دبي تحتضن إرث الموسيقى الكلاسيكية العالمي

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

الموسيقى تشبه رقة النسيم، يعشقها الناس، ويتمايلون على إيقاعاتها، يشعرون بأنها تشبع شغفهم، وتنقلهم نحو عوالم أخرى، وكذلك هي دبي التي تشبه في تفاصيلها السلم الموسيقي، تتصاعد في النفس بطريقة تشبه الحركات الموسيقية، يحبها كل من يطأ أرضها، حيث يدرك بما تحمله أروقتها من نسمات ثقافية وفنية، تشيع في النفس الهدوء والراحة، وتزيد من إثراء المشهد الفني الذي تتمتع به المدينة.

على خشبات مسارح دبي، وفي أروقة فنادقها، وأماكنها العامة، تلعب الموسيقى الكلاسيكية دور البطولة، تصادفها أينما وليت وجهك في دبي، التي باتت حاضنة لعديد المواهب العارفة في «الموسيقى الكلاسيكية»، التي حملت على كاهلها مهمة إلقاء محبتها في قلوب الناس، ممن لم يتعودوا الاستماع والاستمتاع بها، لشعورهم بـ «ثقل» سلمها الموسيقي، رغم أنها تشكل بـ «حركاتها» و«سيمفونياتها» و«الكونشيرتو» أساس الموسيقى المتوارثة لدينا.

حيوية

مسارح دبي فتحت أبوابها أمام كافة أنواع الموسيقى، على اختلاف مدارسها وتوجهاتها وحتى إيقاعاتها، وها هي تعود لتفتح «صالوناً» خاصاً للموسيقى الكلاسيكية، تولى تقديمه ثلة من «المواهب الكلاسيكية الإماراتية»، أطلت على الملأ يومي الجمعة والسبت الماضيين، في إضافة جديدة من الألق إلى المشهد الموسيقي الكلاسيكي في دبي، وضخ المزيد من الحيوية المقتبسة من شوارع دبي، فأضاءت عبر سلسلة موسيقى الصالون أو الحجرة جانباً من تاريخ هذه الموسيقى، من خلال جمعها لعدد من الموسيقيين ممن اختاروا اللعب على أوتار الكمان والتشيلو ومفاتيح البيانو، التي تشكل أساس هذه الفرقة التي أطلت على مسرح الرابطة الفرنسية في دبي، وقدمت عرضاً كاملاً لـ «كونشيرتو البيانو» في «ليلة فرنسية خالصة» مثلت تحية للملحن الفرنسي كميل سانت ساين، احتفاءً بمرور 100 عام على رحيله.

جاذبية وسحر

في ليلة الجمعة الماضي، أطل على الملأ عازف البيانو اليوناني يوانيس بوتاموسيس الذي يوصف بأنه «عملاق المفاتيح»، لما يمتلكه من قدرة على التعبير عن فنه الجذاب والساحر، كما يمتاز بقدرته على خلق حوار متكامل مع الأوركسترا. يوانيس بوتاموسيس استطاع أن يعيد الألق إلى ما عُرف بـ «الصالون الفرنسي» الذي كان رائحاً في عاصمة النور باريس في القرن التاسع عشر، وها قد افتتح خلال إطلالته في دبي مثل هذا الصالون، برفقته ثلة من رفاقه الذين عودوا أصابعهم على مغازلة أوتار الكمان والتشيللو.

وشهدت ليلة «المواهب الكلاسيكية الإماراتية» تقديم سلسلة خماسية يتولاها الروسي نيكولاي ماناغازي، الذي انتزع الصدارة في العديد من المسابقات الدولية التي شارك بها، والأرميني ناريك دربينيان العضو في أوركسترا الدولة السيمفونية الأرمينية، والروسية زينيا بقنينا التي برعت في الموسيقى منذ أن كانت في عمر السادسة، لتكبر على أوتار الكمان التي قادتها لتقديم العديد من الحفلات الموسيقية حول العالم، وجانيس بوكوفسكي التي نشات في حضن عائلة تعشق الموسيقى، والأمريكي كولين كلارك الذي احترف اللعب على أوتار التشيللو، ويقيم حالياً في دبي، حيث يؤدي بانتظام حفلات مختلفة في دبي أوبرا.

Email