جائزة العويس الثقافية تكرم الفائزين في دورتها الـ27

ت + ت - الحجم الطبيعي

كرمت جائزة العويس للإبداع الفائزين في دورتها السابعة والعشرين في حفل أقيم، مساء أمس، في مسرح ندوة الثقافة والعلوم بدبي، بحضور رجل الأعمال علي بن حميد العويس، ومعالي محمد المر رئيس مجلس أمناء مكتبة محمد بن راشد، وبلال البدور رئيس مجلس إدارة الندوة، وعلي عبيد الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة، ود. صلاح القاسم، وعائشة سلطان، ود. حماد بن حماد، وصالحة عبيد، وجمال الخياط أعضاء مجلس الإدارة، وعدد من المهتمين والمثقفين والإعلاميين.

وفي كلمة الندوة أكد علي عبيد الهاملي أن الجائزة تحتفي كل عام بتكريم نخبة من المبدعين، الذين خدموا الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي غدت منارة للإبداع وحاضنة للمبدعين من أبنائها والمقيمين على أرضها، وإذا كانت جائحة «كورونا» قد حالت دون إقامة دورة الجائزة العام الماضي، إلا أن الإبداع لم يتوقف، بل لعل ظروف الجائحة حفزت المبدعين على بذل المزيد من الجهد، وإحداث نقلة نوعية في إبداعاتهم، وهنا نجدها مناسبة لتوجيه الشكر إلى قيادتنا الحكيمة على ما بذلته من جهود لاحتواء الجائحة، وحماية دولتنا من تأثيراتها السلبية، هذه الجهود التي وضعت دولة الإمارات على رأس قائمة الدول، التي تعاملت مع الوضع بكل الجدية والأهمية، جرياً على عادتها في تحويل الأزمات إلى تحديات، والتغلب عليها بأفضل الوسائل.

قامة ثقافية

وأضاف الهاملي: إن الجائزة تكرم قامة ثقافية إماراتية سامقة، هي الأستاذة أسماء صديق المطوع، مؤسسة «صالون الملتقى الأدبي» وإحدى رائدات العمل التطوعي في الدولة. لقد شكل تأسيس «صالون الملتقى الأدبي» من سيدات ذوات توجهات ثقافية، بهدف الارتقاء بالقدرات المعرفية والفكرية، إضافة نوعية إلى الحركة الثقافية الإماراتية، ألقى عليها المزيد من الألق، ودفع بها إلى آفاق أرحب من الحراك المتطور، وكان لمشاركة «الملتقى» في فعاليات معرض أبوظبي الدولي للكتاب أن انبثقت عنه مجموعة جديدة باسم «أصدقاء الملتقى». كما انبثقت عنه أيضاً «مجموعة الفكر» مع جامعة السوربون العريقة في أبوظبي، وكان لإسهامات الأستاذة أسماء المطوع البارزة في العمل التطوعي عظيم الأثر في حصولها على العديد من الجوائز، نتوجها اليوم بمنحها جائزة الشخصية الثقافية لهذه الدورة من جائزة العويس للإبداع، فلها منا كل الإعزاز والتقدير والثناء.

وأردف الهاملي: وجرياً على عادتها، تكرم الجائزة اليوم شخصيتين من القامات الثقافية والصحفية، اللتين أسهمتا بجهد وافر في خدمة الثقافة في دولة الإمارات العربية المتحدة والوطن العربي، هما الأستاذ وائل الجشي والدكتور شاكر نوري، اللذان تزخر سيرتهما بالعديد من الأعمال الأدبية والفكرية، ويزخر سجلهما بالكثير من المبادرات والإنجازات المعرفية.

هذا وقد بلغ عدد المشارَكات في هذه الدورة مئة وخمس مشارَكات، في مجالات الثقافة والأدب والإعلام ووسائط التواصل الاجتماعي والبحث العلمي والفنون المختلفة، وهو عدد إن دل على شيء فإنما يدل على ما تحظى به الجائزة من اهتمام وتقدير لدى المبدعين، كما يدل على أن الظروف التي فرضتها جائحة فيروس «كورونا» المستجد لم تقف عائقاً أمام تنامي الإبداع، إن لم تكن قد حفزته ودفعت به إلى الأمام، فلجميع المشاركين منا الشكر والتقدير، وللفائزين التهنئة الخالصة.

