معرض التخصصات الأكاديمية يحفز الطلاب على الابتكار

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا خالد خليل الحوسني، الطلاب المشاركين في الدورة الثالثة من معرض التخصصات الأكاديمية، التي تنظمها مكتبات الشارقة العامة، التابعة لهيئة الشارقة للكتاب افتراضياً حتى 3 يونيو المقبل، إلى التمرن على الممارسات الابتكارية من خلال التفكير خارج الصندوق بإطلاق العنان للعقل، للخروج عن المألوف عبر اختبار كل فكرة مهما كانت غريبة وقبول التحديات ومحاولة تحويلها إلى فرص.

جاء ذلك خلال الجلسة الأولى التي نظمتها مكتبة خورفكان، أول من أمس، وقدمها الحوسني تحت عنوان «الابتكار والتفكير»، وذلك عبر منصة التواصل المرئي «زووم»، خلال الفترة الصباحية من فعاليات المعرض، بمشاركة طلاب المرحلة الثانوية والراغبين في استكمال دراستهم الجامعية والراغبين بالدارسة في دولة الإمارات.

واستهل الحوسني الجلسة بشرح الفرق بين الإبداع والابتكار، مشيراً إلى أن الإبداع هو تحفيز وتشجيع طاقات وإمكانات العقل لإعطاء أفكار جديدة، موضحاً أن هذا المفهوم يظهر ويتجسد بطرق متعددة لا يمكن قياسها، بينما الابتكار فيعرّفه الحوسني بأنه «يهتم بالعمل على تحقيق فكرة ما على أرض الواقع بحيث تكون جديدة وغير تقليدية، فهو صفة قابلة للقياس بشكل مطلق».

وذكر أن دوﻟﺔ اﻹﻣﺎرات ﺟﻌﻠﺖ ﻣﻦ اﻻﺑﺘﻜﺎر واﻹﺑﺪاع ﻗﻴﻤﺔ ﻣﻀﺎﻓﺔ ﻟﻬﺎ وزﻧﻬﺎ ﻓﻲ اﻻﻗﺘﺼﺎد اﻟﻮﻃﻨﻲ وﻓﻲ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻛﻜﻞ، مضيفاً: «إن اﻻﺑﺘﻜﺎر ﻟﻢ ﻳﻌﺪ ﺧﻴﺎراً، وإﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺿﺮورة ﻟﻠﺪول واﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎت واﻟﺸﻌﻮب اﻟﺴﺎﻋﻴﺔ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﻣﻮﻗﻌﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺧﺮﻳﻄﺔ اﻟﻌﺎﻟﻢ اﻻﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ وﺗﻘﻮﻳﺔ ﺗﻨﺎﻓﺴﻴﺘﻬﺎ، وﻟﺬﻟﻚ فإن اﻹﻣﺎرات وﺿﻌﺖ اﻻﺑﺘﻜﺎر أﺣﺪ اﻟﻤﺤﺎور اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻟﺮؤيتها 2021 وانتهجته ثقافة عمل وأسلوب حياة».

وأوضح أن قدرة المنافسة هي أحد الأسباب الأكثر أهمية التي تدفع الأفراد والمجتمعات للبحث عن أفكار ابتكارية، مشيراً على سبيل المثال إلى أن الأعمال التجارية الناجحة هي التي تستطيع المحافظة على سيرها عبر تقديم خدماتها ومنتجاتها التي تلبي احتياجات الزبائن والتغيرات الحاصلة وسوق العمل، وأكد أن إبداع أفكار ابتكارية يزيد من الإنتاجية، وذلك بالاعتماد على التطورات التقنية وتقليل تكاليف الإنتاج.

وأشار الحوسني إلى وجود خمسة أنواع للابتكار، الأول الابتكار في المنتجات، ويتضمن المنافسة في إطلاق المنتجات وكذلك المتغيرات التي يتم اقتراحها على التصميم، والثاني ابتكار العمليات والتكنولوجيا، التي تطال التقنيات في مجال العمليات الإنتاجية لتصنيع المواد والبرمجيات أو حتى التطبيقات والتحسينات على نوعية المواد أو تقليل التكاليف، والثالث الابتكار الاجتماعي، الذي تنعكس فوائده على المجتمع ككل مثل الابتكار في مجال التعليم والصحة وجودة الحياة وتقليل مستوى الفقر والمساواة في الفرص.

أما النوع الرابع فيتجلى وفقاً للحوسني، بالابتكار البيئي الذي يسهم في اقتراح تحسينات على البيئة، من خلال الوصول إلى منتجات صديقة للبيئة ومساهمات تهدف لتقليل المخلفات التي تضر بها، والخامس هو الابتكار المؤسساتي، الذي يهدف إلى تحسين حياة الناس من خلال الخدمات الحكوميّة المقدمة للجمهور.

وتطرق إلى مجموعة من العوامل التي تقتل الإبداع والابتكار مثل ضعف الثقة بالنفس والشعور بالنقص وقلة المعرفة والتردد بسبب الخوف من الانتقاد والفشل، والانشغال الفكري الدائم ورفض الأفكار الجديدة وعدم الشعور بالمسؤولية وغياب الطموح، كما لفت إلى وجود خمسة وسائل للإبداع والابتكار هي العمل الجاد، وتخصيص وقت للإبداع، وممارسة الألعاب، وسماح الشخص لنفسه بارتكاب الأخطاء وأخيراً تحديد العقبات والتغلب عليها.

وفي ختام الجلسة عرض الحوسني خطوات إعداد المشاريع الابتكارية، والتي تبدأ بجلسة للعصف الذهني ثم البحث عن جميع المعلومات والدراسات، التي تتعلق بالفكرة المطروحة ووضع بطاقة للمشروع ومتابع الملاحظات وتسجيلها لتبدأ بعدها عملية التطوير، وقدم نموذجاً عملياً لهذه الخطوات من خلال عرض مشروع «كهرونفايات» الابتكاري البيئي، الذي نفذ في مركز الابتكار التابع لمدرسة خليل بن أحمد.

يشار إلى أن المعرض يستهدف زيادة معارف الطلاب المشاركين بالتخصصات الأكاديمية المتوفرة، والمهارات والوظائف المرتبطة بها، وذلك بمشاركة 13 جامعة وكلية ومعهداً في دولة الإمارات، تسهم في الإجابة عن التساؤلات حول مختلف التخصصات وطبيعة العمل بها مستقبلاً.

Email