«قبة الكابيتول».. تمازج الفنون الإسلامية والكلاسيكية

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعد منحوتة «قبة الكابيتول» للفنان السعودي عبد الناصر غارم، نسخة طبق الأصل من قبة الكابيتول الشهيرة في العاصمة الأمريكية واشنطن، تسندها نسخة مصغرة من تمثال الحرية، الذي بناه توماس كروفورد في القرن التاسع عشر.

وزُيّن الجانب الداخلي من قبة غارم، بزخارف إسلامية راقية، مصنوعة يدوياً في المغرب، تشبه الزخارف التي تزين التصاميم الداخلية للمساجد، ما يجعل العمل مزيجاً من ملامح التصميم الكلاسيكي الغربي الجديد، وسِمات الهندسة الإسلامية.

وقدم غارم، بصفته أحد مؤسسي منصة «إيدج أوف أرابيا» للفن السعودي المعاصر، هذا العمل الضخم، لأول مرة، كمنحوتة مركزية في معرض أقيم في لندن في عام 2012، تحت عنوان #COMETOGETHER.

حيث صنعت القبة من الأعلى كقبة البيت الأبيض في واشنطن، ومن الداخل كقبة مسجد، يرتكز عليها تمثال الحرية، ممثلاً الغاية الأساسية للثورات في العالم العربي، وتمثل القاعدة السوداء، التي استند إليها العمل، النفط، كمؤثر اقتصادي ومحرك هام على الساحة الدولية سياسياً.

القبة الثانية

استخدم الفنان غارم عدة خامات لعمل القبة، التي يزيد ارتفاعها على سبعة أمتار، وقطرها يعادل خمسة أمتار، من النحاس، ومادة بيضاء تسمى بـ «ستاريو فوم»، وزجاج معتم، وأضيفت لها إضاءة بداخل القبة.

وتعتبر «القبة»، هي الثانية من عمل عبد الناصر غارم، بعد عمله للقبة الأولى، والتي تحمل مسمى «رسالة رسول»، بيعت قبل أكثر من عام في مزاد كريستيز للفنون المعاصرة بالعاصمة البريطانية لندن، بما يقارب 850 ألف دولار، كأغلى عمل لفنان عربي على قيد الحياة، بمنحوتة على شكل قبّة مطلية بالذهب، قطرها ثلاثة أمتار، بارتفاع جاوز المتر ونصف المتر، صنعها الفنّان من الخشب والنحاس.

مثبتة بهلال ذهبي، وتحمل نقوشاً من زهور المدينة المنوّرة، وعلقت على سقفها حمامة بيضاء محنطة، تثمل الامتداد التاريخي للعمل الذي يتحدث عن الإسلام، والسلام الذي يحمله في طياته للعالم أجمع.

تجهيز الفراغ

الجدير بالذكر، أن الفنان، والمقدَّم سابقاً في الجيش السعودي، عبد الناصر غارم، وهو أحد رواد الفن المعاصرين في العالم العربي، وانطلق نحو العالمية، بعد بداية دخول الإنترنت في السعودية، فاعتبرها نقطة تحول في مسيرته الفنية.

حيث كان شغله الشاغل، البحث عن أعمال الفنانين المعاصرين حول العالم، كون اللوحة، على حد قوله، لم تعد تتسع للتعبير عن الأفكار التي تراوده، بل يحتاج إلى ما يسمى في الفنون، ما بعد الحداثة بـ «تجهيز الفراغ»، في ملء مساحة فارغة وتوظيفها بخامة فنّية، كعمل منحوتة وربطها بموسيقى أو صور فوتوغرافية حولها، تعبر عن قضية، أو توصل رسالة ما للمتلقي.

كما يُعرف بشجاعته الفكرية، واستخدامه المبتكر للمواد. وساهمت لوحات غارم وعروضه وتركيباته الفنية، في تغيير المشهد الفني في الشرق الأوسط، كما تركت أثراً في المشهد الفني الغربي.

الفن للشفاء

من جانب آخر، تعتزم دار كريستيز، إقامة مزاد فنّي عبر الإنترنت، لمنحوتات الفنان غارم، التي تثير من خلال تمازج رؤيتها الفنية، نقاشاً جديداً حول الديمقراطية بين الغرب والشرق، ويشرف على تنظيم هذا المزاد، فريق المبيعات الخاصة في الدار، ضمن مبادرة مزادات «الفن للشفاء»، المنبثقة عن مبادرة «ذا فيوتشر إز أنريتن»، التي تهدف لدعم الجهود العالمية الرامية لمكافحة جائحة «كورونا»، من خلال الفنون.

Email