تأسيس «المتحف الأثري للأشغال اليدوية» (Antique Museum)، الذي أضحى اليوم متحفاً يضم نحو 10 ملايين قطعة أنتيكا، تمتاز كلها بكونها مشغولة يدوياً، تمثل مختلف ثقافات الدنيا، إذ تمثل فنون وحضارات نحو 27 دولة حول العالم، وفق ما قاله فقيه لـ«البيان».

أسرار الزمان

ما إن تبدأ جولتك في ردهات المتحف الضيقة، حتى تشعر بأنك محمول على جناحي الخيال، تحلق بين ثقافات الدنيا، إذ تزدحم قطع الأنتيكا والمشغولات اليدوية، تتنافس في ما بينها محاولة اقتناص نظرتك إليها. في ردهات المتحف ستكون على موعد مع ثقافات وفنون الهند المختلفة، وتلك القادمة من تركيا، ونيبال والفلبين وإندونيسيا وتايلند، بينما تطل من بينهما قطع تؤرخ للحضارة في أفغانستان وباكستان، في حين تتجلى لمسات الفن على مجموعة من المشغولات اليدوية القادمة من اليمن وسوريا ومصر، حيث تبوح تفاصيلها بأسرار الزمان الذي مر على هذه البلدان.

10 ملايين قطعة يضمها المتحف، تحار في ما بينها، كل واحدة منها تشعرك بأن وراءها حكاية أناس بذلوا جهداً عالياً، واستثمروا طاقاتهم ومواهبهم في إبداع قطع فنية، قادرة على إغراء كل من يطالعها. تحت سقف المتحف، حضرت ثقافات الدنيا، وكشفت عن جمالياتها، فيما لم تغب عن قطع المتحف ومشغولاته الثقافة الإماراتية وإرث الدولة.

فقد حضرت إليه حاملة معها أسراراً وحكايات مجتمع عشق السمو والمركز الأول، وحملت بين ثناياها حكايات أهل البحر وسكان الجبال، وأهل الصحراء، تلك المشغولات كانت نتيجة جهد بذله مجموعة من الحرفيين والفنانين الذين يعيشون في كنف الدولة، حيث يتعامل المتحف، وفق ما قالته إدارته، مع العشرات منهم لإنتاج قطع يدوية فريدة شغلت بكل حب، توثق لمسيرة الدولة على مدار نصف قرن.

عن ردهات المتحف الأثري، الذي يجمع بين الأنتيكا وقطع الهدايا، لم تغب دبي، فقد حملت رفوفه بعضاً من القطع الكريستالية التي اتخذت من برجي خليفة والعرب شكلاً لها، فهما معلمان تجاوزا حدود النظرة السياحية، ليتحولا إلى رمزين ارتبطا بأصالة دبي، المدينة التي احتضنت العالم برمته في قلبها.

تنوع

تماثيل ومنحوتات رخامية عاجية اللون، وأخرى خشبية بعضها احتفظ بأصالة لونه، بينما تزينت أخرى بألوان ذهبية، وفضية براقة. هذه التماثيل والمنحوتات كافة تحتفظ بين خطوطها الدقيقة بجمال فني لافت، يثير في النفس شغف استكشاف براعة صناعها، لتزدان هذه الأعمال بتنوع الألوان الساقطة عليها من السقف، حيث تتدلى منه مجموعة من الفوانيس النحاسية المزركشة.

والتي تشعر معها بأن تعيش رحلة في اختبار الألوان وانعكاساتها، على مجموعة المنحوتات الرخامية والخشبية التي تختلف في أحجامها كما أشكالها، ومصادر صناعتها، فيما تقابلها فوانيس أخرى مصنوعة من القواقع البحرية، وأخرى من الخشب، الأمر الذي يكشف عن مدى حرفية صناعها.

زيارة واحدة إلى المتحف الأثري، لن تكون كافية لإشباع شغف عشاق الأنتيكا والمشغولات اليدوية، والمنحوتات الفنية التي تمثل معظم ثقافات الدنيا، فكلما اقتربت من خط النهاية، اكتشفت قطعاً جديدة قادرة على إدهاشك وشد نظرك إليها، ولا سيما تلك المصوغات والأدوات الموسيقية المختلفة، وقطع الخزف والسيراميك المطرزة بألوان زاهية، والتي تثبت أن دبي أصبحت وجهة لتبادل الثقافات والفنون من خلال التنوع الذي نشهده على أرضها.

شراء

لا تخلو أروقة المتحف من الزوار والسياح الذين يقصدونه يومياً بحثاً عن قطع فريدة تشبع شغفهم، إذ يستقبل المتحف يومياً العشرات منهم، إذ يوفر لهم المتحف إمكان شراء القطع التي يرغبون في اقتنائها، إذ يمثل المتحف مصدراً مهماً للعديد من المحال التجارية التي تعرض تحفاً ومشغولات يدوية وقطع الهدايا التي تمثل الثقافة الإماراتية.

Email