خلال أمسية افتراضية نظمها صالون الملتقى والمنتدى الثقافي:

عائشة سلطان: أنا ابنة دبي والسفر معادل حقيقي لحريتي

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت عائشة سلطان الكاتبة والإعلامية نائب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات: السفر بالنسبة لي المعادل الحقيقي للحرية فأنت حينما تسافر تكون أنت وتكون حراً. وأشارت إلى أنها أينما ذهبت تبقى ابنة دبي التي كانت تراقب السفن التي تمر في بحرها وهي طفلة. 

جاء ذلك خلال أمسية افتراضية نظمها صالون الملتقى الأدبي بالتعاون مع المنتدى الثقافية، لمناقشة كتاب سلطان "هوامش في المدن والسفر والرحيل" الصادر عن الدار المصرية اللبنانية" وذلك مساء أول من أمس بمتابعة من عدد كبير من الأدباء والمثقفين من دول عدة. 

جسور إنسانية:

في مستهل الأمسية قالت أسماء صديق المطوع مُؤسسة ورئيسة صالون الملتقى الأدبي: تشاركنا عائشة في كتابها، ذكريات ارتحالها للمدن المختلفة وخواطرها، وتعيدنا إلى جمالية أدب الرحلات حيث قدمت عائشة وثيقة تاريخية حية اختلطت فيها جغرافيات عدة بشهادة راحلتها امرأة.

وأضافت: لا تعرف ثقافتنا الكثير ممن كتبن عن الأسفار ولذا للكتاب موضوعه الفريد ويحسب للكاتبة سردها الشيق وهي تنتقل ما بين القاهرة وبيروت وبراغ وميونخ دون أن تذهب دبي من مخيلتها.

وأوضحت المطوع: الكتاب أقرب إلى اليوميات تمتزج فيه القصة بالمذكرات بالسيرة الذاتية، وهو خلاصة 25 عاماً من السفر عبر المدن والقارات المختلفة. 

بدورها قالت عائشة سلطان: الكتاب صدر من عدة سنوات في الإمارات ولكن لم يكن بذات الزخم الذي صدر فيه في مصر، فكل ما يصدر في مصر يأخذ حيزاً مختلفاً. 

وأوضحت: الكتاب إذا كان يدل علي فهذا أنه يأخذ من عائشة الإنسانة وعائشة التي اشتغلت في الصحافة والتي تحب وتتعلق في ثيمة الحرية.

وأضافت: أينما ذهبت كنت أعتبر نفسي تلك البنت التي نشأت في فريج عيال ناصر بيتها كان مفتوحاً على البحر. وذكرت: دائماً كنت أنا وأصحابي الصغار عندما نقف على الشاطئ ننظر إلى الأفق والمراكب الصغيرة وهي عملاقة لكنها تبحر في نهاية الأفق وكنا دائماً نسأل هل نقدر أن نصل إلى "اللجات" وهي السفن بلهجتنا، وماذا يوجد هناك. وأضافت: كانت هذه الأسئلة موجودة عندي، وهذه البنت بقيت كما هي تطرح نفس الأسئلة وتريد أن تعرف ما الذي يوجد في الضفة الأخرى من كل شيء. وتابعت: هناك سفر داخل المدينة وفي المنطقة وسفر إلى الضفة الأخرى من دبي، فهي مثل القاهرة التي يقسمها النيل إلى قسمين. 

وأوضحت عائشة سلطان: قال لي العديد من القُراء والأصحاب لماذا لا تجمعين كل هذا السفر في كتاب، فجلست وجمعت الذاكرة كلها وكتبت لكنني تجنبت أن أكتب عن الملامح العامة للبلد. وفسرت: اوفرت التكنولوجيا علينا الآن معرفة الملامح الأساسية في القاهرة وأين نذهب عندما نسافر إليها، هذه الأشياء كلها موجودة في الإنترنت.

وذكرت: كتبت كيف كانت علاقتي بالقاهرة عندما زرتها في العام 2000 والآن وهل تغيرت هذه العلاقة، صرت أرصد علاقتي بالمكان وإنسان المكان وما هو الشبه الذي يمكن أن يوجد بين الإنسان الذي هو أنا، وبين الإنسان في المكان الأخر وبين المكان الآن والمكان الذي جئت منه وأبني هذه الجسور التي تعبر بين الهنا والهناك. وبينت: الجسر لم أقدر أن أبنيه وأنا صغيرة بيني وبين السفن، فأصبحت هذه الأسفار هي الجسور التي تجسر الفجوة وتجسر المسافة بين هنا وبين المدن التي سافرت إليها. 

مفاتيح المدن: 

قالت عائشة سلطان: أنا بسيطة لا أتحامل على مدن، إنما إحساسي بالمدن في تلك اللحظة وهذا لا يعني أنني لا أخذ موقفاً أبدياً من مدينة ما.

وأضافت: لكني لاحظت أن الاتفاق في نظرتنا للأمكنة صعب، هناك الكثيرون يهيمون عشقاً بمدن لكني هنا عندي وقفة أنا لم أحب باريس.

وتابعت: قلتها بصوت واضح ليس لأني لا أعرف أن أتذوق لكن لأن للمدن مفاتيح وتفتح الباب الصح بالمفتاح الصح. وبالتالي لم أحب هذه المدينة لأني ذهبت لها في الوقت الغلط.

وأوضحت: أول مفتاح علمني إياه السفر بأن المدن لن تجاملك لن تغير مزاجها لأجلك.

وذكرت: باريس كانت مزدحمة في الصيف والأوساخ في كل مكان وذكرت هذا الكلام وهذا ما جعلني لا أحبها. وأشارت لمكانة باريس الحقيقة عندها: بقولها: أقرأ وأكتب عنها حتى القصائد، لقد تعلمنا على أيدي روائيين وفلاسفة فرنسا.   

وأخيراً ذكرت سلطان: هناك قصص كثيرة في السفر، لم أذكرها أصلاً وربما أكمل بقية المشوار. 

سيرة 

في تقديمها لسلطان قالت الدكتورة عزة هاشم: عملت سلطان في جريدة "البيان" منذ العام 1998 وترأست القسم الثقافي في "البيان" وعملت مديرة البرامج السياسية في تلفزيون دبي، 2005 إلى 2012 ثم أسست دار ورق للنشر والتوزيع. لها عمود ثابت في "البيان" وهي عضو مؤسس لجمعية الصحافيين، وعضو مجلس إدارة جائزة الصحافة العربية،  حازت على عدد من الجوائز منها جائزة العويس وجائزة تريم عمران لأفضل عمود صحافي صدر لها عدد من الكتب منها "أبجديات" عن مؤسسة البيان و"شتاء الحكايات".

Email