حيث توجت أسماء صديق المطوع شخصية العام الثقافية نظير جهودها في مجال الأدب والثقافة والفكر، منذ عام 1996، وأطلقت «صالون الملتقى الأدبي»، الذي ينظم لقاءات دورية مع عضواته البالغ عددهن 25 عضوة، حيث يلتقي المبدعون والمفكرون والأدباء والمثقفون في هذا الصالون مرتين في كل شهر ويتبادل خلاله المشاركون الحوارات.

وكرمت الجائزة الأديب شاكر نوري والإعلامي وائل الجشي عن فئة الجوائز الثقافية الخاصة، وعن فئة الإبداع الأدبي، الذي يتفرع إلى أربع جوائز، فقد كرمت جائزة العويس الشيخ سلطان سعود القاسمي كونه أفضل حساب لوسيلة تواصل اجتماعي لحسابه في «تويتر»، أما جائزة أفضل فيلم وثائقي محلي فقد فاز به فيلم «إرسال» لأمل عبدالله عبيد الرحماني الشحي، وشيخة أحمد العلي، وكرم تلفزيون بينونة في برنامجه «قرأت لك» بجائزة أفضل برنامج تلفزيوني إذاعي ثقافي أو اجتماعي محلي، وحظي برنامج «برزة رمضانية» بإذاعة أبوظبي بجائزة أفضل برنامج إذاعي ثقافي أو اجتماعي محلي.

أفضل كتاب

ونال جائزة أفضل كتاب يصدره أبناء الإمارات عن دولة الإمارات كتاب «الغوص بو سبعة أرزاق» للواء أحمد محمد بن ثاني، وأفضل كتاب لأحد أبناء الإمارات «تنوير الماء» للولوة أحمد المنصوري، وأفضل إبداع قصصي أو روائي رواية «الحي الحي» لعلي الشعالي.

ونال جائزة أفضل نص مسرحي مسرحية «أحلام بدر وعهود» لراشد عيسى الجاعد، والدكتور علي عبدالله فارس.

وحاز جائزة أفضل كتاب لأدب الطفل لأبناء الإمارات كتاب «وحش في بيتنا» للكاتبة نورة عباس الخوري.

وفي جائزة أفضل بحث عن الإمارات في الدراسات الإنسانية والاجتماعية- المحور الثقافي نال الباحث أحمد عادل زيدان الجائزة عن بحثه: اقتصاديات الصناعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات العربية المتحدة الفرص والتحديات.

وفي مجال الدراسات الإنسانية والاجتماعية- المحور التربوي نال الباحث محمد محمود أبو الحسن الجائزة عن بحثه: فعالية استخدام استراتيجية الرحلات المعرفية عبر الويب في تنمية مهارات التواصل الرياضي لدى طلاب الصف السابع الأساسي. وفي الدراسات التطبيقية - المحور الطبي أو الصحي نال الباحث د. خالد عباس الطرابيلي الجائزة عن بحثه طريقة بديله للقضاء على البكتيريا الممرضة المقاومة للمضادات الحيوية في دولة الإمارات باستخدام خليط من الفيروسات آكلات البكتيريا

وفي مجال الدراسات التطبيقية- المحور البيئي أو الطاقة أو العلوم الأساسية نال الباحث محمد علي محمد الهنداسي الجائزة عن بحثه التلوث البلاستيكي وتأثيره على الصحة العامة: تحليل استشرافي لمسح مقطعي على طلبة المدارس الثانوية في دولة الإمارات.

وفي مسابقة أفضل عمل فني نالت المركز الأول لوحة «الأشجار» للفنانة منال عبدالله أحمد بن عبود الفلاسي، والمركز الثاني لوحة «باب قديم» للفنانة راوية أحمد عبدالرحمن أحمد المالك. وفي مسابقة الخط العربي نالت المركز الأول الفنانة فاطمة علي سالمين عن قصيدة «للشيخ محمد بن راشد» بخط الديواني، والمركز الثاني حاز به محمد عيسى خلفان النعيمي عن لوحة لآية: «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب» (خط ثلث)، والمركز الثاني مكرر فاطمة سالم الظنحاني عن لوحة: واعبد ربك حتى يأتيك اليقين (خط ثلث)، وفي مجال التصوير الفوتوغرافي نال المركز الأول المصور: علي محمد جمعه الفلاسي عن مجموعة صور للحياة البرية.

