د. طاهرة قطب: الأدب قادر على تعزيز التقارب بين الهند والعالم العربي

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

أعربت الدكتورة طاهرة قطب الدين، لصحيفة «إنديا توداي» أخيراً، عن سعادتها بفوزها بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وعن تقديرها للجهود المخلصة التي تبذلها الإمارات في بناء جسور التبادل الفكري والثقافي بين العالم الذي يتحدث العربية، وبقية العالم، مؤكدة أن «الأدب لديه القدرة على تعزيز التقارب بين الهند والعالم العربي».

وقالت أستاذة الأدب العربي في جامعة شيكاغو، التي تم اختيارها لجائزة «نوبل العالم العربي»، وفقاً لصحيفة «إنديا توداي»، «يسعدني ذلك ويشرفني»، مضيفة:

«أنا مسرورة بالفعل لانتسابي للجائزة، وهي المرة الأولى التي يمنحون فيها باحثاً هندياً». وكان قد صدر كتابها الحائز على الجائزة، وعنوانه «الخطبة العربية - الفن والوظيفية» عام 2019، عن دار «بريل أكاديميك ببليشرز اوف ليدن»، حيث تركز أبحاثها على التقاطعات الأدبية والدينية والسياسية في الشعر والنثر العربي الكلاسيكي.

جذور مهمة

قالت طاهرة إنها ولدت وترعرعت في مومباي، ثم عاشت في مصر، ومن ثم في الولايات المتحدة، حيث مضى على وجودها هناك عدة عقود، وقد اكتسبت الكثير من تلك البلدان.

وبرغم ذلك، تبقى جذورها مهمة لهويتها، فالثقافة الهندية جزء من نسيج كيانها، وفي الهند ذكريات طفولتها، حيث كانت تلعب وسط الأمطار الموسمية، وتأكل المانغو في الصيف، وهي تعود إلى مومباي كثيراً، وتحب موطنها الأم الهند، وتصلي لأمنها وتقدمها، كما تصلي من أجل الانسجام والحب بين المجتمعات العديدة، التي تدعو الهند موطنها.

وعن رأيها في التحولات التي شهدها الأدب العربي في الآونة الأخيرة، أجابت طاهرة أن الأدب العربي يمتد على مدى 15 قرناً، وعبر العديد من القارات.

مشيرة إلى أن انطلاقته بدأت من شبه الجزيرة العربية، بخطب رنانة، وأشعار قوية للعرب شبه الرحل، تاركاً تأثيراً في الثقافات الأخرى، حيث تشير إلى ما يُقال حول تأثير ترجمات علماء القرن العاشر للحكمة اليونانية القديمة، في انطلاق النهضة الأوروبية في القرن الـ 14، على أثر ترجمة تلك المؤلفات مجدداً، من العربية إلى اللغات المحلية في إسبانيا.

قصائد عميقة

وأشارت طاهرة إلى أنه في الـ 200 عام الماضية، ترسخت الأشكال الأدبية المستوردة للرواية والشعر الحر في الشرق الأوسط، وقام الكتاب العرب بدمجها مع تراثهم الخاص، لإنتاج قصائد عميقة، وروايات متطورة، تعطي نظرة ثاقبة على واقعهم وآمالهم وأحلامهم، حيث بات الجميع يعرف الكاتب المصري الحائز على جائزة نوبل، نجيب محفوظ.

وعن العلاقات ما بين الهند والعالم العربي، قالت إن التبادلات الشخصية والثقافية بين البلدان الناطقة بالعربية والهند، تعود إلى ما يقرب من ألفي عام، وفي عالم اليوم المتنقل بشكل كبير، يوجد اتصال متزايد أكثر من أي وقت مضى. أما العامل الأهم في تحسين العلاقات بين مجموعتين، من وجهة نظرها.

فيكمن في فهم ثقافة الواحد للآخر، لا سيما تلك التي تسلط الضوء على الخصائص الفردية، ولكن أيضاً الأهداف البشرية المشتركة، فيما الطريقة الرائعة للقيام بذلك، تكمن في قراءة أدب كلا المجموعتين من قبل الآخر.

جمال وطبيعة

وعن كيفية تصوير الهند في الأدب العربي، أفادت طاهرة أن الهند يجري تصويرها في الأدب العربي، على أنها أرض غنية بالثقافة والحكمة القديمة والجمال العجيب، وقد تغنى العرب برائحتها العبقة وفيلها، وأُشيد بالبيروني، عالم الرياضيات والفلك في القرن الـ 11، بأنه مؤسس «علم الهند»، وقد شكل كتابه «تاريخ الهند»، دراسة مفصلة للثقافة الهندية والعقيدة الهندوسية.

ولفتت طاهرة إلى ترجمة كلاسيكيات التقليد الفيدي الهندي إلى العربية، خلال العصور الوسطى، بما في ذلك، ملحمة ماهابهاراتا وهاثاغويا، كما إلى ترجمات أشعار الشاعر الهندي رابندرانات طاغور، وعدد من كبار المفكرين الهنود الآخرين، إلى العربية، حيث تُقرأ مؤلفاتهم، ويجري تقديرها في الشرق الأوسط.

Email