فنون السيراميك تتألق في «بيوت القوز»

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

في دبي تزدهر الفنون، وتبدو أشبه بحدائق غنّاء، يقبل عليها العشاق، ليمتعوا ناظريهم بصنوف ألوانها وإبداعاتها، وفي حدائق الفنون تشكل «دانة الدنيا» اسمها على صفحات السيراميك وحوافه، تلك الحرفة الفنية التي أخذت تتسع في دبي، متحررة من نمطها القديم، حيث بات لها استوديوهات ومقرات خاصة، تقدم لجموع الشباب وعشاق الفنون والحرف اليدوية ورش عملية، يطلقون فيها العنان لمخيلتهم، تاركين لأصابعهم فرصة الانغماس في الطين، المجبول بقطرات من الماء، ليشكلوه وفق ما يشاؤون، ويضيفوا إليه بعضاً من الألوان بعد أن يجف، ليمتلكوا من بعدها قطعة فريدة صنعت من الطين وحملت بين تفاصيلها حكايتهم الخاصة.


اهتمام بالحرفة


في جنبات منطقة القوز، تزدهر استوديوهات صناعة السيراميك، فهناك ولد استوديو «ماد هاوس» أو «بيت الطين»، و«سولو سيراميك» وكذلك استوديو «يدوي سيراميك» و«الكاس سيراميك» وغيرها، الأمر الذي يكشف عن مدى الاهتمام بهذه الحرفة الفنية، حيث سبق لها أن أوجدت لها موطئ قدم في دبي والإمارات قديماً، لكن مع ظهورها حاليا كانت هذه الحرفة قد ارتدت ثوب العصرية، والحداثة، مستفيدة من رؤية دبي الثقافية، وبكونها عاصمة للاقتصاد الإبداعي.


لا تخجل انيشا راج، الشريك المؤسس لاستوديو «ماد هاوس» من بقايا الطين العالقة على يديها، فهي تشرف على مجموعة من الورش التي يقدمها الاستوديو للشباب ولكل من يرغب بتعلم فن السيراميك، وتقول لـ «البيان»: «صناعة السيراميك أو الخزف ليست جديدة، فهي تعد إحدى أشكال الفن القديم، وقد وصلتنا من خلال الأجيال التي توارثتها عبر الزمن، وأشعر أن هذا الفن قد ساد على الأرض نتيجة لما يتمتع به من فوائد عديدة». لفن السيراميك أسرار وجاذبية خاصة، بحسب تعبير انيشا، التي قالت «إن سر هذه الجاذبية يكمن في امتلاك هذا الفن للعديد من الجوانب التي لا يمكن الوصول إليها بسهولة، ولعل أكثر ما يميز هذا النوع من الفنون إنه متاح أمام الجميع».


تشكيل السيراميك


وسط الاستوديو لا تقف انيشا وحدها وإنما ترافقها مالكة الاستوديو بريتي بواني، وتؤكدان أن الإقبال على فن تشكيل السيراميك، آخذ بالتصاعد. وفي هذا السياق، تقول انيشا:«من وجهة نظري، لم يكن غريباً هذا الانتشار للفن في دبي، فالجميع يتطلعون إلى تطوير مهارات جديدة لديهم»، مشيرة إلى أن فترة الإغلاق التي شهدتها دبي والعالم أجمع قد زادت من مستوى الإقبال على هذا الفن، قائلة:«خلال فترة الإغلاق الكثير من الناس كانوا يبحثون عن مجالات جديدة تمكنهم من قضاء أوقاتهم، وتساعدهم على تعلم مهارات جديدة، لذلك كان فن السيراميك إحدى هذه الفنون التي توجه إليها الناس».


«المجتمع الذي يقدر الفنون على اختلافها يمكن له النمو بطرق لا حصر لها»، جملة نطقت بها انيشا، لتصف من خلالها مدى اهتمام دبي بمجالات الفنون، مشيرة إلى أن هذا النمو يمكن له المساهمة في خلق ثقافة جديدة، ويمكن له أن يفتح طرقاً أخرى أمام رواد الأعمال.، حيث ينعكس ذلك بشكل إيجابي على ثقافة البلد.

Email