وفي مسابقات الشباب في مجال الدراسات التطبيقية: المحور الطبي أو الصحي فاز الباحث أحمد عبدالرحمن عبدالله أحمد الشيخ عن دراسة تحليلية لمسح مقطعي حول استهلاك الكافيين ومستوى الوعي بتأثيراته الصحية لدى البالغين في دولة الإمارات، وفي مجال أفضل عمل فني للشباب في الرسم حازت آمنة عبدالله أحمد العبدولي المركز الأول عن لوحة لصورة الشيخ راشد بن سعيد، وفي مجال الابتكار العلمي نال المركز الأول مشروع «الجينوم البشري الإماراتي» للمخترع: عبدالله محمد عبيد خليفة المهيري، والمركز الثاني «مشروع: حمام السباحة الآمن للأطفال» للمخترع: أحمد عبدالرحمن محمد عبدالرحمن الزرعوني، وسلطان عبدالرحمن محمد عبدالرحمن الزرعوني، والمركز الثالث مشروع «إشارة المشاة ذاتية التشغيل» للمخترع: سعاد محمد سعيد سالمين، وشما سلطان محمد العطار، والمركز الثالث مكرر «مشروع: نظام إنذار بقراءة الوجه البشري» للمخترعات: سارة فيصل السيد حيدر، جواهر خليل غلام عباس، مشاعل خليل غلام عباس.

سعادة بالاختيار

وفي حديثها مع «البيان» قالت أسماء صديق المطوع: «أتقدم بخالص الشكر لندوة الثقافة والعلوم لتشريفها لي باختياري شخصية العام الثقافية، والتي لا يسعني أن أصف سعادتي بهذا الاختيار الكريم خصوصاً أنه من مؤسسة مرموقة لها ثقلها الثقافي والوطني، وأدعو الله أن أكون دائماً عند حسن ظنكم، خصوصاً أنها جائزة تحمل اسم شخصية ثقافية عزيزة علينا وقدوة في شغف المعرفة والفكر وكذلك مجلس إدارة الندوة أكن لهم كل التقدير على حمل شعلة الثقافة، لتكون مناراً لنا في مسيرة أي فرد يسلك حب القراءة والمعرفة. وهو نجاح لكل القراء الذين أسسوا صالونات أدبية لتفعيل الحراك الثقافي، والشكر للإعلام والصحف المحلية، التي آمنت بجهود القراء. وأشعر أنني اليوم أتلقى التكريم والتشجيع من أهلي وأصدقائي، فالندوة مكاننا القريب من قلوبنا، كما هي بجهدها الثقافي الكبير قريبة من عقولنا، وأرى أن الاختيار الكريم لي كوني شخصية العام الثقافية، كما هو شرف كبير ووسام غال».

بلد التكريم

وقال شاكر نوري الحاصل على تكريم الجائزة الثقافية الخاصة: دولة الإمارات هي بلد التكريم، كرمنا بالإقامة الذهبية، وهنا نكرم بالشخصية الثقافية الخاصة جائزة العويس للإبداع، كل هذا بفضل الإمارات ومساهمة العرب المقيمين في بناء نهضة الإمارات وانسجامهم مع الحياة الثقافية الموجودة في الإمارات، ومن المعروف أن الهم الثقافي هو جزء أساسي من اهتمامات القيادة الرشيدة، التي تؤكد المعرفة والثقافة التي ينبغي أن تنتشر بين المواطنين والمقيمين، لأنها الدعامة لأي نهضة في هذا البلد.

وتوجه بالشكر للقائمين على هذه الجائزة التي تحمل اسم سلطان العويس الرجل السباق في التركيز على الهم الثقافي، وكان حريصاً على الالتقاء بالكتاب والفنانين في مختلف الدول العربية، وكان داعماً للثقافة في العالم العربي إضافة إلى كونه شاعراً ومبدعاً وخصص هذه الجائزة ورعايته لها، رحمه الله.

وعبرت لولوة المنصوري الفائزة بفئة أفضل كتاب لأحد أبناء الإمارات عن كتابها «تنوير الماء»، عن فخرها واعتزازها بهذه الجائزة المرموقة وهي جائزة العويس للإبداع، والتي توجت أسماء ورموزاً ثقافية في الإمارات، ويكفي أنها تحمل اسم رمز ثقافي مهم في دولة الإمارات، ولها دور كبير في تحريك الساكن والركود الثقافي، حيث تحرص من خلال جوائزها التي تخصصها في كل الحقول على أن تحرض الفكر الإماراتي، ويتناول كتابها «تنوير الماء» سيرة الماء القديم في دولة الإمارات، وتأثيره على الحضارات المتعاقبة في دولة الإمارات. (دبي- خلود حوكل )

Email