دبي تراث عمراني متفرّد يثري السياحة الثقافية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال المناطق القديمة في دبي تتنفس الهواء، فما إن تمر بها حتى تستمع إلى خطوات الأسلاف، الذين مروا من الطريق ذاتها، تاركين وراء ظهورهم حكايات كثيرة، خبئت تفاصيلها بين ثنايا العمارة التي ميزت دبي ومنحتها ملامح خاصة.

وزادت من جماليات وجهها المزخرف، تلك الملامح تتلمسها كلما وطئت مناطق الشندغة والفهيدي، وتتنفس تلك الجماليات كلما اقتربت من حجارة قلاع دبي وبيوتها القديمة ومواقعها الأثرية التي شكلت أساساً للسياحة الثقافية فيها، ومرجعاً لأولئك الذين يبحثون في تاريخ المدينة ويسعون لتوثيق أحداثه وسير من مروا في الدروب.

لغة مشتركة

«يمثل التراث العمراني ذاكرة الإنسان، فهو الخيط الذي يربطنا بالماضي، وعبره نقرأ التاريخ ونعاين حضارتنا»، بهذا التعبير وصف المهندس رشاد بوخش، رئيس جمعية التراث العمراني في الإمارات، أهمية التراث العمراني وضرورة المحافظة عليه، وقال:

«فيما يتعلق بالتراث العمراني، يمكن القول إن هناك لغة مشتركة بين دبي وبقية الإمارات والخليج، سواء في تصميم القلاع والحصون والأبراج الدفاعية والأسوار والمساجد والأسواق وحتى البيوت، ورغم ذلك احتفظت دبي بلمسة خاصة ميزت تراثها العمراني، خصوصاً في عملية الزخرفة وأنماط العمارة الخاصة ببيوتها».

وأشار بوخش إلى أن دبي التي تمتلك نحو 13 برجاً دفاعياً، تفردت بمربعة «أم الريول» (أم الأرجل) والتي شيدت في 1906، وسميت بذلك نظراً لتعدد الأعمدة الحاملة، وعددها سبعة. وأضاف: «في دبي تفرد بيت الشيخ عبيد بن ثاني وأيضاً مسجد الملا في الشندغة، بالأعمدة الخشبية المستوردة من الهند، كما يمكن أن نتلمس فرادة أنماط العمارة التقليدية في السوق الكبير في بر دبي».

مقومات

جولة في منطقتي الشندغة والفهيدي، كفيلة بأن توقظ الحواس، فبيوتها تتميز بزخرفة خاصة، لا تزال تحمل بصمات الأستاذ محمد البستكي المعروف باسم «محمد البنا»، وفي السياق، يشير بوخش إلى أن محمد البستكي تولى تشييد وزخرفة عديد البيوت في دبي، وتولى بناء قصر الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الواقع على الخور في منطقة بر دبي.

لا تتوقف أهمية حفظ التراث العمراني على مساهمته في نقل تاريخ المدينة إلى الأجيال، وإنما توسع من آفاق «السياحة الثقافية»، وفي ذلك، يشير بوخش إلى أن دبي تمتلك المقومات التي تحفز على السياحة الثقافية واستدامها. ويقول: «تمتلك دبي مناطق أثرية وتراثية قديمة ومتاحف تستقطب سنوياً زواراً كثر يتطلعون إلى قراءة تاريخ المدينة».

مؤكداً أن مستويات السياحة الثقافية في دبي عالية، وقال: «لقياس ارتفاع مستوى السياحة الثقافية، علينا معاينة مؤشر زيارات السياح إلى المتاحف والمناطق القديمة، وقائمة دبي تزخر بها، كما متحف ساروق الحديد وموقع جميرا الأثري والكثير من المتاحف، التي يناهز عددها الـ 20.

وعلى رأسها متحف دبي، الذي وصلت أعداد زواره، في فترة ما قبل جائحة «كوفيد19» إلى نحو 4000 زائر يومياً، أي بمعدل مليون زائر سنوياً، وأيضاً متحف الاتحاد الذي تقرأ بين ثناياه حكاية تأسيس الدولة، والعديد من المتاحف الخاصة»، مضيفاً:

«هناك أيضاً مناطق الفهيدي التي تستقبل يومياً أعداداً كبيرة من الزوار، ومنطقة الشندغة التي تم الانتهاء تماماً من ترميم كامل بيوتها التي يصل عددها إلى 192 بيتاً، ويجري حالياً وضع اللمسات النهائية على التصاميم الداخلية لمتاحفها».

وبحسب بوخش فإن حفظ التراث العمراني يسهم في رفع مستوى التنافسية الدولية، ويقوي من عضد السياحة الثقافية، وينقل التاريخ نحو الأجيال القادمة، فضلاً عن تمكين المختصين من دراسة وتحليل أساليب البناء القديمة، تمهيداً للاستفادة منها في العمارة الحديثة.

Email